طلب منى بعض الاخوه الرد على بعض ( الكتب ) ورغم انه يؤسفنى ان اسميها كتبا ، الا انى لا استطيع ان اتأخر على طلب اخوتى

" عصمة التوراة والانجيل "
اسكندر جديد

رغم هزالة هذا الكتاب وضعف محتواه امام اى نقد الا ان ادعائات مؤلفه و ضلالاته تشكل اساس دفاع النصارى عن الكتاب المقدس أمام طوفان من ادلة تحريفه، ولا ارى سببا واضحا لهذا التمسك بهذا الكتاب سوى انهم لا يملكون بالفعل ردودا حقيقيه فيتشبثون بقشه او اوهى من قشه

سنرى ما لديهم وننافشه بالعقل نقطه نقطه

يبدأ كتابه بالتمهيد فيقول
"، بلّغ الله اليهود بواسطة موسى وصية، هذا نصها: لَا تَزِيدُوا عَلَى الكَلَامِ الذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلَا تُنَقِّصُوا مِنْهُ، لِتَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِل هِكُمُ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا ـ تثنية 4: 2 ـ ,
وتكررت هذه الوصية في السفر نفسه، حيث يقول: كُلُّ الكَلَامِ الذِي أُوصِيكُمْ بِهِ احْرِصُوا لِتَعْمَلُوهُ. لَا تَزِدْ عَلَيْهِ وَلَا تُنَقِّصْ مِنْهُ ـ تثنية 12: 32 ـ ,
وبعد ذلك بعدة قرون، كتب سليمان الحكيم هذه الشهادة مسوقاً من الروح القدس: كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ اللّهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ. لَا تَزِدْ عَلَى كَلِمَاتِهِ لِئَلَّا يُوَبِّخَكَ فَتُكَذَّبَ ـ أمثال 30: 5-6 ـ ,
وفي ختام الأسفار المقدسة، نقرأ هذا التحذير الشديد: لِأَنِّي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هذا الكِتَابِ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هذا يَزِيدُ اللّهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ المَكْتُوبَةَ فِي هذا الكِتَابِ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هذهِ النُّبُوَّةِ يَحْذِفُ اللّهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الحَيَاةِ، وَمِنَ المَدِينَةِ المُقَدَّسَةِ، وَمِنَ المَكْتُوبِ فِي هذا الكِتَابِ ـ رؤيا 22: 18 و19 ـ ,"

باختصار ان الله حذر اليهود على لسان موسى من ان يغيروا كلام الله سواء بالزياده او بالنقصان

حسنا فلنناقش هذه النقطه
هل فى أمر الله لبنى اسرائيل بعدم تغيير وصايا الله ، دليل على انها يستحيل ان تغير
لا بالطبع
لقد امر الله بنى اسرائيل بوصايا كثيره للغايه
فلننظر بعضها
" لا يكن لك آلهة أخرى امامى لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما مما فى السماء من فوق وما فى الارض من تحت وما فى الماء من تحت الارض " خروج 20 : 3 – 4
فهل يعنى هذا الامر انهم لم يعبدوا غيره
وانهم لم يصنعوا تماثيل او صور
وانهم لم يعبدوها
ابدا
التوراه مليئه بالامثله حول ارتداد بنى اسرائيل لعبادة البعل وغيرها من الهة الوثنين

واقاموا التماثيل لها فوق المرتفعات وقدموا لها الذبائح

اذن فأمامنا مثال واضح لامر صريح للغايه من الله ، وقام بنوا اسرائيل بعصيانه بصوره صريحه للغايه
اذن فلماذا يستنكر النصارى قولنا انهم عصوا الله و حرفوا وصاياه فى الكتاب ، رغم انه امرهم بعدم التغيير

بل ان امر الله لهم بعدم تغيير الوصايا ( عدم تحريفها ) لهو اكبر دليل على ان هذا التحريف ممكن بل انه سيقع

كيف هذا ؟
تعال نتصور الامر ببساطه
لو ان الامر مستحيل ، فلماذا ينهاهم الله عنه ؟
اليس هذا عبثا وتضييعا للوقت ؟ !!
بمعنى لو ان البشر لا يمكنهم تحريف كلام الله ، فلماذا يحذرهم الله من تحريف الكلام ؟؟ فهم اصلا لن يتمكنوا منه ابدا
اى انه نهى عن شىء مستحيل
كمن يقول لطفل صغير ، لا تصنع قنبله نوويه
فمن يسمعه سيقول انه مجنون وابله
لان الطفل لن يستطيع ابدا صنع قنبله نوويه
فقول النصارى انه من المستحيل تحريف الكتاب ويستندون لهذه الفقرات ، يعنى انهم يرمون ربهم بالكلام الفارغ المجنون والعبث

والله منزه عن العبث

اذن فنهى الله لبنى اسرائيل عن التحريف لهو اكبر دليل ان هذا التحريف ممكن ، بل نراه وضع عقابا لمن يفعل هذا ، الا يدل هذا على ان التحريف سيقع ولهذا سيقع العقاب ، لانه لا يعقل ان يضع الله عقابا على شىء لن يحدث ابدا ، ولا كان جاهلا بما سيحدث وهو ما يستحيل فى حق الله

بل ان الاسوأ انه استشهد بعدد من سفر الرؤيا يقول "يَحْذِفُ اللّهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الحَيَاةِ "
واتحداه ان يقول اسم مخطوطه يونانيه واحده تحوى هذا النص ( سفر الحياه )
فهذا النص من اختراع ارازموس ولا وجود يونانى له قبل القرن السادس عشر ( عصر الطباعه )
واذا نظرنا فى المخطوطات اليونانيه فلن نجد جمله سفر الحياه ابدا
سنجد بدلا منها ( شجرة الحياه )
والفارق كبير بين كلمة سفر وكلمة شجره

نعود لكتاب الرجل مره اخرى
"فهل بعد هذه النواهي والتحذيرات الصارمة، يتجرأ مؤمن بالله وكتبه ورسله، على تحريف كلام الله، فيحذف الله نصيبه من كل البركات الروحية، التي أعدها الله لأتقيائه, ويسقط من وعود الله التي قطعها للبشر بالخلاص والحياة الأبدية؟ "
سبحان الله
هل قال احد ان من حرف الكتاب هو مؤمن بالله وكتبه ورسله ؟
هل رايتم السفه

نعود لباقى كلامه
" أما غير المؤمنين، فلا سبيل لهم إلى تحريف الأسفار الإلهية، إذ يتعذر عليهم جمع الألوف من نسخها المنتشرة في رحاب الدنيا ليعبثوا بها ويزوِّروها,"
هذا نموذج حى للكذب الصريح والتدليس
اية الوف يتحدث عنها هذا الشخص فى عصر موسى ويشوع او عصر القضاه او حتى عصر داوود
فى تلك العصور لا وجود لالوف النسخ ، فان ادعى ان هناك الوفا فليعطنا الادله على هذا ، ونحن لدينا ادله من كتابه على ان الكتاب ضاع (واكتشفوه بالصدفه كما ادعى حلقيا الكاهن ليوشيا الملك )
"وعند إخراجهم الفضة المدخلة الى بيت الرب وجد حلقيا الكاهن سفر شريعة الرب بيد موسى " اخبار الايام الثانى 34 : 14
وكان بيت الرب هذا مغارة لا اول لها من اخر حتى يضيع فيها سفر شريعة الرب
اذا كان كهنة اليهود أضاعوا سفر شريعة الرب بيد موسى وفشلوا فى العثور ، واكتشفوه بالصدفه وعندما قرأوا ما فيه " فلما سمع الملك كلام الشريعه مزق ثيابه " فمن الواضح انه لم يسمع شيئا من هذا السفر ابدا لانه ضاع قبله بزمن طويل ، فكان كلام سفر الشريعه ( المزعوم ) مفاجأة له
فكيف يدعى وجود الاف النسخ هذا الكذاب الافاق ، اين كانت هذه الالاف اذن ان لم يكن الملك التقى يوشيا لم يسمع بشىء من كلام الشريعه قبل هذه الحادثه ( المشبوهه )

فان وجدت نسخه او اثنين كان هذا اكثر من رائع
وسنوضح كذب هذا الامر بوضوح اكبر فى داخل الكتاب

ناهيك عن ان هذا يقتضى ان تكون هذه النسخ اصلا متطابقه ، وما امامنا نسخ لا يتطابق منها اثنان

وانا اتحداه تحديا صريحا علنيا
ان يعطينا اسم مخطوطتين للكتاب المقدس تحوياه كاملا وتكونان متطابقتين ، مخطوطتان فقط لا غير لا نريد اكثر

لكنه لن يجد ولن يستطيع ابدا
لانه لا توجد مخطوطتان متطابقتان ابدا
ولانه ببساطه شديده كذاب كذاب كذاب

وعودة لكتابه
"وإنه لمن نكد الدنيا أن يقوم أناس في الأيام الأخيرة ويتَّهموا رسل المسيح الأطهار بتحريف الإنجيل الذي ائتمنوا عليه، مما يشكل طعناً ليس بالأسفار المقدسة فقط، بل أيضاً يعرض بقرآن المسلمين، لأن القرآن شهد للرسل المغبوطين بالنزاهة والأمانة, وقد لقبهم بالحواريين أنصار الله ـ سورة آل عمران 3: 52 ـ ,"

فى الحقيقه ان نكد الدنيا ان نرى اناسا على شاكلة هذا الكذاب
فالمسكين يتألم لان الاتهام الذى طال مؤلفى الانجيل بتحريف رساله المسيح اصبح يعرض بقران المسلمين

احب ان اطمئنه ، فهذا الاتهام لا يعرض بالقران على الاطلاق فلا داعى لتألمه وحزنه من اجلنا

نعم يا سيدى اسعد ، فالقران يقول ان الانجيل نزل على عيسى بن مريم ، ولم يقل ابدا انه نزل على متى او مرقس او لوقا او يوحنا ، والقران يقول ان الحواريين هم مؤمنون بالله الواحد وان عيسى هو نبى الله وعبده ورسوله

فاى اتهام لاى من هؤلاء بالتحريف او لغيرهم بتغيير وصايا الله ، لا يعرض بقران المسلمين ، ولا بمفهومه عن الانجيل ولا عن الحواريين

لان هؤلاء الذين يتألم لاتهامهم يخالفون القران ويقولون بصلب المسيح ابن الله فداء لخطايا الناس وبالتالى لا يضمهم ضمن المؤمنين فى القران ، وان هذا قول الكافرين فقط

فلينم قرير العين اذن ، فهذا الاتهام يعرض به وبتاريخ مؤلفى كتابه فقط ولا يعرض بالقران
فلم يتهم احد ابدا المؤمنين الموحدين وانما اتهموا المثلثين فقط بانهم حرفوا رسالة المسيح التوحيديه

وبهذا انتهت مقدمه الكتاب وتمهيده

ننتقل بعد ذلك الى ادلته التى يصفها بالكثيره على سلامة الكتاب من التحريف

( هذا هو الجزء الاول يتبع باذن الله )