

-
واليك اخي الغالى موضوع اخر للاستزاده وكان هذا سؤالا لاحد الاخوه
الرد على شبهات حول القراءات القرءانية بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
لقد كنت في حوار مع احد الملحدين وهو من الذين خرجوا فجأة من الاسلام بصراحة لم اكن اتوقع منه ان يفعل ذلك وهو بصراحة يخصني وعندما سالته لماذا قال لي لان الاسلام مثله مثل غيره وطرح بعض الشبهات على الفراءات القرءانية وارجو منكم مساعدتي للرد عليه عسى ان يعود للحق قال لي ان في القراءات اختلاف في الاحكام واستدل بذلك
((فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين))( ) حيث قرئ (( وأرجلكم)) بالنصب عطفاً على ((وجوهكم)) وهى تقتضى غسل الأرجل ، لعطفها على مغسول وهى الوجوه. وقرئ ((وأرجِلكم)) بالجر عطفاً على ((رءوسكم)) وهذه القراءة تقتضى مسح الأرجل ، لعطفها على ممسوح وهو الرءوس.
واستدل ايضا بشبهة اخرى وقال لي
في قراءة حفص :
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد
وفي قراءة ورش حذفت كلمة بكاملها
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله الغني الحميد فهناك اختلاف في كلمة هو
وقال لي اليست القراءات ماخوذة من مصحف واحد فلماذا هذا الاختلاف
وهل نسخ عثمان المصاحف على حرف واحد ونسخ واحد فلماذا يبقى هناك اختلاف
ارجو توضيح هذه المسالة حتى اجيبه عسى ان يعود للحق
وهذا هو الرد ان شااء الله تعالى
ليس فيما نقلت من شبهة ولا إشكال ، إنما هي أوهام وافتآتات تشكلت في ذهن هذا الملحد بسبب ضحالته الفكرية وشح ثقافته الإسلامية ، ولا ننسى أيضا العقل المغلق والقلب المنكوس الأسود الذي لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه .
فقوله :
اقتباس:
((فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين))( ) حيث قرئ (( وأرجلكم)) بالنصب عطفاً على ((وجوهكم)) وهى تقتضى غسل الأرجل ، لعطفها على مغسول وهى الوجوه. وقرئ ((وأرجِلكم)) بالجر عطفاً على ((رءوسكم)) وهذه القراءة تقتضى مسح الأرجل ، لعطفها على ممسوح وهو الرءوس.
فهذا من اختلاف التنوع ، وهو معروف عند من قرأ القراءات ، والأمثلة عليه كثيرة في القران الكريم ، وقد ذكر الزرقاني في المناهل بعضا منها ثم عقب على أهميتها وفوائدها فقال :
(ان تنوع القراءات يقوم مقام تعدد الآيات ، وذلك ضرب من ضروب البلاغة ، يبتدىء من جمال هذا الإيجاز وينتهي إلى كمال الإعجاز
أضف إلى ذلك ما في تنوع القراءات من البراهين الساطعة والأدلة القاطعة على أن القرآن كلام الله ، وعلى صدق من جاء به وهو رسول الله ، فإن هذه الاختلافات في القراءة على كثرتها لا تؤدي إلى تناقض في المقروء وتضاد ، ولا إلى تهافت وتخاذل، بل القرآن كله على تنوع قراءاته يصدق بعضه بعضا ويبين بعضه بعضا ويشهد بعضه لبعض على نمط واحد في علو الأسلوب والتعبير وهدف واحد من سمو الهداية والتعليم،
وذلك من غير شك يفيد تعدد الإعجاز بتعدد القراءات والحروف )
فهذا الاختلاف ليس من باب التناقض كما يفهم من يعوزهم الفهم ، بل هو من باب التوسيع والتنوع الذي لا شك بفائدته الكبيرة التي تعود على الأمة بالتيسير والرحمة .
وإليك قول بعض أهل العلم عن هاتين القراءتين :
قال ابن جرير الطبري :
(قال أبو جعفر: والصواب من القول عندنا في ذلك، أن الله عزّ ذكره أمر بعموم مسح الرجلين بالماء في الوضوء.
كما أمر بعموم مسح الوجه بالتراب في التيمم ، وإذا فعل ذلك بهما المتوضئ، كان مستحقًّا اسم"ماسحٍ غاسلٍ".
لأن"غسلهما" إمرار الماء عليهما أو إصابتهما بالماء.
و"مسحهما"، إمرار اليد أو ما قام مقام اليد عليهما.
فإذا فعل ذلك بهما فاعل فهو"غاسل ماسح" ) .
وأورد الزمخشري – وهو إمام في اللغة - في ذلك نكتة بلاغية فقال :
(قلت : الأرجل من بين الأعضاء الثلاثة المغسولة تغسل بصب الماء عليها، فكانت مظنة للإسراف المذموم المنهي عنه ، فعطفت على الثالث الممسوح لا لتمسح ، ولكن لينبه على وجوب الاقتصاد في صب الماء عليها ) .
أما قوله :
اقتباس:
في قراءة حفص :
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد
وفي قراءة ورش حذفت كلمة بكاملها
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله الغني الحميد فهناك اختلاف في كلمة هو
نعم هي قراءة متواترة ولكنها ليست لورش ، إنما هي لنافع وابن عامر وهما من القراء السبعة المشهورين .
وقد ذكر هذه القراءة الإمام الشاطبي في منظومته الشهيرة بقوله :
وآتاكمُ فاقصر حفيظاً وقل هو الـ ............ غنيُّ هو احذِف عَمَّ وَصْلاً مُوَصَّلاً
ومعروف لمن له دراية بهذه المنظومة أن الإمام يرمز بكملة "عم" لنافع وابن عامر .
اقتباس:
وقال لي اليست القراءات ماخوذة من مصحف واحد فلماذا هذا الاختلاف
وهل نسخ عثمان المصاحف على حرف واحد ونسخ واحد فلماذا يبقى هناك اختلاف
ارجو توضيح هذه المسالة حتى اجيبه عسى ان يعود للحق
صحيح أن العلماء قد اشترطوا لقبول القراءة موافقتها للرسم تقديرا أو تحقيقا ، ولكن هذه القاعدة لا تخلو من استثناءات ، وكلها متواترة مقبولة عند العلماء المحققين قاطبة ، منها على سبيل المثال لا الحصر :
(وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ ) وقرأ نافع وابن عامر وجعفر (وَأَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ )
(وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ) وقرأ ابن كثير (وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي من تَحْتِهَا الأَنْهَارُ)
(وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ) وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر ( يَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ)
والسبب في عدم رسم مازاد على الرسم العثماني ، أنه لا يتصور وجود الكلمة وعدمها في الرسم لأن الآية تقرأ تارة بحذف هذه الكلمة وتارة بوجودها فيكف يجمع بينهما في الرسم .
ويزول الإشكال كل الإشكال أخي عندما تعلم أن الأصل في قبول القراءة أن تكون مما تلقي عن النبي
بالتواتر وهو كما تعلم يوجب العلم القطعي عقلا وليس كما يتخيل بعض الجهلة ممن لم يقفوا على حقيقة هذا العلم ومنهم المستشرق " جولد تسيهر "
فزعموا أن مرجع نشأة القراءات القرآنية إلى خصوصية الخط العربي الذي يقدم من هيكلية الكلمة مقادير صوتية مختلفة .
فهذا الكلام من الضعف بمكان ، لأنه لو قبل في القراءة ما وافق الرسم من غير توقيف على التلقي ، لوجب أن يكون عدد القراءات أضعاف ما هي عليه الآن .
وحسبنا دليلا على ذلك ما ذكر من القراءات المنكرة التي ردها العلماء مع موافقتها للرسم منها :
(وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ) فقرئ ( تستكثرون ).
كذلك (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ) فقرئ ( أباه ) وكلاهما منكرتان .
وفقنا الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه .
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة muthana في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 23-09-2011, 01:56 AM
-
بواسطة kane the mask في المنتدى شبهات حول العقيدة الإسلامية
مشاركات: 11
آخر مشاركة: 15-06-2011, 05:15 PM
-
بواسطة محمدي في المنتدى شبهات حول العقيدة الإسلامية
مشاركات: 18
آخر مشاركة: 19-11-2009, 05:58 PM
-
بواسطة سبحانك ماخلقت هذا باطلا ! في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 30-04-2009, 07:30 PM
-
بواسطة عماد حمدى في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 19-02-2007, 12:07 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات