المقدمة
سبب كتابة هذا الكتاب
1- الهجوم على رسول الله وسيرته من قبل المستشرقين والمنصرين في العالم بلا دليل قطعي .
2- أن بعض الذين يظهرون على الإعلام يعرضون السيرة صحيحها وضعيفها ومنكرهها بدون تمييز وتحديد.
3- إتهام الإسلام بالإرهاب دون توثيق تاريخي لما يقال حول الإسلام .
4- البحث عن الحقيقة المجرده في أعماق السيرة وتحليل الوقائع وإبراز الأخلاق التي تفوق قوانين الأمم المتحدة وإتفاقيات جنيف التي مازالت حبر على ورق ولم تطبق على أرض الواقع بعكس أخلاقيات الرسول التي طبقت ونفذت على أرض الواقع هذا ما دفعني إلى كتابه وتحليل أخلاقيات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
5- الإحصائيات لعدد القتلى في جميع حروب الرسول مقارنة بجميع حروب التى حدثت عبر التاريخ .
كل ذلك دفعني للبحث ولكن كان أهم شىء في الحروب الأخلاق هي لب رسالة الإسلام العظيم إلى البشرية كافة، فقد قال الله تعالى مادحا وواصفا خلق نبيه الكريم(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ " وعن عائشة رضي الله عنها قالت " كان يقول: {اللَّهُمَّ كَمَا أَحْسَنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي } وعن أنس رضي الله عنه قال {كَانَ رَسُولُ اللهِ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا }. ومن صفاته الصدق والأمانة والفطنة والتواضع والكرم والصبر وفي تعاملاته مع خصومه كان حليما صبورا، ولم يلجأ إلى الغدر والمكائد والفتن لمحاربة أحد، أما أخلاقيات النبي في الحروب فسوف تبقي نوراً يهتدى بها كل محارب مسلم عبر العصور حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وهي تتجاوز في عظمتها كل ما وصفته البشرية من قوانين وأعراف ومواثيق والتي لم تطبق على أرض الواقع إلا في عصر النبوة، من نصر الضعيف حتى يحصل على حقه وعلى رأس هذه الأخلاق الدفاع عن الحق بكل قوة ودون مجاملة أو ضعف أو تهاون، ومع ذلك فإن رسول الله شدد على أن الأصل السلام واعتبر الحرب هي الاستثناء في القاعدة، وذلك لحماية الحق والضعفاء ونشر دين الله ومن أخلاقيات الحرب في الإسلام قبول الهدنة إذا جنح الأعداء لها مادامت لا توجد حقوق مسلوبة أو منتهكة ، وكذلك شدد رسول الله بالوفاء بالعهود وعدم التمثيل بجثث القتلى، وأمر بالعفو عند المقدرة، كما نهى عن تعذيب الأسرى بل أمر بإكرامهم كالضيوف وألا يوضعون في ظروف سيئة. ومن أبرز أخلاقيات الحرب في سيرة الرسول النهي عن قتل المدنيين أو التعرض لهم بالسوء إلا من يقدمون العون لجيش العدو أي"المحاربين" وقد نهى الرسول نهيا باتا عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ والرهبان والزراعيين والتجار ونهى عن هدم المنازل أو إحراقها أو قطع الأشجار وتسميم الآبار، إن القواعد كما سوف نستعرضها من أخلاقيات الحرب في سيرة النبوية لا تقارن بأخلاقيات الحرب عبر التاريخ إلى اليوم فسوف نستعرضها ونتعرف عليها، و أن أخلاقيات الحرب في الإسلام دستور لنا وفخر للأمة الإسلامية و أن القوانين التي وصلت إليها الإنسانية قد اقتبست معظمها من الإسلام ووضعت في صيغة قوانين دولية لا تطبق على أرض الواقع بل ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، بل لا يمكن أن نصل إلى بر الأمان إلا بالإسلام وأخلاقياته حتى في حالة الحرب. وصدق الله الذي يقول ( وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ )ويقول (وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) والله المستعان على أن ينير لي السبيل بما ينفع ويهدى للتي هي أقوم وهو حسبنا ونعم الوكيل.

المؤلف
محمد الحسيني الريس
melraies71@yahoo.com