ثانيا : قانونية كتاب الراعى هرماس :

للتوضيح فقط كلمة قانونية الكتاب الفلانى تعنى هل يعتبره النصارى وحيا إلهيا أم لا ؟
فمثلا حين أقول :
إنجيل يوحنا هو كتاب قانونى
معناها أن النصارى يؤمنون أنه وحى إلهى
و حين أقول :
إنجيل الناصريين ليس قانونيا
معناها أن النصارى لا ينظرون إليه باعتبارهوحى إلهى
و حين أقول :
سفر أخنوخ قانونى عند الكنيسة الحبشية و غير قانونى عند باقى الكنائس
معناها أن الكنيسة الحبشية فقط هى من تنظر لسفر أخنوخ باعتباره وحى إلهى أما باقى الكنائس فلا تنظر إليه باعتباره وحيا

المهم نعود للكتاب الراعى هرماس لنثبت من المراجع المسيحية أنه كان قانونيا فى بعض الأوساط المسيحية ...

نقرأ من

مصادر طقوس الكنيسة: الديداخي (تعاليم الرسل), دار نوبار - صــ57.

تحت عنوان الراعي هرماس:[هو الأوسع انتشاراً مما وصل إلينا من كتب الآباء الرسوليين، والكتاب ينتمي في مادته إلى أسلوب الرؤيا، وقد احتل مكانة مرموقة في القرون الأولى المسيحية، وارتقى عند بعض الآباء أمثال إيرينيئوس وترتليانوس وكلميندس الإسكندرى وأوريجانوس إلى مستوى كرامة الأسفار الإلهية.]




نقرأ من مراجع مسيحية أخرى :

إن الكتاب الذي عنوانه الراعي يظهر بمظهر عمل كاتب يُدعى هرماس، هو أخو البابا بيوس ( 140-155 ) حظِيَ المؤلف بتقدير عظيم في الشرق حتى أنه وُضع أحيانا في عداد الأسفار المقدسة
[1]

وقد لاقى الكتاب نجاحاً كبيراً ورواجاً منقطع النظير بحيث أن ايريناوس وترتليانوس واقليمندس الاسكندري واوريجينوس كانوا يضعونه في مستوى الكتب المقدسة. وفي أوائل القرن الرابع ذكر اوسابيوس ان " الراعي " يتلى في بعض الكنائس ويستخدم في تعليم الموعوظين او طالبي العماد
[2]

إن راعي هرماس من المؤلفات غير القانونية التي كانت لها مكانة مرموقة في القرون المسيحية الأولى، وقد ترجم سريعاً من اليونانية إلى اللاتينية في القرن الثاني. لا بل عده البعض من الكتب القانونية. فإيريناوس واكليمنضس الإسكندري امتدحاه وعداه سفراً مقدساً. كذلك أوريجانس عده ملهماً مع علمه أن البعض ما كانوا ليقدروه. وترتليانُس إذ كان كاثوليكياً صنف الراعي بين الأسفار المقدسة، لكنه عندما اعتنق المونتانية رفضه بشدة وتزمت على أنه " كتاب زنى وسيد الزناة ". أما قانون موراتوري فينصح بقراءته لكن ليس علناً في الكنيسة بل على انفراد
[3]

فقد كتب القديس إيرينيئوس أسقف ليون " دفاع ضد الغنوسية ) بين عام 180-189م ، وأقر فيه بوجود رسائل : بطرس الأولى ويوحنا الأولى والثانية والثالثة، كما اعترف بقانونية سفر رؤيا يوحنا وكتاب الراعي لهرماس
[4]


1- أدلبيرت همان ، دليل إلى قراءة آباء الكنيسة، طبعة أولى ( بيروت : دار المشرق،2002، صفحة 12 )

2-المطران كيرلس بسترس، تاريخ الفكر المسيحي عند آباء الكنيسة ،طبعة أولى (بيروت : المكتبة البوليسية، 2001 ، صفحة 78 )

3- تعريب جورج نصور ، أقدم النصوص المسيحية ، (بيروت : رابطة الدراسات اللاهوتية ، الكسليك ، 1975 ، صفحة 80 )

4-دير القديس أنبا مقار، فكرة عامة عن الكتاب المقدس، طبعة أولى(القاهرة : دار مجلة مرقس ، 2003 ، صفحة 72 )