قاطعوا قاموس " ويبستر " المسيئ للعرب والمسلمين


الأخوة والأخوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عند تصفحي لبعض الموضوعات ، قابلني هذا الموضوع الذي أحسست أنه لابد للمسلمين أن يتخذوا معه وقفة ، لذا أتمنى من جميع الزملاء نشر هذا الموضوع على نطاق واسع وفي كافة المنابر والمنتديات التي يمكن التواجد فيها ، فسلاح المقاطعة هو أقل ما يمكن فعله مع هذا القاموس العنصري الذي يسيئ للعرب والمسلمين ، وحتى يمكن إجبار القائمين عليه لمراجعة أنفسهم وتصحيح إفتراءاتهم علينا .
وسأترككم مع الخبر وفق آراء المتخصصين عنه :

مع كل يوم يمرُّ أصبح لدى شعوب العالم قناعة تامة أنه لا خير يرجى من دولة الحرية والمساواة والديمقراطية المسماة بـ"الولايات المتحدة الأمريكية".
فبعد سلسلة من الفضائح الأخلاقية والإنسانية للجنود الأمريكيين في سجن "أبو غريب" بالعراق يجيء تدنيس "المصحف الشريف" على يد زبانيتهم في سجن جوانتانامو بكوبا إلى سلسلة طويلة من القرارات العنصرية والمتطرفة لصالح زرعها الشيطاني المدعو "إسرائيل" في منطقة الشرق الأوسط، والذي توجته إدارة محور الشر بقيادة الرئيس الأمريكي جورج بوش بقرار الكونجرس بشأن معاداة السامية، والذي لم يعد يشمل العداء لليهود بوصفهم أقلية دينية وعرقية بل شمل التعريف العداء للصهيونية والتعاطف مع أعداء دولة إسرائيل!!
ولكن لماذا هذه المقدمة المحبطة والمتشائمة؟ الإجابة للأسف محزنة؛ فالفساد والتطرف في العقلية الأمريكية ونظرة الاحتقار والتعالي على كل ما هو "عربي" شمل حتى دروب المعرفة المقدسة والأمانة العلمية التي لا جدال فيها.
والفضيحة الأمريكية الجديدة هذه المرة هي فضيحة علمية على درجة عالية من الخطورة كما ترويها لنا الدكتورة "وفاء كامل" أستاذة اللغويات بكلية الآداب جامعة القاهرة، والتي شعرت بالصدمة عندما اطلعت على الطبعة الجديدة "الثالثة" من معجم مؤسسة وبستر الأمريكية.
تضمنت هذه الطبعة مواصفات للشخص العربي تظهره الأكثر عداوة وعنصرية، وتنعته بـ: المتشرد، المنحرف، المتسكع، المتسول، المنبوذ، الشحاذ، الغبي.
وتأتي خطورة مثل هذه المرادفات في ترسيخ المعنى في ذهن القارئ حتى يصبح التعريف المذكور هو المفهوم المستخدم بمرور الوقت، خاصة مع أهمية هذا المعجم اللغوي الذي ينتشر استخدامه في معظم الكليات والمعاهد الدراسية الأمريكية، ويطلع عليه آلاف الطلاب والدارسين والباحثين في اللغة العربية.
إلى جانب ذلك فإن هذا المعجم الضروري لكل طالب تتم إعادة طبعه وإمكانية تبديل أو إضافة أو حذف بعض ما يحتويه كل 7 أو 10 سنوات كاملة؛ أي أكثر من جيل علمي سيتعامل مع هذه الافتراءات والأكاذيب العلمية لسنوات طويلة. في حين يعرف المعجم معاداة السامية بأنها معارضة الصهيونية.

المواجهة
وهل اكتفيت سيادتكم بالشعور بالصدمة والإهانة العلمية أم كان هناك تحرك إيجابي ومواجهة الحجة بالحجة؟
بالطبع لا لم أكتفِ بالشعور بالصدمة؛ بل قمت بإرسال خطاب -مع عدد كبير من أعضاء الجمعية الدولية للمترجمين العرب- طالبنا فيه باستبعاد المرادفات المدرجة في معجمهم تحت كلمة "عربي"، والاعتذار للشعوب العربية عن هذا العمل الذي يثير الكراهية.
ولن تهدأ حربنا ضد سياستهم العنصرية، وسنستمر إلى أن تتحقق مطالبنا؛ بل ستنمو وتكبر وتقوى وتشمل كل الشعوب العربية، وسنحاول الوصول إلى الجمعيات الدولية المناهضة للتمييز العنصري ومنظمات الحقوق المدنية.
كما سنطلب منهم أن يدينوا سياستهم العنصرية الفاضحة ضد الأمة العربية، كما أشرت بصفة شخصية إلى أنني سأطلب من طلبتي وزملائي ومدرسي اللغة الانجليزية والمترجمين والكتاب والشعراء واللغويين والأكاديميين أن يوقفوا أي نوع من التعامل مع شركة وبستر ومطبوعاتها.

مليء بالمغالطات
هل تلقيتم ردا من شركة وبستر صاحبة المعجم أم أنها لم تلتفت إلى هذه الرسالة الرادعة من قبل الجمعية الدولية للمترجمين العرب؟
لقد أرسلوا ردا يتضمن اعتذارا، وإن كنت أرى أن الاعتذار الذي أوردوه به مغالطة؛ لأسباب عديدة أولها أن "المعاجم" و"المكانز" لا تعتمد المفاهيم التي تشيع في أفهام الناس، ولكنها تعتمد المعاني والمفاهيم الواردة في النصوص المكتوبة والمنطوقة من خلال المدونات.
وإذا كانت المعاني التي وردت بوصفها مرادفة لكلمة "العربي" شائعة ومستقرة قبل أربعين عاما أو أكثر كما يدعون؛ فلماذا لم تدونها المعاجم الأخرى؟ بل لماذا لم تدرج في المعاجم المختلفة التي صدرت عن وبستر 2؟ لقد راجعت المادة Arab في المعاجم السبعة التالية:
Merriam–webster's colligate dictionary, tenth edition

Webster's new ideal dictionary, second edition

the new Merriam–Webster's dictionary

the Oxford dictionary fourth edition

Longman Dictionary of Contemporary English

Cambridge international Dictionary of English

The york Concise dictionary

ولم أجد أيا من المعاني التي يدعي الرد أنها مرادفات دقيقة لكلمة العربي، ولما كانت المعاجم يتم تحديثها كل بضع سنوات لا تزيد على العشر؛ فهل أغفلت هذه المعاجم متابعة التطورات اللغوية التي حدثت لدلالة كلمة العربي، في حين حرصت وبستر على تسجيل هذا التحديث؟!
وإذا كانت هذه المعاني هي الشائعة المستقرة في المجتمع الذي يبتكر ويعيد اختراع لغته بصفة دائمة، وتنحصر مهمة ناشر المعجم في أن يعكسها والتي لا يستطيع المعجم -ولا يمكنه- أن يتجاهلها أو يغفلها إذا كان ذلك صحيحًا.. فكيف سيحذفها في الطبعة التالية، والمعروف أن أي معجم يتبع التقنيات الحديثة يجب أن يسجل كل معلومات الاستعمال التي تصاحب الكلمة؟.

العمل بمنهج
هل هناك ضوابط عملية لعمل المعجم؟
بالطبع.. فالمعجم يورد الكلمة سواء من حيث قدمها أو حداثتها فيشار إلى أن الكلمة مهجورة أو أن استعمالها قديم أو مستحدث، أو من حيث شيوع استعمالها ودرجته، وكان يقال: نادر أو شائع أو من حيث مستويات الاستعمال، فيشار إلى أن اللفظ رسمي أو دارج أو عامي، أو من حيث المجال الدلالي فيشار إلى أن الكلمة تستخدم في الطب أو في الهندسة، أو من حيث المستوى الاجتماعي والثقافي لمستخدميها، أو من حيث اختلاف الأسلوب حين يشار إلى أن الكلمة تقال في معرض التهكم أو الازدراء، أو من حيث اختلاف المناطق الجغرافية فيشار إلى اللفظ الذي ينفرد به متحدث من منطقة معينة.
وإذا كان المعنى الأول للكلمة يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، والمعنى الثاني مبنيا على استعمال لهجي قديم خاص بمنطقة في شرق الولايات المتحدة الأمريكية.. فهل أثبت المعجم هذه المعلومات، أم أنه يذكرها لنا نحن فقط مبررا سقطته؟
وتضيف د. وفاء كامل هناك: ثم أليس من العجيب ألا يجد المكنز مرادفات تامة تؤدي معنى كلمة (العربي من الطبقة العليا) في حين يسجل معاني كثيرة كلها تندرج ضمن الترادف التام وتؤدي المعنى بدقة في رأيهم لـ (lowercase "arab") لكي يزودوا -من خلالها- المستعملين بسجل دقيق ومفهوم للغة الانجليزية؟!.

بداية المعركة
أرى هذه الرسائل المتبادلة هي بداية الطريق لمساجلات أخرى على الجميع أن يتحرك من أجلها..
هذا صحيح فمسئوليتنا -مثقفين وأكاديميين وحقوقيين- تتطلب تعرية مثل هذه المزاعم المستندة إلى القانون والتي تدعي الأكاديمية، سواء صدرت عن الكونجرس واتخذت صيغة قانون مجحف ومنحاز، أم وردت في معاجم، أم صدرت عن جهات أكاديمية.
فمثل هذه التخريجات التي تدعي الأكاديمية والقانونية تستهدف المزيد من إذعان الأمة العربية بتشويهات فكرية وثقافية مغرضة عارية عن الصحة تماما تشكل جزءًا من الحملة الأيديولوجية المعادية للعرب والمسلمين.
إن علينا أن نتحرك في كل اتجاه للاحتجاج على مثل هذه الافتراءات؛ فنتوجه إلى جامعة الدول العربية والحكومات العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعات والأكاديميات العربية والإسلامية لرفع صوتها للاحتجاج لدى حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ولدى الجهات المشرفة على إصدار قاموس "وبستر".
كما أطالب المحامين العرب بمقاضاة القائمين على معجم "وبستر" أمام المحاكم الأمريكية أو الأوروبية، واستصراخ الشرفاء الغيورين على كرامتهم من أبناء الوطن العربي أن يساهموا في تمويل حملة الدفاع عن الشرف؛ حيث إن مقاضاة كهذه ستكون مكلفة من الناحية المادية من حيث تعيين الخبراء اللغويين وما إلى ذلك لإثبات العكس قانونيا.
هل تشعرين بالحزن تجاه الشعور الأمريكي المليء بالكراهية والاستعلاء ضد كل ما هو عربي ومسلم حتى وصل إلى قاعات العلم؟
نعم أشعر بمزيد من الحزن؛ لأنهم لم يكتفوا بنهب ثروات أرضنا، ولم يترددوا في شن حرب إبادة ضد كل ما هو عربي ومسلم؛ بل إنهم يضعون الأساس التربوي والثقافي واللغوي انطلاقا من معاجم.
وهكذا ينتقلون من الغزو والنهب والاستعمار إلى وحشية اللغة، وترسيخ أساسها العنصري العدواني المرفوض.
المصدر :
http://islamonline.net/arabic/arts/2...rticle07.shtml