تقول ملكة إنجلترا (الكاثوليكية) في القرن السادس عشر في كتاب (بناة الإنسانية) :”بما أن أرواح الكفرة سوف تحرق في جهنم أبداً ؛ فليس هناك أكثر شرعية من تقليد الانتقام الإلهي بإحراقهم على الأرض”(18).

.



وإذا استعرضت تاريخ المسيحية مقارناً بتاريخ الإسلام ستجد الهوة الكبيرة بينهما ، سترى تاريخ المسيحية ملطخ بالدماء في جميع حقبه الزمانية .

.



1) ففي الحروب الصليبية – التي استمرت أكثر من ثلاثة قرون ضد الإسلام والمسلمين- أبيدت الملايين ودمرت القرى والمدن ، وهدمت المساجد والمعابد، وكانت تبقر بطون الحوامل لإخراج الأجنة ثم حرقها بعد ذلك في ضوء الشموع والمشاعل .





2) ستجد أن (شارلمان) هو الذي فرض المسيحية بحد السيف



3) الملك (ركنوت) cnur هو الذي أباد غير المسيحيين في الدنمرك .



4) الملك (أولاف) ذبح كل من رفض اعتناق المسيحية في النرويج ،قطع أيديهم وأرجلهم ونفاهم وشردهم ، حتى انفردت المسيحية بالبلاد.



5) وفي الجبل الأسود – بالبلقان – قاد الأسقف الحاكم (دانيال بيتر وفتش peterwvich) عملية ذبح غير المسيحيين ليلة عيد الميلاد عام 1703م.



6) وفي الحبشة قضى الملك سيف أرعد(1342-1370م)بإعدام كل من أبى الدخول في المسيحية أو نفيهم من البلاد ”



7) ثم نجد أن المسيحية – وليس الإسلام – هي التي أبادت الهنود الحمر في أمريكا ..



8) ونجد الكاثوليك والبروتستانت بعد تاريخ طويل من الصراع الدموي والخلاف العقائدي والصراع مازال موجودا بين البروتستانت والكاثوليك في أيرلندا الشمالية، وبين الكاثوليك والكاثوليك في إقليم الباسك.



9) ثم نجد المسيحية هي التي اقتلعت الشعب الفلسطيني من أرضه لتسليمها إلى أعداء المسيح ومحمد -عليهما السلام- على السواء.



10) هل المسلمون هم الذين أبادوا ستة ملايين يهودي في السجون وأفران الغاز؟ أم المسيحيون ؟



11) من الذي ألقى القمامة والقاذورات ودم الحيض بالهيكل بالقدس لإغاظة لليهود ؟ أليس المسيحييون



ومن الذي قام بتنظيفه ؟ أليس المسلمون وقت فتح القدس وطرد جيش الروم ؟



12) هل كان مشعلو حرائق الحربين العالميتين وحرب فيتنام والقاء القنبلة النووية على هيروشيما وننجازاكي وسفاحو جنوب افريقيا من المسلمين؟.

.



ثم من الذي أشعل الحروب العالمية ، لقد قتل في الحرب العالمية الأولى عشرة ملايين وفي الثانية حوالي 70مليون ، وكم قتل من البشر بالقنابل الذرية التي ألقيت على (نجازاكي )و(هيروشيما)، ومن الذي ألقى هذه القبلة النووية ؟ ألم يكن مسيحي ؟

.



وترى المسيحية في حربها الصليبية عندما حاصرت بيت المقدس وشددت الحصار ورأى أهلها أنهم مغلوبين فطلبوا من قائد الحملة (طنكرد) الأمان على أنفسهم وأموالهم فأعطاهم الأمان على أن يلجأوا إلى المسجد الأقصى رافعين راية الأمان فامتلاء المسجد الأقصى بالشيوخ والأطفال والنساء ، وذبحوا كالنعاج وسالت دماءهم في المعبد حتى ارتفعت الدماء إلى ركبة الفارس وعجت الشوارع بالجماجم المحطمة والأذرع والأرجل المقطعة والأجسام المشوهة ، ويذكر المؤرخون أن الذين قتلوا في داخل المسجد الأقصى فقط سبعين ألفاً ولا ينكر مؤرخو الفرنج هذه الفضائح.

.



ذبح الصليبيون يوم غزوا القدس سبعين ألف مسلم في المسجد الأقصى، وعشرة آلاف في مسجد عمر بن الخطاب … ولا ننسى يوم فتح القدس في حكم امير المؤمنين عمر بن الخطاب فانتحى البطريرك “صفر ونيوس ” ناحية وبكى، فتأثر عمر وأقبل عليه يواسيه قائلا :” لا تحزن هو عليك ، فالدنيا دواليك يوم لك ويوم عليك

.



فقال “صفر ونيوس” اظننتني لضياع الملك بكيت ؟ والله ما لهذا بكيت ، أنما بكيت لما أيقنت أن دولتكم على الدهر باقية ترق ولا تنقطع .

.



فدولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة ، وكنت حسبتها دولة فاتحين ثم تنقرض مع السنين.

.



وتسلم ابن الخطاب مفاتيح القدس من البطريرك ” صفر ونيوس ” وخطب في تلك الجموع قائلا :

.



يا أهل ايلياء لكم مالنا وعليكم ما علينا” . ثم دعا البطريرك لتفقد كنيسة القيامة، فلبى دعوته.

.



نص العهد الذي أعطاه الإسلام للقدس

.



بسم الله الرحمن الرحيم



هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل ايلياء من الأمان ، أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها ، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ، ولا من صلبهم ، ولا من شئ من أموالهم ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم ،ولا يكن بايلياء معهم أحد من اليهود

وعلى أهل ايلياء أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن ، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص . فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم . ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل ايلياء من الجزية ، ومن احب من أهل ايلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلى بيعهم وصلبهم ، فانهم آمنون على أنفسهم حتى يبلغوا ما منهم ، ومن كان بها من أهل الأرض فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل ايلياء من الجزية ومن شاء سار مع الروم ومن شاء رجع إلى أهله ، لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم ، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية

.



شهد على ذلك كتب وحضر سنة 15 هـ عمر بن الخطاب ،خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف و معاوية بن أبي سفيان



فهذه العهدة التي قدمها الخليفة عمر رضي الله عنه تشهد شهادة بأن الإسلام دين اختيار وحرية وليس دين إكراه.



وهي شاهد عدل بأن المسلمين عاملوا النصارى الموجودين في القدس معاملة لم تخطر على بالهم.



ومن المعروف أن الكنيسة الأرثوذكسية تحتفظ بالعهدة العمرية إلى هذا الوقت في محفوظات كنيسة القيامة في القدس