.
يقول أندروس أن ما جاء بسورة الأنعام بالآية 153 ( أن هذا صرطي) قرأها أخرين (هذا صراط ربكم) وغيرهم (هذا صراط ربك) بحذف (إن) . ولعل هذه الآية وأمثالها هي التي حملت عثمان على توحيد قراءة القرآن .
للرد : المعلوم هو انه قرأ الأعمش: «وهذا صراطي». وفي مصحف عبد الله: «هذا صراط ربكم». وفي مصحف أبيّ: «وهذا صراط ربك» .
وقلنا مراراً وتكراراً بأن القرآن نزل على الحبيب المصطفى :salla-icon: ولم ينزل على ابن مسعود أو أبيّ ... لذلك عندما نريد أن نأخذ القرآن فنأخذ من رسول الله وليس من أتباعه مثلما يحدث في المسيحية فالمر أصبح سمك لبن تمرهندي دون حجة أو مصدر سماوي .
واما ما حدث في عهد عثمان بن عفان :radia-icon: ما هو إلا أنه نسخ من النسخة التي جُمعت في عهد أبو بكر الصديق :radia-icon: وطلب من كل صحابي يمتلك مصحف خاص به أن يأتي به لتتوحد الأمة على قراءة القرآن من نسخة رسول الله :salla-icon: وليس من مصاحف تحتوي على تفسيرات وأحاديث قدسية . وسنتحدث لاحقاً في هذا الأمر .
حدثني محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن أبان : أن رجل قال لابن مسعود : ما الصراط المستقيم ؟ قال : تركنا محمد صلى الله عليه وسلم في أدناه ، وطرفه في الجنة ، وعن يمينه جواد وعن يساره جواد وثم رجال يدعون من مر بهم . فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار، ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة .
"ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله " ، قيل : " سبيله " = الإسلام ، و صراطه = الإسلام . ولا تركب المسلمين منهجاً غيره ، ولا يبغوا ديناً خلافه ، من اليهودية والنصراينة والمجوسية وعبادة الأوثان ، وغير ذلك من الملل ، فإنها بدع وضلالات ، " فتفرق بكم عن سبيله "
لذلك قال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (البينة/6)
فمن هم الذين كفروا من أهل الكتاب : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ..(المائدة72) فنجد من خلال هذه الاية أن الله تعالى لم يق ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح عيسى ..... بل قال المسيح ابن مريم ) وذلك ليبطل ما نسبوه للمسيح أنه يسوع وإنكارهم لأسم عيسى .
إذن ما جاء عن الأعمش بقوله : «وهذا صراطي». وما جاء بمصحف عبد الله: «هذا صراط ربكم». وفي مصحف أبيّ: «وهذا صراط ربك» .... فهذا لا يغير مما جاء بالقرآن من عهد الرسول :salla-icon: إلى وقتنا هذا لأن القرآن واحد ولو تعددت مصاحف الصحابة لأننا نؤمن بسيدنا محمد :salla-icon: رسول الله وما انزل عليه ونتبعه لقول الحق سبحانه :
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (الأنعام153)
يتبع :-
.
المفضلات