سنرى الآن إن شاء الله أغناطيوس و هو يتكلم بحماسة و قوة و شدة لدحض الهرطقة القائلة أن المسيح هو الله الكائن على الكل
و لو قرأنا الكلام لوجدناه نفس ما نقوله حاليا للنصارى فى المناظرات لنثبت لهم أن المسيح ليس هو الله من كتبهم !!!!

نقرأ معا من نفس الرابط
http://www.newadvent.org/fathers/0114.htm
من الرسالة إلى الفلبينيين
Epistle to the Philippians

من الإصحاح السابع
نقرأ التالى :

And how, again, does Christ not at all appear to you to be of the Virgin, but to be God over all, and the Almighty? Say, then, who sent Him? Who was Lord over Him? And whose will did He obey? And what laws did He fulfil, since He was subject neither to the will nor power of any one

الترجمة :

و أيضا كيف لا يظهر المسيح لكم مولودا من العذراء و لكن يظهر لكم على أنه الله الكائن على الكل القوى الجبار ؟ قولوا إذا من أرسله ؟ من كان ربه و سيده ؟ لمشيئة من كان مطيعا ؟ أى قوانين أتمها إن لم يكن خاضعا لمشيئة أو قوة أى أحد ؟

و تجدر الإشارة إلى أنه فى الفقرة السابقة لتلك الفقرة كان أغناطيوس يقيم الحجج لإثبات ألوهية المسيح و يقول فى الإصحاح السادس :

And how can He be but God, who raises up the dead

الترجمة :
و كيف يكون إلا إلها و هو يحيي الموتى ؟

و يسرد بعدها أغناطيوس باقى معجزات المسيح مثل شفاء الأبرص و تكثير الطعام و شفاء الأعمى و تحويل الماء إلى خمر كما فى إنجيل يوحنا

و طبعا استدلال أغناطيوس هنا استدلال هزيل فالمسيح أكد على أنه فعل المعجزات بقوة الله و أنه ليس له قوة من نفسه كما أن أنبياء العهد القديم مثل إيليا و حزقيال أحيوا الموتى دون أن يكونوا آلهة

لكن من الواضح أن أغناطيوس يؤمن بأن المسيح إله و ابن الله و صلب وقام و لكنه يعتبر القول بأن المسيح هو الله الكائن على الكل هرطقة و كان يحاول دحضها فى كتباته بإقامة الحجة على بطلانها من النصوص الإنجيلية و كان يقر بأن المسيح خاضع لله و أن الله هو رب المسيح و سيده

و طبعا من الواضح أن إيمان أغناطيوس مختلف عن الإيمان المسيحي الحالى القائم على أن المسيح هو الله الكائن على الكل القوى و الجبار

أى أن ما اعتبره أغناطيوس - أقدم أساقفة الكنيسة -هرطقة أصبح هو الإيمان المسيحي الحالى !!!!!!!
و أصبح إيمان أغناطيوس بالنسبة للكنيسة حاليا هرطقة !!!
و أصبح المسيحيون يظهرون بعض تعاليم أغناطيوس و يخفون بعضها فرارا من حقيقة تطور إيمانهم و تغيره عبر العصور !
سبحان الله و لا حول و لا قوة إلا بالله العلى العظيم !