كيف يكون يسوع إله وقد أقامه الله الإله الحق من الأموات ؟

هناك أدلة عديدة تملأ الكتاب وتدل على أن الله الخالق ، المحيى المميت ، هو الذى أحيا يسوع من الموت (المزعوم).
وإذا كان الله هو الذى أحياه ، فحينئذ يكون أحد أفراد الثالوث حياً والآخر ميتاً ، أحدهما الأقوى والأعلى ، والآخر الأدنى والأزل والأضعف. فما حاجة القوى فى أن يتحد مع الضعيف؟ ما الفائدة التى سيجنيها من جراء هذا العمل؟

ليس هنالك قوي وضعيف. هنالك فائدة واحدة من موت السيد المسيح, وهي خلاص كل البشرية, بحيث يموت غير المحدود فداءا عن كل من هو محدود. لا احد يستطيع ان يخلص الجميع سوى الذي خلق الجميع, والذي يعرف الجميع, وما هي خطايا الجميع.

1- (24اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ .. .. ..) أعمال الرسل 2: 24
2- (32فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ.) أعمال الرسل 2: 32
3- (15وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذَلِكَ.) أعمال الرسل 3: 15
4- (26إِلَيْكُمْ أَوَّلاً إِذْ أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ يَسُوعَ أَرْسَلَهُ يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ».) أعمال الرسل 3: 26
5- (10فَلْيَكُنْ مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِكُمْ وَجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمُ الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ بِذَاكَ وَقَفَ هَذَا أَمَامَكُمْ صَحِيحاً.) أعمال الرسل 4: 10
6- (29فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَالرُّسُلُ: «يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ. 30إِلَهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ الَّذِي أَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ.) أعمال الرسل 5: 29-30
7- (40هَذَا أَقَامَهُ اللهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَأَعْطَى أَنْ يَصِيرَ ظَاهِراً) أعمال الرسل 10: 40
8- (28وَمَعْ أَنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا عِلَّةً وَاحِدَةً لِلْمَوْتِ طَلَبُوا مِنْ بِيلاَطُسَ أَنْ يُقْتَلَ. 29وَلَمَّا تَمَّمُوا كُلَّ مَا كُتِبَ عَنْهُ أَنْزَلُوهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَوَضَعُوهُ فِي قَبْرٍ. 30وَلَكِنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ.) أعمال الرسل 13: 30
9- (34إِنَّهُ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ غَيْرَ عَتِيدٍ أَنْ يَعُودَ أَيْضاً إِلَى فَسَادٍ فَهَكَذَا قَالَ: إِنِّي سَأُعْطِيكُمْ مَرَاحِمَ دَاوُدَ الصَّادِقَةَ.) أعمال الرسل 13: 34
10- (37وَأَمَّا الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ فَلَمْ يَرَ فَسَاداً.) أعمال الرسل 13: 37
11- (24بَلْ مِنْ أَجْلِنَا نَحْنُ أَيْضاً الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا الَّذِينَ نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا مِنَ الأَمْوَاتِ.) رومية 4: 24
12- (11وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ.) رومية 8: 11
13- (9لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ خَلَصْتَ.) رومية 10: 9
14- (بَلْ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاللهِ الآبِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ) غلاطية 1: 1
15- (20الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ،) أفسس 1: 20
16- (.. .. .. بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ، الَّذِي اقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ.) كولوسى 2: 12
17- (21أَنْتُمُ الَّذِينَ بِهِ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْداً) بطرس الأولى 1: 21

شكرا للكاتب على دعم المسيحيين بكل هذه الايات الرائعة, التي تثبت ان السيد المسيح, تألم, مات وقام من الاموات. للاسف, هنا الكاتب يذكر فقط الايات التي في اعمال الرسل او في الرسائل, كي يوضح كأن الصلب والقيامة مذكورة فقط في اعمال الرسل والرسائل, لكن ستكتشف عزيزي القارئ الحقيقة عن ماهية صلب المسيح وقيامته في الاناجيل الاربعة بعد قليل.

وفكرة الصلب والقيامة هذه كان يرفضها الكثير من النصارى الأول ، بل إن بولس ذكرها فى سفر أعمال الرسل ، الذى يشك البعض أنه من تأليفه وليس لوقا ، وأنكرها عليه اليهود والمعاصرون مستهزئين بأفكاره الشاذة التى ينادى بها ، إلا أن البعض صدقها وآمن بها:
الصلب والقيامة ليسوا من افكار بولس, فالصلب والقيامة هم في صُلب العقيدة والايمان المسيحي, وبدونهم لا يوجد اي حاجة لمجيئ المسيا, المخلص, يسوع المسيح. ومن يقول انها من اختراع بولس فهو مخطئ, فالمسيح بذاته تنبأ وذكر عن هذه المهمة العظيمة التي ينبغي ان يقوم بها لصالح كل البشرية, واليك قسطا قليلا مما ذكرته الاناجيل الاربعة عن هذا (بدون الاستعانة برسائل بولس, او اعمال الرسل):

المسيح يتنبأ عن صلبه وقيامته:
مت 16: 21 من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم ويتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم.
مت 20: 19 ويسلمونه الى الامم لكي يهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه.وفي اليوم الثالث يقوم
مر 8: 31 وابتدأ يعلّمهم ان ابن الانسان ينبغي ان يتألم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل.وبعد ثلاثة ايام يقوم.
مر 9: 12 فاجاب وقال لهم ان ايليا يأتي اولا ويرد كل شيء.وكيف هو مكتوب عن ابن الانسان ان يتألم كثيرا ويرذل.
لو 17: 25 ولكن ينبغي اولا ان يتألم كثيرا ويرفض من هذا الجيل.
لو 24: 46 وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي ان المسيح يتألم ويقوم من الاموات في اليوم الثالث.
الانجيل يذكر صلب السيد المسيح:
مت 27: 35 ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها.لكي يتم ما قيل بالنبي اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي القوا قرعة.
مر 15: 20 وبعدما استهزأوا به نزعوا عنه الارجوان والبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه.
مر 15: 24 ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها ماذا يأخذ كل واحد.
مر 15: 25 وكانت الساعة الثالثة فصلبوه.
لو 23: 33 ولما مضوا به الى الموضع الذي يدعى جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين واحدا عن يمينه والآخر عن يساره.
لو 24: 20 كيف اسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه.
يو 19: 18 حيث صلبوه وصلبوا اثنين آخرين معه من هنا ومن هنا ويسوع في الوسط
الانجيل يذكر قيامة السيد المسيح:
مت 28: 6 ليس هو ههنا لانه قام كما قال.هلم انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعا فيه.
مت 28: 7 واذهبا سريعا قولا لتلاميذه انه قد قام من الاموات.ها هو يسبقكم الى الجليل.هناك ترونه.ها انا قد قلت لكما. (قول الملاك)
مر 16: 6 فقال لهنّ لا تندهشن.انتنّ تطلبن يسوع الناصري المصلوب.قد قام.ليس هو ههنا.هوذا الموضع الذي وضعوه فيه.
مر 16: 9 وبعد ما قام باكرا في اول الاسبوع ظهر اولا لمريم المجدلية التي كان قد اخرج منها سبعة شياطين.
مر 16: 14 اخيرا ظهر للاحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم ايمانهم وقساوة قلوبهم لانهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام.
لو 24: 6 ليس هو ههنا لكنه قام.اذكرن كيف كلمكنّ وهو بعد في الجليل
لو 24: 12 فقام بطرس وركض الى القبر فانحنى ونظر الاكفان موضوعة وحدها فمضى متعجبا في نفسه مما كان
لو 24: 34 وهم يقولون ان الرب قام بالحقيقة وظهر لسمعان.
يو 21: 14 هذه مرة ثالثة ظهر يسوع لتلاميذه بعد ما قام من الاموات
بدون صليب لا يوجد فداء, وبدون قيامة لا يوجد تتمه الفداء والنصرة على الموت, فعندها كل الذين ماتوا سيبقوا امواتا. وبدون فداء لا يوجد خلاص للبشرية, وبدون خلاص سيكون مصيرنا كلنا الموت الابدي في الجحيم حيث العذاب والنيران لسبب الدناسة والنجاسة والخطايا التي لا يمكن ان تكفر عنها كل اموال الزكاة وكل الاعمال الحسنة.

(15وَالَّذِينَ صَاحَبُوا بُولُسَ جَاءُوا بِهِ إِلَى أَثِينَا. وَلَمَّا أَخَذُوا وَصِيَّةً إِلَى سِيلاَ وَتِيمُوثَاوُسَ أَنْ يَأْتِيَا إِلَيْهِ بِأَسْرَعِ مَا يُمْكِنُ مَضَوْا. 16وَبَيْنَمَا بُولُسُ يَنْتَظِرُهُمَا فِي أَثِينَا احْتَدَّتْ رُوحُهُ فِيهِ إِذْ رَأَى الْمَدِينَةَ مَمْلُوءَةً أَصْنَاماً. 17فَكَانَ يُكَلِّمُ فِي الْمَجْمَعِ الْيَهُودَ الْمُتَعَبِّدِينَ وَالَّذِينَ يُصَادِفُونَهُ فِي السُّوقِ كُلَّ يَوْمٍ. 18فَقَابَلَهُ قَوْمٌ مِنَ الْفَلاَسِفَةِ الأَبِيكُورِيِّينَ وَالرِّوَاقِيِّينَ وَقَالَ بَعْضٌ: «تُرَى مَاذَا يُرِيدُ هَذَا الْمِهْذَارُ أَنْ يَقُولَ؟» وَبَعْضٌ: «إِنَّهُ يَظْهَرُ مُنَادِياً بِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ» - لأَنَّهُ كَانَ يُبَشِّرُهُمْ بِيَسُوعَ وَالْقِيَامَةِ. 19فَأَخَذُوهُ وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى أَرِيُوسَ بَاغُوسَ قَائِلِينَ: «هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا هُوَ هَذَا التَّعْلِيمُ الْجَدِيدُ الَّذِي تَتَكَلَّمُ بِهِ. 20لأَنَّكَ تَأْتِي إِلَى مَسَامِعِنَا بِأُمُورٍ غَرِيبَةٍ فَنُرِيدُ أَنْ نَعْلَمَ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ».) أعمال الرسل 17: 15-20
(32وَلَمَّا سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ كَانَ الْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ وَالْبَعْضُ يَقُولُونَ: «سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هَذَا أَيْضاً!». 33وَهَكَذَا خَرَجَ بُولُسُ مِنْ وَسَطِهِمْ. 34وَلَكِنَّ أُنَاساً الْتَصَقُوا بِهِ وَآمَنُوا مِنْهُمْ دِيُونِيسِيُوسُ الأَرِيُوبَاغِيُّ وَامْرَأَةٌ اسْمُهَا دَامَرِسُ وَآخَرُونَ مَعَهُمَا.) أعمال الرسل 17: 32-34
واستمر بولس فى هرطقته هذه ، حتى انتشرت بين كثير من الناس وأصبح له أتباع،

لعلنا نرى ما هو الضلال الذي يحدث به كاتب هذه الرسالة في تمويه وتضليل اعزاءنا القراء. فالقارئ الامين, يدرك ان بولس في وصوله الى اثينا (في الايات اعلاه) , تقابل مع فلاسفة الابيكوريين, الذين يؤمنون ان العالم لم يخلق عن طريق اله ما, وانما وجد صدفة, نتيجة ذرات معينة (يشبه نظرية داروين), بعضا يؤمنون بمتعة العقل, والبعض بمتعة الجسد الاكل والشرب. اما الرواقيين, فكانوا يؤمنون ان العالم خلق عن طريق اله معين (ليس اله التوراة والانجيل), والعالم محكوم بالمصير, الانسان يحصل على السعادة بالذكاء ومتعة النفس. فانه بالطبع مع كل هذا التعليم الخبيث, سيكون ما ينادي به بولس وما نادى به كل انبياء اسرائيل الى هذا اليوم, هو تعليما غريبا واله غريبة. يجب التأكيد ان المعارضة التي اتت كلام السخرية قيل بفم الوثنيون والذين ليس عندهم اله, وليس اليهود, لان اليهود بالطبع كانوا قد سمعوا عن المسيا المنتظر, الذي يملأ صفحات التوراة. لو كنت تبشر بالاسلام في وسط الوثنيون والذين ليس عندهم اله, لقالوا عنك ايضا انك تنادي باله غريبة! فان كان الكلام الصحيح هرطقة, فما يكون الصحيح يا عزيزي القارئ؟

فاختلف معه القديس برنابا وقررا أن يذهبا إلى الهيكل حيث يوجد الشيوخ والتلاميذ لاستشارتهم ، وخاصة بعد أن رفض الشعب والتلاميذ دخول بولس بينهم: (30وَلَمَّا كَانَ بُولُسُ يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ بَيْنَ الشَّعْبِ لَمْ يَدَعْهُ التَّلاَمِيذُ.) أعمال الرسل 19: 30

واضح ان الكاتب يعتقد انه يوجه رسالة الى اناس جهلة لا يقرأون الكتاب المقدس, وليس لديهم القدرة على تأكيد ما يسرده من ضلال! القصة هنا ليس فيها اي ذكر لبرنانبا. ان بولس عندما بشر بالاله الجديد لاولئك الوثنيون, فان المتضرر هم صانعوا الاله (الاصنام) والصائغون, فلما شعروا في خطر على مهنتهم والهتهم البكمه, صاحوا. اليك ما قاله احد الصناع [ وانتم تنظرون وتسمعون انه ليس من افسس فقط بل من جميع اسيا تقريبا استمال وازاغ بولس هذا جمعا كثيرا قائلا ان التي تصنع بالايادي ليست آلهة. 27 فليس نصيبنا هذا وحده في خطر من ان يحصل في اهانة بل ايضا هيكل ارطاميس الالاهة العظيمة ان يحسب لا شيء وان سوف تهدم عظمتها هي التي يعبدها جميع اسيا والمسكونة. 28 فلما سمعوا امتلأوا غضبا وطفقوا يصرخون قائلين عظيمة هي ارطاميس الافسسيين ] (اعمال 19: 26-28) بعد ما قاله هذا الصائغ, اراد بولس ان يدخل بين الشعب ويعظ بهم, فقام التلاميذ بمنعه, كي لا يقوم الشعب بقتله, وما يؤكد هذا هو الآية 31, [واناس من وجوه اسيا كانوا اصدقاءه ارسلوا يطلبون اليه ان لا يسلم نفسه الى المشهد.]. فمن اين اتى كاتب الرسالة بهذه الخرافة ان التلاميذ رفضوا بولس ومنعوه من الدخول للشعب؟!!!! واضح ان الكاتب لا يقرأ ما قبل, ولا ما بعد, ويسمح لخياله الشرير بتضليل الناس! فكيف تسمع لضال يضل امم وراءه؟

فأدانه شيخ التلاميذ وحكم عليه وأمره أن يتطهَّر من آثام هرطقته التى علمها الناس ، وأرسلوا لهم من يصحِّح عقيدتهم: (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟

ادانه؟ حكم عليه؟ لعمري ان الكاتب لا يفقه شيئا من المسيحية والافضل ان يتعلم فهم المقروء, قد يحتاج ان يبرر موقفه امام الله الحق الديان على كل ما ابتدعه من ضلال! ان الناموس والعوائد اليهودية, فيها الكثير من الشرائع التي كانت ظلالا لما يعلمه السيد المسيح. فالاختتان كان رمزا لاختتان القلب والروح المتجددة. فعندما دعيَ بولس للتبشير بين الامم (غير اليهود), كانت الرسالة ان يقوم هؤلاء بالايمان بيسوع المسيح مخلصا, وليس ان يقوموا بالتهود (الدخول في اليهودية) ومن ثم ان يقبلوا السيد المسيح. فلم يقم بولس بتعليم الناموس هناك, لان المسيح قد اتى لجميع الناس, وليس فقط لليهود, فلا حاجة هناك لتعليم الناموس الذي كان ظلاً لما قدمه المسيح على الصليب. فمن شدة غيرة اليهود, الذين لم يثبتوا في الايمان, واعتقدوا ان الايمان بخلاص وذبيحة المسيح الكفارية ليس كاف لتخليصهم, وهم بعد بحاجة للناموس, هاجوا على بولس وابتدعوا انه يعلم ضد الناموس. اما ما فعله بولس, فهو بكل بساطة دعا اليهود والامم للايمان, , فما كان عليه اليهود, بقوا عليه, وما كانوا عليه الامم تحولوا عنه. اما ما طلبه يعقوب من بولس, هو ايفاء النذر (التطهر هو ايفاء النذر, وليس التطهر من خطية). فقد كان على بولس نذر (اعمال 18), فقام بولس بايفاء النذر مجددا امام اليهود, موضحا ان شريعة موسى ما زالت مقبولة عليه (لانه يهودي الاصل), وانه حافظ للناموس.

لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ

لم يرسل التلاميذ للامم ان لا يحفظوا شيئا مما قاله بولس, بل ان لا يحفظوا شيئا من الناموس سوى "يحافظوا على انفسهم مما ذبح للاوثان ومن الدم والمخنوق (ذبائح الاله) والزنا", التي هي الشرائع التي ما زالت قائمة على المسيحيين بعد مجيئ المسيح, لان الشرائع الاخلاقية لم تلغى, بل اكملت للمنع من الخطايا الروحية ايضا. وهذا ما قاله يعقوب بذاته (شيخ التلاميذ, بلسان الكاتب) في اعمال 15: 13-21, ان لا يحفظ الامم الناموس (كي لا يثقل عليهم, بحسب دعوة الرب), سوى الابتعاد عن الاصنام والذبائح المقدمة لهم والزنا. مجددا, يضل الكاتب القراء بتحليله الخاطئ, بدون الربط مع الاحداث, ما قبل او بعد.

27وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ». 29لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا مَعَهُ فِي الْمَدِينَةِ تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ فَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى الْهَيْكَلِ. 30فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ. 31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ 32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.)أعمال الرسل21: 17-32
لقد أخرج بولس النصارى متعمداً من عهد الرب وأبعدهم عنه ، فلم تصبح ديانة التوحيد ، كما كان يدعوا كل أنبياء الله ، بل صارت ديانة التثليث ، ولا يقول غير ذلك إلا جاهل يحاول أن يُجمِّل دينه ، ويجعله مستساغ بين من يُنكرون التثليث، وخاصة لدى نصارى اليوم والمسلمين. فلو قرأت أى كتاب بلغة غير اللغة العربية ، لقرأت عن الثالوث واتحاده وتشبيهات لذلك ، لتقريب المعنى للأذهان ، ولابد أن تقرأ فيه أن العقل البشرى غير قادر على فهم هذه الحقيقة ، التى تفوق العقل البشرى، ثم يختتم تفصيلاته الغريبة، وتبريراته غير المستساغة بقوله: “وهنا تكمن أسرار العظمة”.

ليس الله بحاجة الى دعم بولس, ولا محمد لتجميل ما هو عليه. الحادثة الواقعة اعلاه, تقول بتهيج اليهود ضد بولس لانهم يريدون الدخول للسماء على اساس اعمالهم وشرائعهم, ولا يريدون ما يقوله الرب لهم, وهذا ما نادى به كل الانبياء, فقد قتلوا الانبياء لانهم ينادون بالمسيا, وبان الشعب والكهنة لا يريدون الله ولا المسيا, ويريدون ان يحكموا انفسهم, مقدسين المكان لا قلوبهم, وكانهم هم الوحيدين الذين لهم الحق بالهيكل, وكأن الله للهيكل, وليس الهيكل لله. ان النصارى (ان صحت التسمية) لم يكونوا في توافق مع المسلمين, ولن يكونوا, لان مجمل تعاليم السيد المسيح, ومجمل رسالة السيد المسيح, هي في تناقض مئة بالمئة مع تعاليم الاسلام, ولو كان اي شخص يقرأ العهد القديم, يدرك ان الله مثلث الاقانيم, وفي العهد الجديد لا يرى تناقضا مع العهد القديم, ومحك وامتحان اي ديانة او تعليم هو عدم تعارضها مع التوراة والعهد القديم, فالانجيل يتوافق مئة بالمئة مع العهد القديم, اما الاسلام الذي يدعى عدم التعارض مع الانجيل والتوراة, فانه ككل, يعارض كل تعاليم التوراة الاساسية.

نعم فسر العظمة أنك لا تفهم ، وألا تسأل ، وألا تُجادل من أجل العلم! (14اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ، 15لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَداً للهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيلٍ مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ.) فيليبى 2: 14-15

انظر من يتكلم!! وهل يجهل الكاتب ان الاسلام يحث الناس على عدم السؤال؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ (المائدة 101) بغرار ذلك, فان الايمان المسيحي يحث الناس على فحص كل شيء: تسالونيكي الاول ( 1 تس 5: 21 امتحنوا كل شيء.تمسكوا بالحسن). ويحثنا الايمان المسيحي على تفتيش وقراءة الكتب واضحا لفحص ان كانت الامور هي بالفعل هكذا, (يو 5: 39 فتشوا الكتب لانكم تظنون ان لكم فيها حياة ابدية.وهي التي تشهد لي.) ويخبرنا سفر الاعمال, عن ماهية حياة المؤمنين الجدد انهم كانوا يفحصون كل شيء يسمعونه: (اع 17: 11 وكان هؤلاء اشرف من الذين في تسالونيكي فقبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب كل يوم هل هذه الامور هكذا). اما عن الاية المذكورة, فهي لا تعني عدم الفحص, وعدم السؤال, انما تتكلم عن طاعة المؤمنين لله ولمن وكلهم الله على قيادة المؤمنين. ان من يعرف المسيح بالحقيقة, يعلم ان حياته على الارض ستكون ضيقة, ومليئة بالصعاب وقد تتعارض مع كل مشتهى البشر الفجار الذين يسرعون الى الهلاك والذين يرفضون الحق ويريدون ان يهلكوا كل من يدعو بحق المسيح, فيحثهم الرسول بولس على اطاعة كلمة الله من القلب, وليس من الجسد, مع الدمدمة والمجادلة كاننا في ذواتنا لا نريد اطاعة الله بالابتعاد عن الخطايا, والسلوك في النور, فان كل تعامل, مع الله, مع العالم, ومع بعضنا البعض يجب ان يكون بالحرية ومن القلب, طاعة الله هي نعمة للمؤمنين وليست فرضا عرضة للدمدمة, ليس الكلام عن الايمان بالسيد المسيح. الكلام هو للمؤمنين بالسيد المسيح الذين لا يعملون بالايمان.

وهناك الكثير من أقوال علماء الكتاب المقدس الذين يرفضون بولس وتعاليمه تماماً ، بل رفضها التلاميذ وأتباع عيسى عليه السلام ، بل إنهم رفضوا بولس وتعاليمه ضمن الكتاب المقدس ، لأن أحسن وأقدم المخطوطات اليدوية - تبعا لرأيهم . لا تحتوى على رسائل بولس، وأن أستشهد هنا بأقوال علماء الكتاب المقدس.
ان كان من يقتبسه كاتب هذه الرسالة, هو بنفس روح الكاتب, فلا عتب عما يقولوه من ضلال وخداع للامم.
الأمر الذى جعل علماء الكتاب المقدس يُطلقون على هذه الديانة البوليسية ( نسبة لمؤلفها بولس): فقد لاحظ بولينجبروك Bolingbroke (1678 - 1751) وجود ديانتين في العهد الجديد : ديانة عيسى عليه السلام وديانة بولس.

بولينجبروك ادعى ايضا ان الانسان لا يمكنه الوصول لله بتاتا, ولا حاجة للصلاة لله لانه لن يسمعنا ولا يوجد وسيلة اتصال بيننا وبينه. ادعى ايضا ان الانسان لا يستطيع ان يعرف ان كان هنالك حياة ما بعد الموت ام لا. فكيف يكون هذا الانسان (عالم الكتاب المقدس على ما اسماه الكاتب) مصدر لاي تعليم كان, لا في المسيحية ولا في الاسلام ولا في اي ديانة كانت.

ويؤكد براون Braun - بروفسور علم اللاهوت - أن بولس قد تجاهل العنصر الإجتماعي في كتاباته تماماً، لذلك نراه قد تجاهل حب الإنسان لأخيه، وقد أرجع إليه إنتشار الرباط الواهن بين الكنيسة والدولة ، والذى أدى إلى قول كارل ماركس: إن الدين المسيحي أفيونة الشعوب (الجريدة اليومية لمدينة زيوريخ Tagesanzeiger إصدار 18/2/72 صفحة 58).
واضح ان براون, ومن يتبعه, لم يقرأ رسالة افسس, ولا سمع ببولس وتعاليم بولس. اقرأ افسس, الاصحاح الخامس حتى نهاية السفر.
أما غاندي Gandhi فيرى أن بولس قد شوه تعاليم عيسى عليه السلام (إرجع إلى كتاب Offene Tore إصدار عام 1960 صفحة 189).
غاندي لم يقل ان بولس شوه تعاليم المسيح, بل قال انه يود المسيح, وليس من يتبع المسيح. غاندي حقد على اتباع المسيح, عندما كان في جنوب افريقيا, كان يحب تعاليم المسيح, وكان قد درس الانجيل, واراد ان يتبع المسيح, فذهب الى كنيسة, وهناك التقى بشيخ الكنيسة الذي قال له "هذا المكان ليس للكفرة", فقال غاندي "انا هنا للعبادة", فامره شيخ الكنيسة بالخروج من الكنيسة واتهامه له بالكافر. فحقد غاندي على اتباع المسيح. ففسر بعض الحاقدين على المسيحية ان ما فعله الشيخ هو من ايحاء تعاليم بولس, ولكن لا يوجد اي تعاليم من هذا النوع في رسائل بولس, وكان كل ما علمه بولس مطابقا لتعاليم السيد المسيح! وما فعله هذا الشيخ مرفوض تماما من قبل تعليم الكتاب المقدس, ومرفوض تماما من كل المسيحيين.
أما رجل الدين والفلسفة المربى باول هيبرلين Paul H?berlin والتي ترتفع كل يوم قيمته العلمية، فلم يتردد في تعريف الديانة البولسية بأنها قوة الشر نفسها . فقد كتب مثلاً في كتابه الإنجيل واللاهوت "Das Evangelium und die Theologie" صفحات 57 -67 ما يلي:
" إن تعاليم بولس الشريرة المارقة عن المسيحية لتزداد سوءً بربطها موت المسيح [عيسى عليه السلام] فداءً برحمة الله التي إقتضت فعل ذلك مع البشرية الخاطئة. فكم يعرف الإنجيل نفسه عن ذلك!
مع اني اشك في ان هيبرلين قال ذلك بهذه الكلمات, لكن على كل حال, ربط موت المسيح بالفداء من دينونة الخطايا ليس من تعليم بولس. هذا من تعليم الانجيل نفسه:
لوقا 1: 68, 77 مبارك الرب اله اسرائيل لانه افتقد وصنع فداء لشعبه... لتعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم
يوحنا 3: 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.
يوحنا 11: 50 ولا تفكرون انه خير لنا ان يموت انسان واحد عن الشعب ولا تهلك الامة كلها.
يوحنا 11: 51 ولم يقل هذا من نفسه بل اذ كان رئيسا للكهنة في تلك السنة تنبأ ان يسوع مزمع ان يموت عن الامّة.
يوحنا 18: 14 وكان قيافا هو الذي اشار على اليهود انه خير ان يموت انسان واحد عن الشعب
ايضا في العهد القديم, يشرح الرب الطريقة الوحيدة للفداء, وهي ان يضع الاله نفسه (متخذا صورة العبد) ليموت فدية عن كل الشعب, في اشعياء 53, كل الاصحاح.

أما الكاتب الكاثوليكي ألفونس روزنبرج Alfons Rosenberg مؤلف في علم النفس واللاهوت - فقد تناول في كتابه (تجربة المسيحية Experiment Christentum" إصدار عام 1969) موضوع بولــس وأفرد له فصــلاً بعنوان "من يقذف بولس إلى خارج الكتاب المقدس؟ " وقد قال فيه : "وهكذا أصبحت مسيحية بولس أساس عقيدة الكنيسة، وبهذا أصبح من المستحيل تخيل صورة عيسى [عليه السلام] بمفرده داخل الفكر الكنسي إلا عن طريق هذا الوسيط.
لا يهمنا ما يدعيه اي كاتب, ان كان مسيحيا, لاهوتيا, عالما, فان بولس لم يضع نفسه وسيطا, ولو لم يكتب بولس اي رسالة, ولا كان له وجود لكان الايمان المسيحي ما زال كما هو ولم يتغير البتة:
بولس يكرر قول المسيح انه (اي المسيح) هو الطريق الوحيد (كما قال المسيح) : 1 تي 2: 5 لانه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الانسان يسوع المسيح.
لا ادري لماذا يحاول المسلمون اخراج بولس من الدائرة, فهل لانه شرح ما معنى السيد المسيح بالذئاب الخاطفة والانبياء الكذبة؟
غل 1: 8 ولكن ان بشرناكم نحن او ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن اناثيما.
هل تزعجهم هذه الآيات التي تحث المسيحيين على عدم تصديق اي رسالة معارضة لرسالة الانجيل اي الخلاص بيسوع المسيح؟ الا يعلمون ان المسيح بذاته تنبأ عن انه سيأتي بعده انبياء كذبة؟
مت 24: 11 ويقوم انبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين.
مت 24: 24 لانه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو امكن المختارين ايضا.
مت 7: 15 احترزوا من الانبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة.

وأذكر أخيراً اعتراف بولس نفسه بعدم صلب عيسى عليه السلام وانقاذ الله له ، واستجابته لدعائه ، ولا أعرف فى الحقيقة كيف اعترف بولس بعدم صلب عيسى عليه السلام. هل كانت زلة لسان؟ أم اضطرَ أن يعترف بها فى موقف ما؟ أم لم ينالها ما أصاب غيرها من التحريف؟ فقد قال بولس: (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ) عبرانيين 5: 7

العل بولس عنده انفصام في الشخصية؟ يعلم في كل مكان عن صلب المسيح وقيامته ومن ثم ينكر ذلك؟ الم يسرد الكاتب لهذه الرسالة ايات من عظة بطرس (وليس بولس) امام كل الامم؟ ماذا اقول وكاتبنا العزيز لم يتعلم فهم المقروء بعد. لم يطلب السيد المسيح ان لا يقع في الموت, بل ان يخلص من بقاء الموت, اي ان يقوم من الموت, حيث قهر الموت بالموت, ولم يكن للموت عليه سلطان, حيث كل الذين ماتوا حتى هذه اللحظة, لم يقوموا, واما السيد المسيح, فهو وحده واول الراقدين وخالصين من الموت.

كلمة اخيرة:
عزيزي القارئ, السيد المسيح هو الوحيد الذي كان بامكانه ان يموت عنك وعن باقي البشر, لا يستطيع احد ان يموت عنك, لان كل الناس اخطأوا, وحسب قول الله, فان الخطية تجلب موت. والخاطئ يجب ان يموت, لانك اخطأت ضد الله العظيم, السلطان, الحق الازلي والابدي, فماذا تتوقع ان يكون عقابك, ايرتضي الله في صلاتك؟ الذي يعمل مخالفة سير, فهو مخطئ في حق القانون وهو يعتبر خارج عن القانون, ان كانت مخالفة سير, او ان كانت عملية قتل, فانت خارج عن القانون. الخطية تخرجك عن العلاقة مع الله. السيد المسيح قال: "انا هو الطريق والحق والحياة, ليس احد يأتي الى الآب الا بي". اليك فرصة لنوال الخلاص, وللحصول على الحياة الابدية. يقول الكتاب المقدس: "لانه هكذا احب الله العالم (بما فيهم البوذيون, المسلمين, وكل الناس, وانت ايضا) حتى بذل ابنه الوحيد (اي قدمه للموت والفداء) كي لا يهلك (يذهب الى الجحيم) كل من يؤمن به (يؤمن بفدائه وانه هو الطريق) بل ينال الحياة الابدية". الله يحبك, ويقدم له الفداء, ما عليك الاّ ان تسلم حياتك لهذا الفداء, وتقبل انه بالحق مات من اجلك.
هو دفع حسابك, ان ترفض ان تقبل دفع الحساب, ستدفعه انت, لكن للاسف, ليس معك لتدفع الحساب. وان بقيت تعارض وتحارب المسيح, سيقابلك المسيح, وستعلم في النهاية انه هو الحق. بولس عارض السيد, وكان من اشد واصعب المحرضين ضده. لكن السيد المسيح ظهر له, واعمى اعينه, وحذره من اضطهاد المسيحيين, فما كان من بولس الى ان تكشف امامه حقيقة ان مان كان يتكلم به المسيحيين هو بالحق كلام الله, وان بالحق المسيح مات وقام من الاموات.
اقرأ الكتاب المقدس بنفسك, واقرأ العهد الجديد, ودع الله يرشدك في معرفة ما هو الحق في هذه الدنيا المعوجة, وتأكد انك ان كنت قد طلبت الحق من كل قلبك, فلن يتركك الله تقع. فلن يضرك الكتاب المقدس. بل ستجد به الحق الذي نتكلم عنه. وليباركك الرب, وتعرف الحق الازلي والابدي.