
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شِبل الإسلام
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته حياك الله اخانا الحبيب في المنتدى
سؤالك :
عذاب القبر على الروح والجسد ام الروح ام الجسد
الجواب
الشيخ العلامه ابن عثيمين قد سُئل مثل هذا السؤال فأجاب "
الأصل أنه على الروح ، لأن الحكم بعد الموت للروح ، والبدن جثة هامدة ، ولهذا لا يحتاج البدن إلى إمداد لبقائه ، فلا يأكل ولا يشرب ، بل تأكله الهوام ، فالأصل أنه على الروح ، لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية إن الروح قد تتصل بالبدن فيعذب أو ينعم معها "
اما سؤالك :
كيف يعذب من يحرق جثته او يرمى فالبحر
الجواب
العذاب يقع على الأجساد حتى ولو أرِمَتْ وتبعثرت وتناثرت
ويدلّ على ذلك ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((أسْرَف رجل على نفسه ، فلما حضره الموت أوصى بنيه ، فقال : إذا أنا متّ فأحرقوني ، ثم اسحقوني ، ثم اذروني في الريح في البحر ، فوالله لئن قَدَرَ عليّ ربي ليعذبني عذابا ما عذبه به أحدا ، قال : ففعلوا ذلك به ، فأمَرَ الله البَرّ فَجَمَع ما فيه ، وأمَر البحر فجَمَع ما فيه ، فإذا هو قائم ، فقال له : ما حملك على ما صنعت ؟ فقال : خشيتك يا رب ، أو قال مخافتك ، فغُفِر له بذلك )).
فالذي جمَعَ أجزاء جسمه المتحللة في الهواء والماء ، قادر على أن يوقع العذاب على كلّ ذرّة من جسمه في أي مكان كان ، ذلك أنه (لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ) .
وقد تكلّم العلماء على هذه المسألة وضربوا لها الأمثلة بالذي يموت غرقا في الماء ، أو حرقا بالنار ، بل حتى المصلوب ، ومن أكلته السباع ، إن كان ممن استحق عذاب القبر ، وأراد الله عذابه فإنه سبحانه لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .
قال ابن القيم رحمه الله : ومما ينبغي أن يُعلم أن عذاب القبر هو عذاب البرزخ ، فَكُلّ مَن مات وهو مستحق للعذاب نَالَه نَصيبه منه ، قُبِر أو لَم يُقْبَر ، فلو أكلته السِّباع أو أُحْرِق حتى صار رَمادًا ونُسف في الهواء ، أو صُلب ، أو غَرق في البحر ؛ وَصَل إلى رُوحه وبَدنه مِن العذاب ما يَصِل إلى القبور . اهـ .
والله تعالى أعلم والسلام عليه ورحمه الله
المفضلات