
-
جون جلكراست ...والعيوب الجسيمة
وبعد أن وصل جون جلكراست إلى هذه النقطة الهامة .... لم يستطع مواصلة الدفاع عن كتابه ...فماذا فعل يا ترى ...
ــ لقد توجه جون جلكراست إلى القرآن الكريم وأعد العدة لكى يثبت لنا أن القرآن قد مسه شىء من التحريف ...مثله مثل كتابه !!!!
ــ تعالوا معا لنرى السر الذى ظل خافيا على المسلمين طيلة أربعة عشر قرنا من الزمان ..وسيعلن لنا اليوم على يد العالم الجهبذ المحامى جون جلكراست!!!!
حيث يقول جون جلكراست : ــ
اقتباس
لقد آن الأوان ليخبر علماء الدين المسلمون في كافة أنحاء العالم تلاميذهم وتابعيهم بالحقيقة! هناك دليل قوي أنّه عند تجميع القرآن لأول مرة بمعرفة الخليفة عثمان في مجلد واحد رسمي, كانت هناك مخطوطات متعددة تحتوي على قراءات مختلفة. وخلال حكمه كان المسلمون في أنحاء متفرقة من سوريا وأرمينيا والعراق يتلون القرآن بطريقة تختلف عن طريقة تلاوته في بلاد العرب. وللحال طلب الخليفة عثمان نسخة القرآن التي كانت في حيازة حفصة واحدة من زوجات محمد, وهي ابنة عمر وأمر زيداً بن ثابت وثلاثة آخرين أن يعملوا نسخاً من هذا النص وأن يصححوا حيثما لزم الأمر. وعندما كمل العمل أمر عثمان بإعدام كل نسخ القرآن. ولما جُمع المصحف وجَّه عثمان بمصحف إلى مكة احترق سنة 200 هـ, ووُضع مصحف في المدينة فُقد أيام يزيد بن معاوية. ووُجِّه مصحف إلى العراق فُقد أيام المختار. ووُجِّه آخر إلى الشام. وأمر عثمان العمال أن يجمعوا ما عندهم من المصاحف ويَغْلوا له الخل ويسرّحوه فيه ويتركوه حتى يتقطع ويهترئ, ولم يبق منه شيء, وتوعَّد من يخالف أمره.
ولم يحدث في تاريخ المسيحية في أي وقت من الأوقات أنّ أحداً حاول أن يُضفي صفة الرسميَّة على نسخة واحدة من الكتاب المقدس معتبراً أنها النسخة الحقيقية, ثم يبيد كل النسخ الأخرى. لماذا أصدر عثمان الأمر بإبادة جميع نسخ القرآن الأخرى المتداولة؟
لا يمكننا إلاّ أن نفترض أنّه كان يؤمن أنها تحتوي على عيوب من الكثرة والجسامة بحيث تتطلب لا مجرد التصحيح بل الاستئصال الكامل. فإذا قوَّمنا تاريخ نصوص القرآن عند هذه النقطة وحدها, نجد أنّ القرآن الذي أُضْفيت عليه الصفة الرسمية بأنّه الصحيح وحده
يقول جون جلكراست فى بداية حديثه المضحك وإعلان السر المخفى طيلة أربعة عشر قرنا ...يقول: ــ
اقتباس
هناك دليل قوي أنّه عند تجميع القرآن
لأول مرة بمعرفة الخليفة عثمان في مجلد واحد رسمي
وتجميع القرآن الكريم لأول مرة كان الخليفة أبوبكر الصديق بمشورة عمر بن الخطاب ...رضىّ الله عنهما .. وليس على يد عثمان ابن عفان رضى الله عنه...
ــ فهذه البداية فقط تجعلنا نشفق على جون جلكراست من شدة جهله!!!!
ـــ أما السبب الداعى للتجميع الأول (فى عهد أبوبكر) ...ليس شىء مما ذكره جون جلكراست ...وإنما مقتل كثير من حفظة القرآن فى معركة اليمامة ...الأمر الذى دفع عمربن الخطاب لأن يتنبه لفكرة جمع القرآن ويعرضها على أبى بكر...
إذن فالذى فعله جون جلكراست هو ان خلط بجهله بين الجمع الاول فى عهد ابى بكر والجمع الثانى فى عهد عثمان !!!
ولا يعرف الجاهل أن الجمع الأول للقرآن كان فى عهد أبى بكر ....وهذا معروف لجميع المسلمين...
وقدأخرج البخاري في (صحيحه) عن زيد بن ثابت الأنصاري، (رضى الله عنه) - وكان ممن يكتب الوحي- قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، وعنده عمر بن الخطاب فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أحشى إن استحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه، وإني أرى أن تجمع القرآن، فقال أبو بكر: قلت لعمر: كيف أفعل شئ لم يفعله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؟ فقال عمر: هو والله خير،فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري، ورأيت الذي رأى عمر، قال زيد: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلان شئ لم يفعله رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟ قال أبو بكر هو والله خير، فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبو بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت من سورة (التوبة) آيتين مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ) (التوبة : 128) حتى ختم براءة إلى آخرها .
والآن نعود إلى جمع القرآن فى عهد عثمان ابن عفان والذى تصور جون جلكراست أنه الجمع الأول حيث يقول:
اقتباس
عند تجميع القرآن لأول مرة بمعرفة الخليفة عثمان في مجلد واحد رسمي, كانت هناك مخطوطات متعددة تحتوي على قراءات مختلفة. وخلال حكمه كان المسلمون في أنحاء متفرقة من سوريا وأرمينيا والعراق يتلون القرآن بطريقة تختلف عن طريقة تلاوته في بلاد العرب. وللحال طلب الخليفة عثمان نسخة القرآن التي كانت في حيازة حفصة واحدة من زوجات محمد, وهي ابنة عمر وأمر زيداً بن ثابت وثلاثة آخرين أن يعملوا نسخاً من هذا النص وأن يصححوا حيثما لزم الأمر. وعندما كمل العمل أمر عثمان بإعدام كل نسخ القرآن. ولما جُمع المصحف وجَّه عثمان بمصحف إلى مكة احترق سنة 200 هـ, ووُضع مصحف في المدينة فُقد أيام يزيد بن معاوية. ووُجِّه مصحف إلى العراق فُقد أيام المختار. ووُجِّه آخر إلى الشام. وأمر عثمان العمال أن يجمعوا ما عندهم من المصاحف ويَغْلوا له الخل ويسرّحوه فيه ويتركوه حتى يتقطع ويهترئ, ولم يبق منه شيء, وتوعَّد من يخالف أمره.
والمشكلة أن جون جلكراست هنا يحاول أن يصور للقارىء أن المسلمين فى مختلف الأقطار كان كل فريق منهم يقرأ القرآن بقراءة تختلف عن الفريق الآخر ...مما يعنى أن هناك فرقا من المسلمين تقرأ القرآن قراءات خاطئة فى هذه الأقطار ....وهذا هو السبب الباعث إلى أن يوحد عثمان المسلمين على نسخة واحدة ...وحرق جميع النسخ الأخرى على حد زعم جون جلكراست ....
ــ والذى يجهله جون جلكراست أو ربما يخفيه عمدا ...أن هذه القراءات كلها صحيحة وكلها صحت عن النبى صلى الله عليه وسلم ....إذن فأين الإشكال؟؟؟؟
لا يوجد إشكال على الإطلاق !!!
كل ما فى الموضوع أن الناس فى كل قطر من هذه الأقطاركانوا يقرؤون كما عُلِّموا، فأهل الشام يقرؤون بقراءة أبي بن كعب، وأهل الكوفة يقرؤون بقراءة عبد الله بن مسعود، وأهل البصرة يقرؤون بقراءة أبي موسى الأشعري، وهكذا.
وعبدالله من مسعود وأبىّ بن كعب وأبوموسى الأشعرى ...كل منهم قد شهد نزول القرآن وسمعوه من النبى وعلموا وجوه قراءته ... ولم يكن قد وصل
ذلك من أمر وجود وجوه للقراءة إلى أهل هذه الأقطار .... فكانوا إذا اجتمع الواحد منهم مع من قرأ على غير الوجه الذي قرأ عليه يعجبون من ذلك، وينكر بعضهم على بعض، وقد يصل الأمر إلى تأثيم أو تكفير بعضهم البعض ..
وقد ظهر ذلك بوضوح أثناء غزو المسلمين لأرمينية وأذريبجان.
حيث
تنازع أهل الشام وأهل العراق في القراءة، حتى خطَّأ بعضهم بعضًا
وكان السبب وراء هذا الخلاف عدم مشاهدة هؤلاء نزولَ القرآن، وبُعْدهم عن معاينة إباحة قراءته بأوجه مختلفة، فظنَّ كلٌّ منهم أن ما يقرأ به غيره خطأ لا يَجوز في كتاب الله، فكادت تكون تلك الفتنة.
وفى ذلك يقول مكي بن أبي طالب:
 |
|
 |
|
وكان قد تعارف بين الصحابة على عهد النَّبِيّ ?، فلم يكن ينكر أحدٌ ذلك على أحدٍ، لمشاهدتهم من أباح ذلك، وهو النَّبِيّ ?، فلمَّا انتهى ذلك الاختلاف إلى ما لم يعاين صاحبَ الشرع، ولا علِم بِما أباح من ذلك، أنكر كلُّ قومٍ على الآخرين قراءتَهم، واشتد الْخصام بينهم
الإبانة عن معاني القراءات ص 48-49 |
|
 |
|
 |
إذن فأوجه القراءة صحيحة ..والاختلاف إنما هو راجع لعدم معرفة أهل هذه الأقطار بأن هذه الأوجه كلها صحيحة ..
ــ أما عن جمع عثمان رضى الله عنه للمصحف ...فعثمان لم يرتكب بدعة ولم يستحدث شيئا جديدا ولم يختار المصحف الذى يروق نفسه كما يروج هذا الجاهل جون جلكراست ....إن كل مافعله عثمان فى واقع الأمر هو أنه
نقل ما في صحف أبي بكر في مصحف إمامٍ، ونسخ مصاحف منه ...أى أنه نقل ما هو مجموع أصلا ....
وفى ذلك يقول
القاضي الباقلاني:
 |
|
 |
|
لم يقصد عثمانُ قَصْدَ أبي بكرٍ في جمع نفس القرآن بين لوحين، وإنما قصد جمعَهم على القراءات الثابتة المعروفة عن النَّبِيّ ?، وإلغاء ما ليس كذلك، وأخْذَهُم بِمصحفٍ لا تقديم فيه ولا تأخير، ولا تأويل أُثبِت مع تنْزِيلٍ، ولا منسوخ تلاوته كُتِبَ مع مُثْبَت رسمه ومفروضٍ قراءتُه وحفظُه؛ خشية وقوع الفساد والشبهة على من يأتي بعد.(البرهان في علوم القرآن (1/235-236)، والإتقان في علوم القرآن (1/171). |
|
 |
|
 |
ــ أما بخصوص حرق باقى المصاحف الأخرى.....والتى جعل جون جلكراست من هذا الموقف مشهدا دراميا محزنا .. بل وجعل سبب ذلك لكى يبقى عثمان النسخة التى تروقه شخصيا فقط....
فنقول له : ــ
أن هذه المصاحف لم تكن مصاحف عامة لجميع المسلمين بل كانت مصاحف خاصة بأصحابها ...وكانت تحتوى مع آيات القرآن على الآيات المنسوخ تلاوتها بل وعلى أحاديث دونها هؤلاء الصحابة فى مصاحفهم لأنهم كانوا يكتبون لأنفسهم ....
لذا نشأت تلك المصاحف الخاصة التي أمر عثمان فيما بعد بحرقها، لأنها لم تنقل من المكتوب بين يدي النبي (صلى الله عليه وسلم) في كل آياتها، وذلك يبين أن الأصل الأول في القرآن النقل بالتلقي والمشافهة، وذلك شأن القرآن الكريم إلى ليوم وإلى آخر الزمان، فلا يكون مصدر القرآن أبداً النقل من المكتوب مهما كان موثوقاً به، خاصة وأن القرآن لما جمع في جمعه الأول وفي نسخه الذي بعده كان خالياً من النقط والشكل.
إذن فالجمع العثمانى هو ميزة عظيمة وليس عيبا كما يصور هذا الجاهل ...
ومن المزايا العظيمة لهذا الجمع المبارك : ـــ
1. مشاركة جميع من شهد الجمع من الصحابة فيه، وإشراف الخليفة عليه بنفسه.
2. بلوغ من شهد هذا الجمع وأقرّه عدد التواتر.
3. الاقتصار على ما ثبت بالتواتر، دون ما كانت روايته آحادًا.
4. إهمال ما نسخت تلاوته، وما لم يستقرَّ في العرضة الأخيرة.
5. ترتيب السور والآيات على الوجه المعروف الآن، بخلاف صحف أبي بكر ?، فقد كانت مرتبة الآيات دون السور.
6. كتابة عدد من المصاحف يجمع وجوه القراءات المختلفة التي نزل بِها القرآن الكريم.
7. تجريد هذه المصاحف من كل ما ليس من القرآن، كالذي كان يكتبه بعض الصحابة من تفسير للفظ، أو بيان لناسخ أو منسوخ، أو نحو ذلك.
وحتى نريح جون جلكراست وأمثاله من التفوه بهذه السخافات .... نقول له ...
إن هذا الجمع العثمانى قد حظى برضى جميع من شهده من الصحابة والتابعين ... وكل الروايات بين أيدينا تشهد بذلك ...
عن مصعب بن سعد قال: أدركت الناس حين شقَّق عثمان ? المصاحف، فأعجبهم ذلك، أو قال: لم يعِبْ ذلك أحدٌ.
وقد عُدَّ جمعُ القرآن في المصاحف في زمن عثمان من أعظم مناقبه.
فعن عبد الرحمن بن مهديٍّ قال: خصلتان لعثمان بن عفَّانَ ليستا لأبي بكر، ولا لِعُمَرَ: صبرُهُ نفسَه حتَّى قُتِل مظلومًا، وجمعُهُ الناسَ على المصحف
وقد دافع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عن عثمان في جمع القرآن وإحراق المصاحف؛ لئلا يتهمه من لا فقه له بتضييع القرآن، أو الجرأة عليه، وأخبر أنه فعل ذلك عن رضى من شهده من الصحابة، وأنه لو كان واليًا إذ ذاك لفعل مثل الذي فعل عثمان ?.
عن سويد بن غفلة قال: سمعت عليَّ بنَ أبي طالبٍ يقول: يا أيها الناسُ، لا تغلوا في عثمان، ولا تقولوا له إلا خيرًا في المصاحف وإحراق المصاحف، فوالله ما فَعَلَ الذي فَعَلَ في المصاحفِ إلاَّ عن ملأٍ منَّا جميعًا … قال: قال عليُّ: والله لو وليت لفعَلْتُ مثلَ الذي فَعَلَ
وقبل أن أن ننتقل إلى نقطة أخرى من سخافات جون جلكراست ...يجب حقيقة أن أتوقف عند هذه الجملة التى قالها معلقا عن حرق المصاحف الأخرى....
اقتباس
ولم يحدث في تاريخ المسيحية في أي وقت من الأوقات أنّ أحداً حاول أن يُضفي صفة الرسميَّة على نسخة واحدة من الكتاب المقدس معتبراً أنها النسخة الحقيقية, ثم يبيد كل النسخ الأخرى. لماذا أصدر عثمان الأمر بإبادة جميع نسخ القرآن الأخرى المتداولة؟
ـــ وجون جلكراست هنا يبدى جهلا بتاريخ المسيحية أيضا ....
فلا أعتقد أنه يوجد مسيحيا على وجه الأرض من حقه أن يتحدث عن كلمة حرق الكتب الغير مقبولة ....
ـــ تعالوا نذكر جون جلكراست إن نسى ..ونعلمه إن جهل ...
ولنعود لقول المؤرخ ( ديورانت ) في كتابة قصة الحضارة المجلد الثالث :
 |
|
 |
|
(( وصدر مرسوم إمبراطوري يأمر بإحراق كتب آريوس جميعها ، ويجعل إخفاء أي كتاب منها جريمة يعاقب عليها بالإعدام )) |
|
 |
|
 |
هل يكفى هذا ؟؟؟؟
لا يكفى .. إن الكنيسة لم تكن تكتفى بحرق كتب المهرطقين فى نظرها بل تعدى الأمر لتحرق هؤلاء المساكين واستعمال كتبهم كوقود للنيران التى تحرقهم !!!!
ويشهد على ذلك جاليليو ومن قال بكلامه وكلام كوبرنكس بأن الأرض تدور حول الشمس ....هل يريد جون جلكراست أن يقنعنا أن هذه الكنيسة لم تحرق الكتب التى لم يعترف بها فى مجمع نيقية ...بل تركوها من باب قبول الآخر وحرية التعبير ؟؟؟؟؟؟؟ يالها من كذبة مضحكة ....
تعالوا لنسمع ماذا قال القس عبدالأحد داوود القس السابق الذى تحول للاسلام ...ماذا قال فى هذا الصدد فى كتابه الانجيل والصليب صفحة 14 : ـــ
يقول القس السابق عبد الأحد داود :
اقتباس
(( إن هذه السبعة والعشرين سفراً أو الرسالة الموضوعة من قبل ثمانية كتاب لم تدخل في عداد الكتب المقدسة باعتبار مجموعة هيئتها بصورة رسمية إلا في القرن الرابع بإقرار مجمع نيقية سنة 325 م . لذلك لم تكن أي من هذه الرسائل مصدقة لدى الكنيسة . . . وهناك أي في مجمع نيقية تم انتخاب الأناجيل الأربعة من بين أكثر من أربعين أو خمسين إنجيلاً ، وتم انتخاب الرسائل الإحدى والعشرين من رسائل العهد الجديد من بين رسائل لا تعد ولا تحصى ، وصودق عليها ، وكانت الهيئة التي اختارت العهد الجديد هي تلك الهيئة التي قالت بألوهية المسيح ، وكان اختيار كتب العهد الجديد على أساس رفض الكتب المسيحية المشتملة على تعاليم غير موافقة لعقيدة نيقية وإحراقها كلها ))
إذن فإظهار المجامع بهذه الصورة الوردية هو من صنع الآفاقين أمثال جون جلكراست ...وكأن جون جلكراست لا يعرف أن بنى جلدته وملته بل ومذهبه البروتستانتى رفضوا بعضا من هذه المجامع بل ولم يعترفوا بها .وها هو مجمع (ترنت) الذي عقد في القرن الخامس عشر والذي صادق على قرارات مجمع
( قرطاج "Carthage" سنة 397 بشأن الأسفار السبعة وحكم بقانونيتها ، فجاءت الكنيسة البروتستنانية بعد ذلك في أوائل القرن السادس عشر ورفضت قرارات هذين المجمعين بمجمع آخر !
ـــ وقد عدت دائرة المعارف الأمريكية بعضا من الأناجيل المستبعدة والتى أوصلها صاحب كتاب اكسيهومو إلى 74 كتاب ...فعدوا أشهر هذه الكتب
..إنجيل توما _ إنجيل بطرس _ إنجيل باسيليوس _ إنجيل فيلب _ إنجيل ماتياس _ إنجيل برثولماوس _ إنجيل أندراوس _ إنجيل الانكراتيين _ إنجيل ثداوس _ إنجيل غمالائيل _ إنجيل أبللس _ رؤيا إستفانوس . . . وغيرها من الأناجيل .
ووفقا لهذا الكلام ووفقا لكلام جون جلكراست أيضا ...فعلينا أن نتوقع أن هذه الأناجيل جميعها موجودة منذ مجمع نيقية إلى يومنا هذا ...لكن هذا لم يحدث مطلقا ...بل إن حتى ماتم معرفته منها ليس لحرص الكنيسة على حفظ تلك الكتب طيلة هذه المدة ...وإنما يرجع لاكتشاف بعض القصاصات الأثرية لها فى القرنين التاسع عشر والعشرين ..وبعد تحقيق العلماء بها قرروا أنه ربما كانت هذه الكتب قد أشير إليها فى نيقية وربما هى كذبة تاريخية مثل كثير من الكتب ...
ـــ ويتابع جون جلكراست استنتاجاته الحمقاء فيقول: ــ
اقتباس
1 هناك البرهان الذي لا يقبل المناقشة أنّه حتى مخطوطة عثمان الرسمية المنقحة من القرآن أبعد من أن تكون صحيحة. وفي غالبية الأحاديث الإسلامية المعترف بها نقرأ أنه حتى بعد إرسال هذه النسخ من القرآن فإنّ زيداً نفسه تذكر آية كانت ناقصة, قال زيد: "فُقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف, كنت أسمع رسول الله يقرأ بها. فالتمسناها فوجدناها عند خزيمة بن ثابت الأنصاري "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه" فألحقناها في سورتها في المصحف". قال ابن حجر: "وكان ذلك في سنة 25". وذهب بعضهم إلى أنه في سنة ثلاثين.
فإذا صدقنا هذا البرهان وليس هناك ما يخالفه نَخْلُص إلى أنه لم يكن هناك قرآن واحد صحيح وقت عثمان.
حسنا ...دعونا نتأمل هذا القول: ــ
قول زيد بن ثابت : (...ففقدت آية من الأحزاب، حين نسخنا المصحف...) والجواب عنه، أن تتمة الحديث تبين أن الآية التي كانت مفقودة قد وُجدت، وقد صرح الحديث بذلك، في قول زيد نفسه: (...فلم أجدها إلا مع خزيمة...) والمقصود بالنفي هنا وعدم وجدانها، نفي وجودها مكتوبة، لا نفي كونها محفوظة؛ إذ إن الصحابة أو بعضهم على الأقل كان يحفظها. والذي يؤيد أن المقصود بالفقدان هنا، فقدان الآية مكتوبة، قول زيد : ( ففقدت آية ) والفقدان لا يطلق إلا على شيء مادي ومحسوس، ولو كان المقصود بالفقدان، فقدان حفظها، لقال: فنسيتها.
على أن الذي ينبغي أن يوضح هنا أن زيدًا كان لا يكتب آية حتى يراها مكتوبة، ويسمعها محفوظة؛ زيادة في التثبت، فالذي انفرد به خزيمة - حسب هذه الرواية - إنما هو كتابتها، لا حفظها؛ وليست الكتابة من شرط التواتر، بل الشرط فيه أن يرويه جمع عن جمع، يستحيل تواطؤهم على الكذب، ولو لم يكتبه واحد من الصحابة. فكتابة خزيمة ، وطلب زيد لها كان توثيقًا في التثبت، وزيادة في الاحتياط، فوق ما يتطلبه شرط التواتر؛ ويدل على هذا قول زيد نفسه: (..ففقدت آية...) فإن في قوله هذا ما يشعر بأنه كان يحفظ هذه الآية، وأنها كانت معروفة، غير أنه فقدها مكتوبة، فلم يجدها إلا مع خزيمة، وإلا فمن الذي أخبر زيدًا أنه فقد تلك الآية. وبهذا التوضيح لا يبقى في الحديث دليل على ما يريده جون جلكراست وأمثاله .
والأستاذ جون جلكراست فضلا لأنه لن يتيح لنفسه فرصه ليفهم أن المسلمين جميعا كانوا يعتمدون فى حفظ القرآن على الحفظ مشافهة بالنطق والضبط الصحيح ...ففضلا عن ذلك لا ينسى أن يضيف جزءا من عنده لكى تكتمل أركان كذبه فيقول أن هذه الحادثة حدثت بعد أن أرسل عثمان نسخ مصحفه إلى الأقطار!!!!
اقتباس
بعد إرسال هذه النسخ من القرآن فإنّ زيداً نفسه تذكر آية كانت ناقصة
فهذا من كلام جون جلكراست ولا يستطيع أن يستند إلى مرجع إسلامى واحد يقول بهذا الكلام ....بل إن جملة أن زيد (تذكر) آية كانت ناقصة هذه جملة من خيالات ووهم هذا الجلكراست ...
وقد ورد أن عثمان
دعا الناس إلى أن يأتوا بِما عندهم من القرآن المكتوب بين يدي النَّبِيّ ?، وأنه كان يستوثق لذلك أشد الاستيثاق.
إذن فالجمع كان يعتمد على ماحفظ فى الصدور ويؤيده ماكان مكتوبا فى الرقاع بين يدى النبى ...وكل من هذين كان لابد للتثبت منها بشاهدين ...فضلا عن إجماع الصحابة ...وبحسبة بسيطة نعرف أن كل آية كتبت فى مصحف عثمان شهد عليها ستة شهود ...فشاهد شهد بسماعه لتلاوة هذه الآية بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشاهدين يصدقان كلامه وشاهد آخر يقول أن هذه الآية كتبت فى حضرة رسول الله ــ وشاهدان يؤكدان ذلك ...فعن ماذا يتحدث جون جلكراست ؟؟؟؟
ولنذكر حادثة لعلها تخرس لسان جون جلكراست ... ولعله يفكر قليلا فيما يقول من سخافات :
 |
|
 |
|
عن مالك بن أبي عامر، قال: كنتُ فيمن أملى عليهم، فربَّما اختلفوا في الآية، فيذكرون الرجل قد تلقَّاها من رَسُول اللهِ ?، ولعله أن يكون غائبًا أو في بعض البوادي، فيكتبون ما قبلها وما بعدها، ويدعون موضعها حتى يجيء، أو يُرسَل إليه
رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان ? القرآن في المصاحف. ص 29. |
|
 |
|
 |
إذن فالموضوع ليست آية تذكرها شخص ربما كانت موجودة وربما لم تكن ...فيذهب ليبحث عنها لعلها تزيل شكه ....هذه طريقة جون جلكراست فى إلقاء الشبهة ...وهذا هو منهج المستشرقين الذى ينقل عنهم عموما !!! كذب وخداع وتدليس وبناء نظريات وتأسيس حقائق مفترضة ..لا يوجد عليها دليل سوى أسلوبهم فى سرد الأحداث !!!
ويستطرد جون جلكراست فى هروبه من الموضوع الأصلى ( هل الكتاب المقدس كلام الله) فيقول: ـــ
 |
|
 |
|
هناك آيات بل وحتى فقرات كاملة قد حُذفت من القرآن. قال أبو عبيد: "حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر, قال: "ليقولَن أحدكم قد أخذت القرآن كله, وما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير. ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر". |
|
 |
|
 |
والأن لنرى سويا ما روي عن ابن عمر من قوله
: ( لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله، وما يدريه ما كله! قد ذهب منه قرآن كثير ) نقول:
إن هذا القول، إن صح نقله، فهو محمول على ما كان عليه أمر القرآن قبل أن يجمع عثمان الناس على مصحف واحد المصحف ( الإمام ). إذ إن الثابت في تاريخ كتابة القرآن أن ما لم يتواتر نقله، أو قد نُسخت تلاوته، ولم يقرأه النبي في العرضة الأخيرة التي عرض فيها القرآن على جبريل ، قد أُسقط من المصحف ( الإمام ) عندما جمع عثمان الناس على مصحف واحد، وأحرق ما لم تثبت قراءته في العرضة الأخيرة؛ لئلا يختلف الناس في القرآن. ويقوي هذا المعنى لقول ابن عمر ما جاء في آخر الرواية: ( قد ذهب منه قرآن كثير ) أي: ذهب بنسخ تلاوته.
على أن كلام ابن عمر يحتمل معنى غير الذي قرر آنفًا، وبالطبع غير المعنى الذي يريد جون جلكراست وأمثاله أن يفهموه؛ وهو أن ابن عمر ينهى أصحابه ألا يقولوا في القرآن إلا بما هو ظاهر من لفظه، ومعلوم تفسيره ومعناه، ولا يخوضوا في باطنه وأسراره . ويؤيد هذا المعنى للرواية ما جاء في آخر الرواية: (...ولكن ليقل: قد أخذت ما ظهر منه ). وإذا أمكن حمل المعنى على أمر سائغ، بل ثابت شرعًا، فينبغي المصير إليه ويتعين، أو على أقل تقدير ينبغي اعتباره والتعويل عليه؛ بينما حمل المعنى على خلاف ما أجمعت عليه الأمة لا شك أنه ساقط الاعتبار، ولا معول عليه. وإذا كان الأمر كذلك، فلا تعارض حقيقي بين هذه الرواية وما شابهها، وبين ما استقر عليه أمر القرآن المصحف ( الإمام ) بعد الجمع العثماني .
على أن الذي يحسم القول بأمر هذه الرواية، ما ذكره الزرقاني في كتابه ( مناهل العرفان ) حيث قال بعد أن ساق هذه الرواية عن ابن عمر :
 |
|
 |
|
( هذه النسبة إلى ابن عمر نسبة خاطئة كاذبة، وعلى فرض صحتها فهي موقوفة وليست بمرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى فرض رفعها فهي معارضة للأدلة القاطعة المتوافرة في تواتر القرآن وسلامته من التغيير والزيادة والنقصان، ومعارض القاطع ساقط مهما كانت قيمة سنده في خبر الواحد ) |
|
 |
|
 |
فهل بعد الحق إلا الضلال .
عودة مرة أخرى مع جون جلكراست ... حيث يواصل حقده فيقول: ــ
اقتباس
وقال حدثنا ابن أبي مريم عن أبي لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: "كانت سورة الأحزاب تُقرأ في زمن النبي مائتي آية, فلما كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلا على ما هو الآن".
نعم وجدنا بعض الروايات الغريبة تقول بهذا الزعم ...وهو قول غريب ذكره كثير من المفسرين ...ولم يمحصوه بحثا وتمحيصا...
ونقول... إذا كانت الأحاديث الموضوعة والغريبة قد حفظت رغم ما بها من أغاليط وتحريف وتشويه وإختلافات وافتراءات ــ فلماذا لو كانت سورة الأحزاب تعدل فى طولها سورة البقرة لم يحفظ لنا منها شىء ؟
قال الزمخشري في تفسير الكشاف 538 هـ
عن زرّ قال: قال لي أبيّ بن كعب رضي الله عنه: كم تعدّون سورة الأحزاب؟ قلت: ثلاثاً وسبعين آية. قال: فوالذي يحلف به أبيّ بن كعب، إن كانت لتعدل سورة البقرة أو أطول. ولقد قرأنا منها آية الرجم: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم)، أراد أبيّ رضي الله عنه أنّ ذلك من جملة ما نسخ من القرآن وما يحكى: أن تلك الزيادة كانت في صحيفة في بيت عائشة رضي الله عنها فأكلتها الداجن فمن تأليفات الملاحدة والروافض لسبب كرههم للسيدة عائشة رضى الله عنها .
ويستمر جون جلكراست فيقول: ــ
حدَّث حجاج عن ابن جريج قال: أخبرني ابن أبي حميد عن حميدة بنت أبي يونس, قالت: "قرأ عليَّ أبي وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة أنّ الله وملائكته يصلون على النبي, يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً, وعلى الذين يصلون الصفوف الأولى". قالت: "قبل أن يغيّر عثمان المصاحف".
ولنرى رأى العلماء فى هذا الكلام : ــ
 |
|
 |
|
وظاهر أنّ هذا من الآحاد التي لا يثبت بها قرآن، وإلاّ فكيف فات هذا عن سائر الصحابة وكُتّاب الوحي منهم وحُفّاظه وجُمّاعه، واختصت به عائشة دونهم؟ ولو صحّ فهو روايةٌ عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، فاعتقدت عائشة كونها من القرآن فكتبتها، حيثُ روي عن البراء بن عازب أنّه قال:
"قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ الله وملائكته يصلون على الصفوف الاَُوّل
" المصنف لعبد الرزاق 2: 484. |
|
 |
|
 |
وروي عن عائشة رضى الله عنها أنّها قالت:
"قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ الله وملائكته يصلّون على الذين يَصِلُون الصفوف" المستدرك 1: 214.
ولعلّه أيضاً ممّا يُكْتب في حاشية المصحف، حيث كانوا يسجّلون ما يرون له أهميةً وشأناً في حاشية مصاحفهم الخاصّة.
اقتباس
وحدَّث عبد الله بن صالح عن هشام وعن أبي واقد والليثي قال: "كان رسول الله إذا أُوحي إليه أتيناه فعلمنا ما أوحي إليه. قال: فجئت ذات يوم فقال إنّ الله يقول: "إنَّـا أنزلنا المال لإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة, ولو أنّ لابن آدم وادياً لأحبَّ أن يكون إليه الثاني, ولو كان له الثاني لأحبَّ أن يكون إليهما الثالث, ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب, ويتوب الله على من تاب". ولكن هذا غير موجود اليوم في القرآن.
وأى مسلم يتأمل تركيب هذا الكلام ..لا يمكن أن يحسبه قرآنا ...بل هو أقرب إلى الحديث منه إلى القرآن ....
فالحديث
الذى يذكره جون جلكرست يوضح أن ماقاله الرسول هو حديث قدسى وليس قرآنا ...
وقد ورد هذا الكلام على أنه حديث عن رسول الله فى البخارى ومسلم ... فلم يأتى جون جلكراست باكتشافا مذهلا
 |
|
 |
|
رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ |
|
 |
|
 |
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة ayoop2 في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
مشاركات: 54
آخر مشاركة: 17-09-2014, 09:00 PM
-
بواسطة عبد الرحمن احمد عبد الرحمن في المنتدى منتديات محبي الشيخ أحمد ديدات
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 09-05-2007, 11:02 AM
-
بواسطة عبد الرحمن احمد عبد الرحمن في المنتدى منتديات محبي الشيخ أحمد ديدات
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 02-05-2006, 09:25 AM
-
بواسطة عبد الرحمن احمد عبد الرحمن في المنتدى منتديات محبي الشيخ أحمد ديدات
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 04-04-2006, 05:10 PM
-
بواسطة عبد الرحمن احمد عبد الرحمن في المنتدى منتديات محبي الشيخ أحمد ديدات
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 09-03-2006, 03:30 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات