ما تراه اليرقة نهاية الحياة .. تراه الفراشة البداية

هناك نصّ لنيكوس كاتزاكيس من روايته " أليكس زوربا " يقول فيه :

أذكر ذات صباح .. أني اكتشفت شرنقة في قشرة شجرة ..
وفي لحظة كانت الفراشة تكسر جدارها وتستعد للخروج منها ..
انتظرت طويلاً لكن الفراشة تأخرت في الخروج ..
كنت مستعجلاً .. وبعصبية .. انحنيت عليها وأخذت أدفّئها بحرارة زفيري وأنا فاقد الصبر ..
فبدأت المعجزة تحدث أمامي .. ولكن بنمط أسرع من النمط الطبيعي ..

وتفتحت القشرة وخرجت الفراشة وهي تزحف .. لن أنسى فظاعة ما رأيته حينذاك ..
لم يكن جناحاها قد افترقا .. وكانت جميع أجزاء جسمها الصغير ترتجف ..
والفراشة تجهد في فتح جناحيها .. فانحنيت فوقها وحاولت مساعدتها بتنفّسي
ولكن بدون جدوى .. كانت تحتاج إلى نضوج صبور ..

وفتح الأجنحة يحتاج إلى دفء الشمس ليتم ببطء .. ولكن فات الأوان الآن ..
لقد أجبر نَفَسِي الفراشة على الخروج من الشرنقة وهي ترتعش قبل نضوجها ..
كانت تهتزّ فاقدة الأمل .. وبعد ثوانٍ .. ماتت وهي في راحة يدي ...

لا تتفتح الأزهار بالأصابع


منقول