1- ينبغي أن نلفت الانتباه إلى أنه كانت من عادة العرب قديما الزواج بأكثر من واحده حتى يصل الأمر إلى عشر نسوه للرجل الواحد فلما قدم الإسلام أمر بالإمساك على أربع ومفارقة الباقين ولم يثبت أن محمد جمع تحته أكثر من امرأة مع أن ذالك كان مباحا بل بلغ 25 سنه ولم يكن تحته سوى خديجة حتى بلغ الخمسين سنه ولو كان النبي راغب شهوة لجمع تحته أكثر من عشر نسوه كما تفعل العرب حينئذ ولا لوم.
2- ولو كان النبي عليه السلام راغب زواج لشهوة يقضيها لتزوج بكرا في سن تقل عن سنه ولكنه لم ينظر إلى الزواج نظرة شهوة ولكنه ينظر إليه نظرة العاقل الذي يرى الزواج مسئوليه فحين تزوج خديجة التي تكبره بخمس عشرة سنه وكانت قد تزوجت قبله من أبى هاله وعتيق ولم يطرق النبي بابها بل هي التي أرسلت إليه تطلبه للزواج لما رأت فيه من الخلق الرفيع رغم أنه كان يقول لأصحابه " هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك "
3- أن النبي لم يتزوج وإنما زوج فتزوج فكان الأمر ينزل من السماء بالزواج حيث قال لله لنبيه إن أصحابك أبيح لهم الزواج بأربع أما أنت فأبحت لك أكثر من ذالك وتلك خصوصية من خصوصيات النبي عليه الصلاة والسلام .. مثل زواج النبي من زينب بنت جحش حيت يؤكد الله تعالى تحريم قضية التبني فكان الزواج لحكمة إلهيه ولم يكن باختيار النبي عليه الصلاة والسلام.
4- أن النبي ضيق عليه في الزواج ولم يوسع حيث قال تعالى {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً }الأحزاب52 فهنا استثناء معدود فلا يجوز للنبي إذا ماتت منهن واحده أن يتزوج بغيرها ولا أن يتزوج غيرهن ولكن سائر ألامه الاستثناء لها في العدد لا في المعدود فلو تزوج الرجل بأربعة ثم طلق واحده لتزوج بخامسة ولو طلق أخرى لتزوج بسادسة إلى أن يقض على جميع نساء الأرض.
5- أن النبي لم يوسع عليه في أمور المعاش حتى يأكل ويطعم نساءه فالرجل الشهواني الذي يحب النساء لا بد أن يوفر لهن ما لذ وطاب من الشراب والطعام فالرجل حين تجوع بطنه ويتعرى جسده ويمتلأ رأسه بفكر الدعوة هل يروق له ذهنه أن يداعب نساءه فهذا لا يستقيم مع العقل حتى قال أبو هريرة كان الرجل من الناس يرفع بطنه عن حجر وعن حجرين إلا رسول الله فقد رفع بطنه يومئذ عن ثلاثة أحجار _ من شدة الجوع _ ويوم صاحبه عمر فأجال بصره في الحجرة فلم يجد إلا حصيرا من الخوص قد أضطجع الرسول عليها وأثرت في جنبه وعلى مقربه منه شن معلق على وتد هذا كل ما كان يملكه رسول الله  يوم دان له نصف العرب , فعن أنس بن مالك قال: دخلت على النبي  وهو على سرير مرمول بشريط تحت رأسه وسادةٌ من أدم حشوها ليف، ما بين جلده وبين السرير ثوب، فدخل عليه عمرٌ فبكى، فقال له النبي  : "ما يبكيك يا عمر؟ "قال: أما والله ما أبكي يا رسول الله ألا أكون أعلم أنك أكرم على الله من كسرى وقيصر، فهما يعيثان فيما يعيثان فيه من الدنيا، وأنت يا رسول الله بالمكان الذي أرى! فقال النبي  : " أما ترضى يا عمر أن تكون لهم الدنيا، ولنا الآخرة؟". قلت: بلى يا رسول الله، قال: "فإنه كذلك".)
6- حال النبى صلى الله عليه وسلم من الزهد والتقشف لا تثبت أنه كان رجلا شهوانيا.
7- ثم إن هناك حكما كثيرة من تعدد الزوجات للنبي صلى الله عليه وسلم.
حكمة تعليمية : حكمه أخلاقيه : حكمه اجتماعيه : حكمة سياسيه :
حكمة تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
إن هذا بلا شك يدفع كل تقول وافتراء ويدحض كل شبهة وبهتان ويرد على كل أفاك أثيم يريد أن ينال من قدسية الرسول أو يشوه سمعته فما كان زواج الرسول بقصد الهوى أو الشهوة وإنما كان لحكم جليلة وغايات نبيلة وأهداف سامية سوف يقر الأعداء بنبلها وجلالها إذا ما تركوا التعصب الأعمى وحكموا منطق العقل والوجدان وسوف يجدون في هذا الزواج "المثل الأعلى" في الإنسان الفاضل الكريم والرسول النَّبِي الرحيم الذي يضحي براحته في سبيل مصلحة غيره وفى سبيل مصلحة الدعوة والإسلام. زعموا أن نبي الإسلام كان منصرفا إلى إشباع شهوته بالتقلب في أحضان تسع نساء !! (قالها يهود يثرب) .. فرد عليهم القرآن الكريم ردا بليغا وبين أنهم فعلوا ذلك حسدا للرسول صلى الله عليه وسلم ، على الرغم من راعى النبي صلى اللّه عليه وسلم المصلحة في اختيار كل زوجة من زوجاته ، فجذب إليه كبار القبائل بمصاهرتهم وعلم أتباعه احترام النساء والعدل بينهن وترك من بعده تسع أمهات للمؤمنين يعلمن نساءهم الأحكام الخاصة بالنساء مما ينبغي أن يعلمنه منهن لأمن الرجال ، ولو كان قد ترك واحدة ما كان فيها الغناء كما لو ترك التسع. لما كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم أسوة للمؤمنين كما في الذكر الحكيم: ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)) [الأحزاب:21]، وكانت أفعاله صلى الله عليه وسلم مصدراً من مصادر التشريع المهمة.
- كان لابد من وجود من ينقل ذلك من داخل البيت النبوي الطاهر، وهذا من حِكَم تعدد الزوجات بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم لنقل الأحكام الأسرية والزوجية والأحكام الخاصة بالمؤمنات في عصرهن الأحكام الأسرية والزوجية رضي الله عنهن، وبعد عصرهن إلى يوم القيامة.
- كما أنهن بتربية النبي صلى الله عليه وسلم لهن، يصلحن قدوة حسنةً للمؤمنات في كل العصور، وهذا ما حصل لله الحمد والمنة، فهن أسوةُ حسنةٌ لكل مؤمنة، فكان هذا أيضاً من حكم التعدد، فها هي واحدةٌ منهم عائشة رضي الله عنها، من أجلّ رواة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- ولما كان الإسلام في مهده كان لابد من توثيق الصلاّت بالقبائل والبطون العربية؛ لتسهيل الدعوة الإسلامية، مثل زواجه من جويرية رضي الله عنها، فكان ذلك سبباً في إسلام بني المصطلق رضي الله عنهم.
- وأيضاً لزيادة الصِّلة بأصحابه الكرام وتكريمهم وتشريفهم مثل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فقد تزوج من ابنتيهما عائشة وحفصة رضي الله عنهما، كما شرّف عثمان وعلياً بتزويجه من بناته رضي الله عنهم أجمعين.
- وأيضاً كان الزواج ببعضهن سبباً في إثبات حُكم شرعيّ مثل إبطال حكم التَّبني، فكان الزواج من السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها.
- وأيضاً لما لبعضهن من وضع خاص ومعاناة اجتماعية مثل السيدة سودة بيت زمعة رضي الله عنها التي مات عنها زوجها، وأم سلمة التي استشهد زوجها وأبقى أيتاماً، والسيدة أم حبيبة لما ارتد زوجها عن الإسلام بالحبشة وبقيت في دار الغربة، فكان ذلك مواساةً لهنّ رضي الله عنهن أجمعين.ولو كانت هذه الزيجات كما يدَّعي المستشرقون وأتباعهم لإشباع الغريزة، لكُنَّ كلهن أبكاراً أو صغيرات في السن، ولكن أن تكون البكر الوحيدة هي عائشة والبقية إما مطلقات أو أرامل ذوات أولاد، فهذا بعيد كل البعد عن الغرائز والشهوات.
لمحات عامة عن أمهات المؤمنين
- كل زوجات رسول الله اللائي دخل بهن كانت وفاتهن بعده صلى الله عليه وسلم إلا خديجة وزينب بنت خزيمة رضي الله عنهما فقد توفين في حياته.
- وكلهن دفن في البقيع بالمدينة ماعدا خديجة دفنت في الحجون بمكة، وميمونة دفنت بسرف بالقرب من التنعيم في المكان الذي بني بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه.
- عشر زوجات لرسول الله صلى الله عليه وسلم يلتقين معه في النسب من جهة الأب: أم حبيبة، وخديجة، وأم سلمة، وعائشة، وحفصة، وسودة، وزينب بن جحش، وجويرية، وزينب بنت خزيمة، وميمونة. وجمعت السيدة زينب بن جحش الالتقاء نسباً من جهة الأب والأم، فأمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلتقي معه من جهة الأب في خزيمة بن مدركة بن إلياس.
- سمّى النبي زوجاته ميمون وجويرية وزينب بنت جحش بعد أن كان أسمهن برة.
- كانت كل من زينب بنت خزيمة وصفية وميمونة وخديجة رضي الله عنهن جميعاً قد تزوجن قبل النبي صلى الله عليه وسلم بزوجين، بينما كانت عائشة البكر الوحيدة بينهن رضي الله عنها.
ويُرْوَى في ذلك أن بعض أترابه الشباب أخذوه ذات يوم إلى أحد مواقع المعازف واللهو فغشَّاه الله بالنوم فما أفاق منه إلا حين أيقظه أترابه للعودة إلى دورهم.هذه واحدة..أما الثانية فهي أنه حين بلغ الخامسة والعشرين ورغب في الزواج لم يبحث عن " البكر " التي تكون أحظى للقبول وأولى للباحثين عن مجرد المتعة. وإنما تزوج امرأة تكبره بحوالى خمسة عشر عامًا ، ثم إنها ليست بكرًا بل هي ثيب ، ولها أولاد كبار أعمار أحدهم يقترب من العشرين ؛ وهى السيدة خديجة وفوق هذا كله فمشهور أنها هي التي اختارته بعد ما لمست بنفسها ـ من خلال مباشرته لتجارتها ـ من أمانته وعفته وطيب شمائله صلى الله عليه وسلم.والثالثة أنه صلى الله عليه وسلم بعد زواجه منها دامت عشرته بها طيلة حياتها ولم يتزوج عليها حتى مضت عن دنياه إلى رحاب الله. وقضى معها - رضى الله عنها - زهرة شبابه وكان له منها أولاده جميعًا إلا إبراهيم الذي كانت أمه السيدة " مارية " القبطية.والرابعة أنه صلى الله عليه وسلم
أما تعدد زوجاته صلى الله عليه وسلم فكان كشأن غيره من الأنبياء له أسبابه منها:
أولاً: كان عُمْرُ محمد صلى الله عليه وسلم في أول زواج له صلى الله عليه وسلم بعد وفاة خديجة تجاوز الخمسين وهى السنّ التي تنطفىء فيها جذوة الشهوة وتنام الغرائز الحسية بدنيًّا ، وتقل فيها الحاجة الجنسية إلى الأنثى وتعلو فيها الحاجة إلى من يؤنس الوحشة ويقوم بأمر الأولاد والبنات اللاتي تركتهم خديجة - رضي الله عنها
والآن سأركز على أربعة أمور وهى:
1- هل تعدد الزوجات مختص بالرسول العربي صلى الله عليه وسلم أم أن هذه سنة أكثر الأنبياء؟ وما الذي ورد في التوراة والإنجيل في هذا الصدد.؟
2- ما هي الأسباب وراء تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم. وما هي الخلفية وراء كل زوجة من زوجاته الإحدى عشرة؟
3- ما الذي يتوقع من شخص آخر غير النبي صلى الله عليه وسلم لو كان في محل الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ ماذا كان يمكن أن يكون أسلوب حياته في نفس الظروف والملابسات؟
4- ما هي المصالح العملية وراء تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم والحكم التعليمية والتشريعية والاجتماعية والسياسية والشخصية؟
حكمة تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
ذكر العلماء في الحكمة الإجمالية لتعدد زوجات الرسول عشرة أوجه:
1- أن يكثر من يشاهد أحواله الباطنة فينتفي عنه ما يظن به المشركون من أنه ساحر وغير ذلك.
2- لتتشرف به قبائل العرب بمصاهرته فيهم.
3- للزيادة في تآلفهم.
4- للزيادة في التكليف حيث كلف ألا يشغله ما حبب إليه منهن عن المبالغة في التبليغ.
5- لتكثر عشيرته من جهة نسائه فتزاد أعوانه على من يحاربه.
6- نقل الأحكام الشرعية التي لا يطلع عليها الرجال لأن أكثر ما يقع مع الزوجة مما شأنه أن يختفي مثله.
7- الإطلاع على محاسن أخلاقه الباطنة فقد تزوج أم حبيبة وأبوها إذ ذاك يعاديه والسيدة صفية بعد قتل أبيها وعمها وزوجها فلو لم يكن أكمل الخلق في خلقه لنفرت منه بل الذي وقع أنه كان أحب إليهن من جميع أهلهن.
8- خرق العادة له عليه السلام في كثرة الجماع مع التقليل في المأكل والمشرب وكثرة الصيام وقد أمر من لم يقدر على مؤن النكاح بالصوم وأشار إلى أن كثرته تكسو شهوته فانخرقت هذه العادة في حقه عليه السلام.
9- تحصينهن والقيام بحقوقهن.
إن الحكمة من « تعدّد زوجات الرسول » كثيرة ومتشعبة ، ويمكننا أن نجملها فيما يلي :
أولاً : الحكمة التعليمية .
ثانياً : الحكمة التشريعية .
ثالثاً : الحكمة الاجتماعية .
رابعاً : الحكمة السياسة .

أولاً : الحكمة التعليمية :
لقد كانت الغاية الأساسية من تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم هي تخريج معلمات للنساء ، يعلمنهن الأحكام الشرعية ، فالنساء نصف المجتمع ، وقد فُرِضَ عليهن من التكاليف ما فرض على الرجال .وقد كان الكثيرات منهن يستحيين من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض الأمور الشرعية وخاصة المتعلقة بهن ، كأحكام الحيض ، والنفاس ، والجنابة ، والأمور الزوجية ، وغيرها من الأحكام ، وقد كانت المرأة تغالب حياءها حينما تريد أن تسأل الرسول الكريم عن بعض هذه المسائل . إن التعدد كله لحكم منها -فضلا عما سبق- بيان كل ما يقع في بيت النبوة من أحكام عملاً بقوله تعالى {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً }الأحزاب34
ثانيًا: الحكمة التشريعية:
ونتحدث الآن عن الحكمة التشريعية التي هي جزء من حكمة تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه الحكمة ظاهرة تدرك بكل بساطة، وهي أنها كانت من أجل إبطال بعض العادات الجاهلية المستنكرة، ونضرب لذلك مثلاً بدعة التبني التي كان يفعلها العرب قبل الإسلام فقد كانت دينًا متوارثًا عندهم، يتبنى أحدهم ولدًا ليس من صلبه ويجعله في حكم الولد الصلبي، ويتخذه ابنًا حقيقيًا له حكم الأبناء من النسب في جميع الأحوال؛ في الميراث والطلاق والزواج ومحرمات المصاهرة ومحرمات النكاح إلى غير ما هنالك مما تعارفوا عليه، وكان دينًا تقليديًا متبعًا في الجاهلية.كان الواحد منهم يتبنى ولد غيره فيقول له: "أنت ابني، أرثك وترثني"، وما كان الإسلام ليقرهم على باطل، ولا ليتركهم يتخبطون في ظلمات الجاهلة، فمهد لذلك بأن ألهم رسوله عليه السلام أن يتبنى أحد الأبناء ـ وكان ذلك قبل البعثة النبوية ـ فتبنى عليه السلام زيد بن حارثة على عادة العرب قبل الإسلام. وفي سبب تبنيه قصة من أروع القصص، وحكمة من أروع الحكم ذكرها المفسرون وأهل السير، لا يمكننا الآن ذكرها لعدم اتساع المجال. وهكذا تبنى النبيُ الكريم زيدَ بن حارثة، وأصبح الناس يدعونه بعد ذلك اليوم زيد بن محمد.روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: (إن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ الله} [الأحزاب: 5] فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنت زيد بن شراحبيل)).
ثالثاً : الحكمة الاجتماعية .
(1) زواجه من خديجة - رضي الله عنها- وهذا أمر اجتماعي أن يتزوج البالغ العاقل الرشيد وكان - عليه الصلاة والسلام - في سن الخامسة والعشرين وظلت معه وحدها حتى توفيت وهو في سن الخمسين.
(2) تزوج بعدها بالسيدة سودة بنت زمعة وكانت أرملة لحاجة بناته الأربع إلى أم بديلة ترعاهن وتبصرهن بما تبصر به كل أم بناتها.
(3) حفصة بنت عمر بن الخطاب تزوجها بعد وفاة زوجها إكراما لأبيها سـ3هـ.
(4) زينب بنت خزيمة استشهد زوجها في أحد فتزوجها سـ 4هـ.
(5) أم سلمة هند بنت أمية توفى زوجها ولها أولاد فتزوجها سـ4هـ.
رابعاً : الحكمة السياسة .
- كان لبعض زيجات الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعدا سياسيا من حيث ائتلاف القلوب والحد من العداوة وإطلاق الأسرى... إلخ، ومن هن:
(1) جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق من خزاعة وقعت في الأسر، تزوجها سنة 6 هـ.
(2) أما حبيبة رملة بنت أبي سفيان، تنصر زوجها وبقيت على إسلامها، وكان للزواج منها كبير الأثر في كسر حدة أبي سفيان في العداء للإسلام، حتى هداه الله.
(3) صفية بنت حيي بن أخطب كانت من سبي خيبر أعتقها الرسول وتزوجها سـ7هـ.
(4) ميمونة بنت الحارث تزوجها سـ 7هـ.
مات من هؤلاء اثنتان في حياة الرسول وهما خديجة وزينب بنت خزيمة وتوفى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن تسع.
وأما الجواري فهما مارية القبطية التي ولدت إبراهيم وتوفى صغيرا، وريحانة بنت زيد القرطية.
إذن التعدد بدأ في سن الثالثة والخمسين من عمره فهل هذا دليل الشهوة، ومن يشته هل يتزوج الثيبات وأمهات الأولاد والأرامل، كيف وقد عرض عليه خيرة بنات قريش فأبى!
الدعوة في حياة أمهات المؤمنين
لقد كانت الدعوة إلى الله تعالى هي الهدف الأسمى لأمهات المؤمنين، فما من حديث قيل عند إحداهن أو رأت النبي صلى الله عليه وسلم يفعل شيئاً إلا وقامت بتبليغه كما سمعته متذكرات قول النبي صلى الله عليه وسلم: "نضرَّ الله امرءاً سمع منّا شيئاً فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع" .لقد امتزن رضي الله عنهن بسعة العلم والفقه في الدين فتعلم الفقهاء منهن أحكاماً كانت نافعةً للناس كافة، وحكت لنا كتب السير عن أمهات المؤمنين مواقف تدل على بذلهن للنصيحة وأمرهن بالمعروف ونهيهن عن المنكر، ولا نذهب بعيداً إذا قلنا إن من أسباب نجاح الدعوة إلى الله تعالى في أول عهدها كان بسبب خديجة رضي الله عنها، فهي أول من آمنت برسول الله صلى الله عليه وسلم ونصرته بمالها ونفسها فكانت نعم الزوجة التي تربط على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بزوغ فجر الوحي يقول عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم متذكراً لجميلها: " لَقَدْ آمَنَتْ بِي حِينَ كَفَرَ بِيَ النَّاسُ، وَآوَتْنِي إِذْ رَفَضَنِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ " . لقد كانت رضي الله عنها لها القدم الراسخة في نشر دين الله فرضي الله عنها وأرضاها.وتلكم السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث لتبثها في الناس فيتعلم منها الفقهاء والعلماء، وأكثر الناس الأخذ عنها فنقلوا عنها من الأحكام والآداب شيئاً كثيراً حتى قيل: إن ربع الأحكام الشرعية منقول عنها رضي الله عنها.ولقد أثنى العلماء من الصحابة والتابعين على عائشة رضي الله عنها، وعلمها. فقال مسروق رأيتُ مشيخة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألون عائشة رضي الله عنها عن الفرائض ، وكان إذا حدث عنها يقول: حدثني الصديقة بنت الصديق حبيبة الله المبرأة من فوق سبع سموات فلم أكذبها . ويقول عطاء بن أبي رباح: "كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأياً في العامة .ويقول هشام بن عروة بن أبيه: " ما رأيت أحدا أعلم بفريضة ولا أعلم بفقه ولا بشعر من عائشة " .وقال عبد الله بن عبيد بن عمير قال:أما إنه لا يحزنُ عليها إلا من كانت أمه" .ومن دعوتها رضي الله عنها لغيرها دخلت عليها حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها فشقته عائشة عليها وقالت: أما تعلمين ما أنزل في سورة النور؟ ثم دعت بخمار فكستها ..وأما زينب بن جحش رضي الله عنها، فلقد تبوأت منزلة العالمات العاملات الواعظات الناصحات لكل مؤمن ومؤمنة في العمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته، حفظت سمعها وبصرها عما يغضب الله تعالى، فلما سألها النبي صلى الله عليه وسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك - قالت: " أحمي سمعي وبصري، ما علمت عليها إلا خيراً" .أما أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، فنقلت للأمة بعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المتعلقة بالأحكام الفقهية مثلما حدث في يوم عرفة حيث شك الناس هل النبي صلى الله عليه وسلم صائم أم مفطر في ذلك الموقف، فأرسلت إليه بحلاب وهو واقف في الموقف فشرب منه والناس ينظرون.ومنها بيان صفة غسل النبي صلى الله عليه وسلم من الجنابة. لقد كانت رضي الله عنها من الواعظات الناصحات للأمة فرضي الله عنها وعن باقي أمهات المؤمنين.
الفضائل العامة
1- تطهير آل البيت من الرجس "الشرك والشيطان والأفعال الخبيثة والأخلاق الذميمة)، وأمهات المؤمنين من آل البيت، قال تعالى: ((يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا. وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا. وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا)) [الأحزاب:30ـ34].
يوضح سياق الآيات أن آية التطهير تشمل نساءه صلى الله عليه وسلم، كيف وهي قد نزلت فيهن.
2- منزلة الأمومة للمؤمنين حيث جعلهن أمهات في التحريم والاحترام فضلاً عن صحبته صلى الله عليه وسلم ((النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)) [الأحزاب:6].
3- اختيار الله ورسوله والدار الآخرة إيثاراً على الدنيا وزينتها، فكان جزاؤهن أن أعدّ الله لهن أجراً عظيماً. ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً. وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمً)) [الأحزاب:28-29].
ومعلوم أنهن اخترن الله ورسوله؛ ولذا لم يفارقهن صلى الله عليه وسلم.
4- مضاعفة الأجر لهن على الطاعات والعمل الصالح. ((وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا)) [الأحزاب:31].
5- ليست أمهات المؤمنين كأحد من النساء في الشرف والفضل وعلو المقام ((يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا)) [الأحزاب:32]. 6- لقد شرفهن الله بتلاوة القرآن والحكمة في بيوتهن مما يدل على جلالة قدرهن ورفعتهن ((وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا)) [الأحزاب:34].
7- هنُ زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة.
تعدد الزوجات عبر تاريخ الديانات السماوية:
سنة الأنبياء السابقين مما ورد في التوراة والإنجيل:
الذين يعترضون على تعدد زواج الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من غيرهم هم المستشرقون من اليهود والنصارى. ومن ثم كان علينا أن ننظر في أسفار التوراة والأناجيل الحالية لنرى ماذا ورد في هذين الكتابين عن كبار الأنبياء من بنى إسرائيل في هذا الصدد.
1- تعدد زوجات سيدنا إبراهيم عليه السلام:
كان لسيدنا إبراهيم عليه السلام ثلاث زوجات حسبما ورد في التوراة والإنجيل:
أ- السيدة/ هاجر (كتاب الخلق: 16/ 4) وهى أم سيدنا إسماعيل عليه السلام.
ب- السيدة/ سارة (الخلق: 18/ 15) وهى أم سيدنا إسحاق عليه السلام.
جـ- السيدة قثورة (الخلق: 25/ 10) وكان لها ستة بنين وهذه أسماؤهم:
زمران، يقان، مدان، مديان، أسباق، سنوخ.
2- تعدد زوجات سيدنا يعقوب عليه السلام:
كان له أربع زوجات (الخلق: 29/ 23- 29) وأسماؤهن كما يلي :
أ- لياه (الخلق: 29/ 23) وهى أم سمون، لاوى، يهوده، أشكار وزبون.
ب- زلفة: وهى أم ابنين وهما: جد وآثر.
جـ- راحيل: ولها ابنان: سيدنا يوسف عليه السلام وبنيامين.
د- بلهمة: وهى أم دان ( ونفتاى ).
3- تعدد زوجات سيدنا موسى عليه السلام:
تزوج سيدنا موسى عليه السلام بأربع نساء (كتاب الخروج: 2/ 31) وأسماؤهن كما يلي:
أ- سفورة وهى أم جيسون والعيزر.
ب- جبشية.
جـ- بنت قيني (قاضيون 16/1).
د- بنت حباب (قاضيون 4/ 16).
4- مائه زوجة لسيدنا داود عليه السلام:
تزوج داود بنساء ، وسراري لم يصرح (الكتاب المقدس) بعددهن ." وأخذ داود أيضًا سراري ونساء من أورشليم بعد مجيئه من حبرون فولد أيضًا لداود بنون وبنات " (سفر صموئيل الثاني 5-13) .بل إن (الكتاب المقدس) يحدثنا عن (تصريح مفتوح) لداود أن يتزوج بمن يشاء ، وقتما يشاء ، حسبما يشاء ." هكذا قال الرب إله إسرائيل ، أنا مسحتك ملكًا على إسرائيل وأنقذتك من يد شاول ، وأعطيتك بيت سيدك ، ونساء سيدك في حضنك ، وأعطيتك بيت إسرائيل ويهوذا ، وإن كان ذلك قليلًا كنت أزيد لك كذا وكذا) (سفر صموئيل الثاني 12 : 7-8) .وزواج داود من امرأة أوريا الحثي . . من القضايا التي تحيطها علامات الاستفهام من كل اتجاه . . .وإننا لننقل الحادثة بطولها . . . ونضعها أمام عقول الكتابيين ونضع معها سؤالا . . . سؤالا واحدًا وموجزًا . . .أين هذا من محمد ؟والقصة ، يرويها الكتاب المقدس ، هكذا :" وكان عند تمام السنة في وقت خروج الملوك أن داود أرسل يوآب وعبيده معه وجميع إسرائيل فأخربوا بني عمون وحاصروا ربة ، وأما داود فأقام في أورشليم ، وكان في وقت المساء أن داود قام من سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحم ، وكانت المرأة جميلة المنظر جدًّا ، فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بتشبع بنت اليعام امرأة أوريا الحثي ؟ فأرسل داود رسلًا وأخذها فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها ثم رجعت إلى بيتها ، وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود . قالت إني حبلى . فأرسل داود إلى يوآب يقول أرسل إلي أوريا الحثي ، فأرسل يوآب أوريا إلى داود . فأتى أوريا إليه فسأله داود عن سلامة يوآب وسلامة الشعب ونجاح الحرب ، وقال داود لأوريا انزل إلى بيتك واغسل رجليك ، فخرج أوريا من بيت الملك ، وخرجت وراءه حصة من عند الملك ، ونام أوريا على باب بيت الملك مع جميع عبيد سيده ولم ينزل إلى بيته ، فأخبروا داود قائلين لم ينزل أوريا إلى بيته . فقال داود لأوريا أما جئت من السفر . فلماذا لم تنزل إلى بيتك ؟ فقال أوريا لداود : إن التابوت وإسرائيل ويهوذا ساكنون في الخيام وسيدي يوآب وعبيد سيدي نازلون على وجه الصحراء ، وأنا آتي إلى بيتي لآكل وأشرب وأضطجع مع امرأتي . وحياتك وحياة نفسك لا أفعل هذا الأمر . فقال داود لأوريا أقم هذا اليوم أيضًا وغدًا أطلقك . فأقام أوريا في أورشليم ذلك اليوم وغده ، ودعاه داود فأكل أمامه وشرب وأسكره . وخرج عند المساء ليضطجع في مضجعه مع عبيد سيده وإلى بيته لم ينزل .
وفي الصباح كتب داود مكتوبًا إلى يوآب وأرسله بيد أوريا . وكتب في المكتوب يقول اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت . وكان في محاصرة يوآب المدينة أنه جعل أوريا في الموضع الذي علم أن رجال البأس فيه . فخرج رجال المدينة وحاربوا يوآب فسقط بعض الشعب من عبيد داود ومات أوريا الحثي أيضا ، فأرسل يوآب وأخبر داود بجميع أمور الحرب . وأوصى الرسول قائلًا . عندما تفرغ من الكلام مع الملك عن جميع أمرر الحرب ، فإن اشتعل غضب الملك وقال لك لماذا دنوتم من المدينة للقتال . أما علمتم أنهم يرمون من على السور من قتل أبيمالك بن يربوشت ألم ترمه امرأة بقطعة رحى من على السور فمات في تاباص . لماذا دنوتم من السور ؟ فقل قد مات عبدك أوريا الحثي أيضا .فذهب الرسول ودخل وأخبر داود بكل ما أرسله فيه يوآب . وقال الرسول لداود قد تجبر علينا القوم وخرجوا إلينا إلى الحقل فكنا عليهم إلى مدخل الباب فرمى الرماة عبيدك من على السور فمات البعض من عبيد الملك ومات عبدك أوريا الحثي أيضا . فقال داود للرسول . هكذا تقول ليوآب لا يسوء في عينيك هذا الأمر لأن السيف يأكل هذا وذاك . شدد قتالك على المدينة واخربها ، وشدده .
فلما سمعت امرأة أوريا أنه قد مات أوريا رجلها ندبت بعلها ، ولما مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيته وصارت له امرأة وولدت له ابنًا . وأما الأمر الذي فعله داود فقبح في عيني الرب " (سفر صموئيل الثاني- الإصحاح الحادي عشر بتمامه) .
وهذه القصة الطويلة -كليل الشتاء- تزعم :
- أن داود رأى امرأة أوريا الحثي -أحد جنوده المحاربين- تستحم عارية فوق السطح وأنها أعجبته . . . فأخذها . . . وزنى بها . . . فحملت منه سفاحًا . . . فأراد أن يتخلص من هذا العار فأرسل يستدعي زوجها من الحرب . . . ليبيت مع امرأته . . . حتى يمكن اعتبار هذا الحمل منه . . .- ولكن ذلك الجندي الباسل ، أبى أن يبيت مع زوجته ، ورفاقه من الجنود يحاربون في الصحراء . . .فما كان من داود إلا أن كتب كتابًا إلى قائد الجيش . . . وأرسله مع أوريا المسكين . . . يطلب في الخطاب من قائد الجيش أن يجعل أوريا في موقع خطر من مواقع المواجهة مع العدو . . . حتى يقتل . . .
- وقد كان ذلك . . . فقتل أوريا . . . حسب المؤامرة التي رسمها داود . . .
- وبعد مقتل أوريا أرسل داود إلى زوجة أوريا ؟ . . وضمها إلى نسائه . . !
أقرأتم . . . . . أرأيتم ؟هكذا تتكلم أسفار العهد القديم عن أنبياء الله ورسله . . . برأهم الله مما يقوله الظالمون المفترون !فالأسطورة تذكر أن بتشبع هذه . . . هي أم سليمان الحكيم . . (راجع الإصحاح الثاني عشر من سفر صموئيل الثاني ، العدد 24) .كذلك تزوج داود في آخر عمره بفتاة عذراء اسمها ( أبيشج الشونمية ) كما جاء في (الإصحاح الأول من سفر الملوك الأول ، العدد 1 وما بعده) ." وشاخ الملك داود . وتقدم في الأيام ، وكانوا يدثرونه بالثياب فلم يدفأ ، فقال له عبيده : ليفتشوا لسيدنا الملك عن فتاة عذراء فلتقف أمام الملك ولتكن له حاضنة ولتضطجع في حضنك فيدفأ سيدنا الملك . ففتشوا على فتاة جميلة في جميع تخوم إسرائيل فوجدوا أبيشج الشونمية فجاءوا بها إلى الملك ، وكانت الفتاة جميلة جدًّا فكانت حاضنة الملك وكانت تخدمه ولكن الملك لم يعرفها " .
5- ألف امرأة لسيدنا سليمان عليه السلام: (سفر الملوك الأول 1:11), (وكانت له سبع مائة من النساء السيدات وثلاث مائة من السرارى فأمالت نساؤه قلبه) (سفر الملوك الأول3:11). (وهل هذا كلام يليق بنبى من أنبياء الله عليهم أفضل الصلاة والسلام أجمعين؟!)سليمان :يكفي أن نذكر عن سليمان ما جاء في (الكتاب المقدس) بالحرف الواحد ، فلقد جاء فيه :" وأحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون موآبيات وعمونيات وأدوميات وصيدونيات وحثيات من الأمم الذين قال عنهم الرب لبني إسرائيل : لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم لأنهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة وكانت له سبعمائة من النساء السيدات وثلاثمائة من السراري فأمالت نساؤه قلبه . وكان في زمان شيخوخة سليمان إن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملًا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه " (سفر الملوك الأول 11 ، 1- 4) .
و . . . هكذا يتحدثون عن سليمان . . . الذي أسرف في التزوج من الوثنيات . . . حتى إنه تزوج بألف امرأة . . . وضل في آخر حياته . . . وكفر ، واتخذ له آلهة أخرى . . بإغواء هؤلاء الوثنيات الجميلات .
هكذا تتحدث أسفار القوم عن سليمان !
6- سنة سيدنا عيسى عليه السلام ومسلكه:لم يتزوج سيدنا عيسى عليه السلام وكذا صار الزواج عملاً غير مستساغ عند النصرانيين واعتبروا العزوبة منتهى الروحانية.ولكن مع كل ذلك فقد ورد قول سيدنا عيسى عليه السلام في إنجيل متى باب 25 حينما أخبر عن بعثته أنه عليه السلام أخبر عن عشر أبكار. "تزوجت خمس منهن بعريس واحد وذهبن إلى بيتهن، أما الخمس الأخريات فتخلفن ولم يفتح لهن الباب".وهذه الجملة الواحدة تدل بكل وضوح على أن سيدنا عيسى عليه السلام كان يجيز تعدد الزوجات. فقد أول بعض القسيسين هذه الجملة قائلين أن المسيح قد تكلم بأسلوب تمثيلي. نعم: ولو كان كذلك: الحق أنه لا يمكن لنبي أن يقول شيئاً بأسلوب تمثيلي عن أمر ما إلا إذا كان ذلك الأمر مرغوباً لديه.ولهذا السبب كان ( ملتن ) الشاعر الإنجليزي الشهير يقول بتعدد الزوجات. وجدير بالذكر أن نابليون ملك فرنسا قد استدل على ذلك وتزوج ثانية في حضور البابا ولم يعترض البابا وصدقت أوربا على صحة هذا الزواج!. وهناك أحداث كثيرة مماثلة.وإذا كنت تناقش نصرانيا أو تريد أن تناقشه فإليك الآتي:
1- كافة نصوص العهد القديم تأذن بالتعدد وتبيحه للأفراد رسلا أو بشرا.
2- لم يرد نص واحد يحرم التعدد في النصرانية وقد تأثر النصارى بالبلاد التي نشروا فيها النصرانية، ففي أفريقيا يأذنون بالتعدد ويبيحون الزواج للقساوسة، وفي أوروبا يحرمون التعدد ويحرمون الزواج على القساوسة ويبيحون الصداقة.
3- النص الذي يستشهد به النصارى على تحريم التعدد هو(أما علمتم أن الخالق منذ البدء جعلهما ذكرا وأنثى وقال لهذا يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته فما جمعه الله لا يفرقه إنسان). فجعلوا من ضمير الإفراد في قوله: "امرأته" أن الرجل لا يتزوج إلا بامرأة واحدة. والنص قد فهم على غير وجهه، فالمسيح حين سئل "أيحل لأحدنا أن يطلق امرأته لأي علة كانت..." كانت إجابته كما سبق.
(1) أن الإجابة لا صلة لها بالتعدد بل بالنهي عن الطلاق لا التزوج.
(2) المسيحية تأذن بالتعدد بالتتابع ولكنها ترفضه بالجمع وينتهي التعدد عند الرابعة متتابعا حتى لا يكون الإنسان غاويا، وتسمح بالخلة والصديقة بدون حد ولا عد.
يقول انطونيوس فكري مُفسر العهد القديم بتفسير سفر القضاة الإصحاح الـ 19
سرية = كانت السرية زوجة شرعية لكنها في درجة أقل من الزوجة العادية، إذ كانت غالباً من العبيد اللواتي يشترين بثمن، وفى بعض الأحيان من أسرى الحرب .