يتكلم الكتاب المقدس فى عهده القديم عن الاله الذى يؤمن به بنو اسرائيل ويعبدوه ويعتقدون أنه هو الاله الحق أنه رب السماوات والارض وانه الموحى بالكتب الى الانبياء وما فيها من تعاليم ووصايا , وحتى نعلم من هو الاله الحق المقصود فى كتب اليهود والذى يؤمن به النصارى فى كتابهم المقدس والمسمى العهد القديم نستشهد بلقول المنسوب للمسيح فى العهد الجديد عندما قال فى انجيل متى الاصحاح 11 : فِي ذلِكَ الْوَقْتِ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ.
نجد من هذه الفقرة أن يسوع يقر ويعترف أن الآب هو رب السماء والارض وحده وليس الثالوث المكون من الآب والابن والروح القدس , وفى فقرة أخر من الكلمات المنسوبه الى المسيح فى العهد الجديد فى انجيل يوحنا 8 : 54 أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئًا. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي، الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلهُكُمْ،
فى هذه الفقرة يخاطب المسيح اليهود ليخبرهم أن من يشهد له هو الآب الذى يؤمن اليهود أنه الههم , أى أن ايمان اليهود وما ورد فى كتابهم عن صفات الله الحق الذى اوحى بالكتب وارسل الانبياء كان المقصود بهذا الاله الحق هو الآب وليس الثالوث (الآب والابن والروح القدس)
كما نجد أن المسيح فى كلامه عن الآب يصفه بأنه الاله الحق ويقر أن الاب هو الهه كما انه اله جميع الناس
يوحنا 20 : 17 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ:إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ».
مرقس 12 : 29 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.
يوحنا 17 : 1 تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ، قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضًا،
2 إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ.
3 وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.
يذكر المسيح فى هذه الفقرات ان الاله الحقيقى وحده هو الاب وان الاب هو الله الهه مثله فى ذلك مثل سائر البشر . بل وعندما يأمر المسيح بالعباده ويطلب السجود الحقيقى الذى هو سجود العباده يطلبه للآب وحده كما فى انجيل يوحنا 4 : 23 وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ.
24 اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».
ويزيد على ذلك فهم التلاميذ والرسل وما ورد فى رسائلهم عن اقرارهم بالالوهية للآب وحده كما نرى :
كورنثوس الاولى 8 : 6 لكن لنا إله واحد: الآب الذي منه جميع الأشياء، ونحن له. ورب واحد: يسوع المسيح، الذي به جميع الأشياء، ونحن به
إلى تيموثاوس الابن الحبيب : نعمة ورحمة وسلام من الله الآب والمسيح يسوع ربنا (2تي 1 : 2)
ولكن هل كون الآب هو الاله الحقيقى والذى يؤمن به اليهود انه الاله الحقيقى وحده كما يقول المسيح فى الاناجيل يمنع أن يكون المسيح والروح القدس ايضا الهه , وهل هذا يمنع ان يكون الاب والابن والروح القدس واحد كما يؤمن النصارى ؟؟
*يذكر كتاب النصارى المقدس فى العهد القديم مقوله فى غاية الوضوح تقول : فى سفر الشعياء الاصححاح 46 : 9
9 اذكروا الأوليات منذ القديم، لأني أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلي
وفى العهد الجديد فى انجيل مرقس الاصحاح 12 عندما ذكر المسيح أول الوصايا بقوله
29 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.
كان تعقيب الكاتب الذى يخاطبه المسيح بقوله :
32 فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: «جَيِّدًا يَا مُعَلِّمُ. بِالْحَقِّ قُلْتَ، لأَنَّهُ اللهُ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ.
فرد يسوع :
34 فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ أَنَّهُ أَجَابَ بِعَقْل، قَالَ لَهُ: «لَسْتَ بَعِيدًا عَنْ مَلَكُوتِ اللهِ». وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ بَعْدَ ذلِكَ أَنْ يَسْأَلَهُ!
من هاذين النصين من العهد القديم والعهد الجديد علمنا ان الله واحد وليس آخر سواه , كما علمنا من النصوص السابقه ان المقصود بالله الحقيقى وحده هو الآب الذى آمن اليهود انه الههم وذكر المسيح أن الله الآب هو رب السماء والارض وهو الاله الحقيقى وحده وأنه كما قال فى النجيل يوحنا (أبى وأبيكم وألهى وألهكم)
ولكن أيضا هل من الممكن أن يكون الابن والروح القدس آلهه بكونهم كما يؤمن النصارى أن (الاب والابن والروح القدس اله واحد) ؟
بالرجوع أيضا الى نصوص كتاب النصارى المقدس نتعلم الاتى :
يقول المسيح فى انجيل يوحنا 5 : 31 «إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقًّا.
32 الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌ.
اذا يقول المسيح أن الذى يشهد له هو آخر , فمن هو ذلك الاخر الذى يشهد للمسيح ؟ كما يقول المسيح ايضا فى نفس الاصحاح
37 وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ، وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ
فهذا اعتراف وإقرار من المسيح أن الله الآب هو بالنسبه للمسيح آخر !!!
وفى ترجمة الحياة والاخبار السارة : انجيل يوحنا الاصحاح الخامس
31 لَوْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي، لَكَانَتْ شَهَادَتِي غَيْرَ صَادِقَةٍ،
32 وَلكِنْ غَيْرِي يُؤَدِّي الشَّهَادَةَ لِي، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ لِي هِيَ حَقٌّ.
يقول المسيح أن غيرى يؤدى الشهادة لى والمقصود بغيرى هو الاب , أى أن الاب والابن (المسيح) ليسوا واحد بل الاب بالنسبه للابن هو آخر .
وأما عن الروح القدس فيقول انجيل يوحنا الاصحاح 14 :
15 «إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ،
16 وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ،
17 رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ.
18 لاَ أَتْرُكُكُمْ يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُمْ.
ويؤمن النصارى ان هذه النبوءه من المسيح تتكلم عن الروح القدس الذى يقصده فى كلامه بالمعزى الاخر الذى يرسله الاب , بعد صعود المسيح (المعزى الاول) وبالتالى من هذه الفقرة نعلم أن الابن (المسيح) بالنسبه للروح القدس هو آخر وليس واحد .
ويتكلم المسيح عن الروح القدس (المعزى الاخر) فى انجيل يوحنا 16 : 13 وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ.
فيذكر من صفات المعزى الاخر أنه لا يتكلم من نفسه , أى أن المعزى روح الحق الذى يرسله الاب يتكلم بما يسمع من الاب ولا يتكلم من نفسه , أى أن الروح القدس ليس هو الاب نفسه بل الروح القدس بالنسبه للاب هو آخر .
كما ورد الكثير على لسان المسيح الذى نفهم منه الاختلاف فى الذات والصفات بينه وبين الاب نذكر منها قول المسيح فى انجيل يوحنا 14 : 28 سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ: أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ، لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.
يذكر المسيح أن أبى أعظم منى وهذا يدل على الاختلاف وعدم الوحدانيه او المساواة
انجيل يوحنا 5 : 30 أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُمَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.
يذكر المسيح أن المسيح لا يفعل مشيئته بل مشيئة الذى ارسله (الاب) واختلاف المشيئه والاراده يعنى اختلاف الذات
كما قول المسيح أنا لا أقدر لا تصح فى جنب الله لأن الله كامل وكُلى القدرة واختلاف القدرة هنا يعنى ايضا اختلاف الذات وعدم المساواة .
وفى كلامه عن معرفة الساعه والعلم بموعد القيامه قال فى انجيل مرقس 13 :
32 «وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ.
ينفى المسيح عن نفسه وعن غيره العلم بموعد القيامه ويثبتها لله الاب فقط , واختلاف العلم يعنى اختلاف الذات وعدم المساواة .
يقول الكتاب فى رسالة يوحنا الثانيه 9كل من تعدى ولم يثبت في تعليم المسيح فليس له الله . ومن يثبت في تعليم المسيح فهذا له الآب والابن جميعا (2يو 1 : 9
فقوله الاب والابن (جميعا) يعنى انهم ليسوا واحد .
ويقول المسيح فى انجيل متى 12 : 31 لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ، وَأَمَّا التَّجْدِيفُ عَلَى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ.
32 وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لاَ فِي هذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.
يذكر المسيح أن من يجدف أو يقول كلمة على ابن الانسان (المسيح) يغفر له ولكن من يجدف أو يقول كلمة على الروح القدس لا يغفر له وهذا يدل على عدم المساواة وعدم الوحدانيه .
يقول الكتاب فى اعمال الرسل :
ونحن شهود له بهذه الأمور ، والروح القدس أيضا ، الذي أعطاه الله للذين يطيعونه (اع 5 : 32)
والله العارف القلوب ، شهد لهم معطيا لهم الروح القدس كما لنا أيضا (اع 15 : 8)
أن الله هو الذى اعطى الروح القدس للمؤمنين , أى أن الروح القدس ليس هو الله (الاب) وأن هذا دليل على الاختلاف فى الذات وعدم المساواة بين الروح القدس والله (الاب) .
الامثله والادله من الكتاب المقدس كثيرة التى نستطيع أن نثبت منها عدم المساواة وعدم الوحدانيه بين الاب والابن والروح القدس ونثبت منها أن كل من الاب والابن والروح القدس بالنسبه لغيره هو آخر وليس واحد كما يؤمن النصارى . وإذا اصر النصارى على الوهية الابن والروح القدس فلابد من الاعتراف بأنهم يعبدون ثلاثة الهه وليس اله واحد .
الخلاصه :
اثبتنا أن الله واحد وليس آخر , واثبتنا ان الله الحق هو الاب , وأثبتنا أن الآب والابن والروح القدس ليسوا واحد وأن كل منهم هو آخر بالنسبة لغيرة , فلا يقى الا ان نشهد بما علمنا أن لا اله الا الله (الاب) وأن المسيح رسول الله الى الناس , وأن الروح القدس هو رسول الله الى الانبياء والمرسلين .
وعلى ما تقدم , نشهد أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله