بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدون مقدمات تعريفية بالبرنامج او بضيوفه ، سنستأذن الأخ رشيد ، وسنحل عليه ضيفاً في برنامجه " سؤال جريء " منضمين للقمص زكريا بطرس ، وللدكتور رأفت عماري .... في حلقات برنامج سؤال جريء


وسنبدأ مع الحلقة الاولى من الجزء الاول من موضوع " هل القرآن الكريم وحي " .

بسم الله وعلى بركة الله ولنسمع كلام الاستاذ رشيد

____________________________________



اقتباس
جناب القمص أول سؤال موجه لك..
القمص زكريا بطرس: مرحبتين.
الأخ رشيد: المعروف عنك و المتداول في الوسط الإسلامي أنك تكن عداءا كبيرا للإسلام و المسلمين. و لا شغل و لا هم لك إلا مهاجمة الإسلام، فما ردك على مثل هذه الأقوال؟
القمص زكريا بطرس: إحنا بنسمع الكلام دا كثير و شيء مش جديد علي. و في الواقع أنا أكن لكل مسلم محبة فائقة جدا. على قدر ما أنا ضد التعاليم الخاطئة أينما كانت، و لكن حبي للإنسان لا يقدر، لأنه انعكاس لمحبة الله في قلبي. لكن اهتمامي بالأسئلة أو الحاجات الإسلامية إلي بأتهم من أجلها بأن في عداء للإسلام.. بحب أقول : في حاجة اسمها حوار الأديان بين الأديان و لا لأ؟ و هل هذا يعتبر اتهام؟
الأخ رشيد: لكن هم يقولون أن بحثك في بعض المساءل و تجاهل أخرى هو عداء للإسلام.
القمص زكريا بطرس: تمام.. في حاجة اسمها مقارنة أديان في المعاهد الدينية و لا لأ؟
الأخ رشيد: موجودة..
القمص زكريا بطرس: ليه ما بيعتبرش هو تهجم على الأديان؟
الأخ رشيد: سؤال وجيه.
وبداية القصيدة من القمص زكريا بطرس كذب كالمعتاد

فللقمص زكريا بطرس تاريخ طويل عريض مع الشتيمة وقلة الأدب ، واحيانا الأفعال المنافية للآداب كما ورد في الوثيقة الكنيسة الصادرة عن كنيسة سيدني باستراليا .



ولو كان يجوز وضع عرض بعض من تطاولات وتجاوزات القمص زكريا بطرس ليعرف الجميع هل يتحدث القمص زكريا بطرس بالصدق حينما يتقمص دور الحمل الوديع مع إدعاء الأدب واحترام الغير ، ام انه يكذب ويتجمل ويرقع مواقفة المخزية من الناحية الأخلاقية .

ونكتفي في هذا الصدد بعرض مقطع صغير يقوم فيه القمص زكريا بطرس بفاصلة ردح نسوي يستعف اي انسان مهذب ومحترم ان يقول بمثلها ، فضلا عن كونه رجل مع تحريك اصبعه الأوسط بطريقة قذرة لا تفعل الا في لغة حوار قمة في الانحطاط مما يعكس مستوى ثقافي واخلاقي وفكري منعدم للقمص الذي يدعي الاحترام



http://www.dailymotion.com/video/xg9...neswan_animals

ويقول رشيد ايضاً مقولة في غاية الغرابة وهي

اقتباس
الأخ رشيد: لكن هم يقولون أن بحثك في بعض المساءل و تجاهل أخرى هو عداء للإسلام.
ولم يخبرنا رشيد من هم الذين يقولون ان سؤال المسلمين عن بعض أمور دينهم في إطار الأدب واحترام الآخر هو عداء للإسلام ؟

فهل سنقول شيء آخر أبلغ من كلام رسولنا صلى الله عليه وسلم حينما كان يأتي إليه السائلين من غير المسلمين ليسألوه عن الدين :

عن عبد الله بن سلام قال لما أردت ان أسلم أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت اني سائلك فقال سل عما بدا لك قال قلت ما أول ما يأكل أهل الجنة فذكر الحديث. [1ٍ]

فالسؤال المحترم دون تجريح لا نعتبره عداء ، اما اذا كان يعتبر الإخ رشيد حلقاته مع زكريا بطرس وغيره هي من باب العداء ، فهو يعرف اذا نفسه جيداًَ ويعرف ان ما يقدمه في حلقاته لا يدخل ابداً تحت بند السؤال بأدب واحترام الغير دون تجريح او اهانة .

ثم يستطرد القمص زكريا بطرس بقوله :

اقتباس
في النهار ده في الإسلام في سورة التوبة آية: 29. بيقول إيه؟ : " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و اليوم الآخر، و لا يحرمون ما حرم الله و رسوله و لا يدينون دين الحق – دين الحق إلي هو الإسلام – من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون" أي أذلاء. خلاص طيب أنا النهار ده لنا عايز أعيش ذليل، و لا أنا عايز أقتل طيب فاضل علي إننا إيه؟ : أعتنق الإسلام.." قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله" طيب بس أنا عندي تساؤلات عن الإسلام، جاوبوني علشان خاطر لو طلع صح التساؤلات دي رد عليها ردود سليمة.. حلو ما انتهينا. لكن لو ما ردش علي أو على أسئلتي يبقى في علامة استفهام كبيرة. هذه هي تساؤلاتي.. إنت بتعرض علي الإسلام و إلا تقتلني، بقول لك طيب فهمني الإسلام من فضلك فهمني الإسلام. عندي السؤال الفلاني و السؤال الفلاني.. أسئلة صعبة؟ آه ما دي فرصتك إنك إنت تشرح لي.
قلت : وهذا تلبيس متعمد من القمص زكريا بطرس ليوهم القاريء بشيء الا وهو ان الاسلام يقر مبدأ معين وهو أما الاسلام وإما السيف ، مستدلا بقوله تعالى :

قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) التوبة

وهذه الآية في حد ذاتها حجة تنفى إدعاء القمص من الأساس ، اذ انه لو كان الاسلام يقرر بأنه اما ان تسلم واما ان تقتل ، فمتى ومن من ستؤخذ الجزية ؟

فالإسلام قد أعلن موقفه من هذا الأمر بكل وضوح وبكل صراحة ، أنه لا إجبار لأحد على دخوله الإسلام ، فقد قال الله سبحانه وتعالى :

لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) البقرة

وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) يونس

و المعنى :
أي ليس إليك مشيئة إلا كراه والجبر في الإيمان إنما ذلك إليّ. [2ٍ]

ثم ان الجزية لا تفرض إلا على الرجل البالغ الحر المحارب ، واعفى منها النساء والاطفال والعبيد والشيوخ ، فيقول الامام القرطبي رحمه الله :

وهذا إجماع من العلماء على أن الجزية إنما توضع على جماجم الرجال الأحرار البالغين ، وهم الذين يقاتلون دون النساء والذرية والعبيد والمجانين المغلوبين على عقولهم والشيخ الفاني. واختلف في الرهبان . [3]

وليعلم القمص ايضاً ان ليس الغرض من دفع الجزية هو اذلال من تؤخذ منه ،بل المراد منها هو إلتزام قوانين وأحكام الاسلام في ذلك:

قال الشيخ الشعراوي :
ولماذا يعطونها عن صَغار؟ لأن الحق عز وجل أراد للإسلام أن يكون جهة العلو، وقد صنع فيهم الإسلام أكثر من جميل، فلم يقتلهم ولم يرغمهم على الدخول إلى الإسلام؛ لذلك فعليهم أن يتعاملوا مع المسلمين بلا كبرياء ولا غطرسة، وأن يخضعوا لأحكام الإسلام، وأن يكونوا موالين للمسلمين، لا ناقضين الأيدي، وأن يؤدوا الجزية يداً بيد، وأما العاجز وغير القادر فيعفى من دفع الجزية. [4]

وقال الزحلي رحمه الله

والصغار كما تقدم وذكر بعض الفقهاء كالشافعية وابن القيم: هو التزام الأحكام، وليس الإذلال والإهانة . [5]

ثم ان ايضاً فهم زكريا بطرس لآية التوبة فهم مغلوط ، فليس الأمر باباً مفتوحاً هكذا دوت تقييد ، بل ان القتال المنصوص عليه مشروط وله قيود وليس على سبيل الإطلاق

قال الزحلي :

وكما أن قتال المشركين واجب إذا حاربوا المسلمين، كما تقدم بيانه عن ابن العربي ، كذلك قتال أهل الكتاب عند وجود مقتضيات القتال، كالاعتداء على المسلمين أو بلادهم أو أعراضهم أو فتنتهم عن دينهم أو تهديد أمنهم وسلامتهم، كما حصل من الروم، فكان ذلك سببا لغزوة تبوك، أو حسبما يرى الإمام من المصلحة الحربية معتمدا على التحركات المشبوهة، والاستعدادات الحربية، والحشود العسكرية على حدود دار الإسلام. [6]

لذا فكلامه حول اما الاسلام واما القتل فهو خرافة خرقاء منه ، وقوله :

اقتباس
" هذه هي تساؤلاتي.. إنت بتعرض علي الإسلام و إلا تقتلني "
ما هو إلا إفتراء شنيع ، فهذا ليس من الإسلام في شيء ، فقدر أني دعوتك للإسلام ولم تقتنع يا جناب القمص ، فهل هذا يسوغ قتلك ؟

كيف والقرآن اصلاً قد وضع تصوراً تاماً لهذا الموقف ، ووضع التصرفات والحلول وليت كان القمص قد قرأها ووعاها كي يريحنا من هذه الإفتراءات ، فيقول الله تعالى :

وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ (6) التوبة

فالقرآن يقول ما هو يجب التصرف به في هذه الأمور ، أن أبلغك دعوتي ، وأقيم عليك الحجة ، ثم يعطى لك الأمان ولا يمس منك شعرة واحدة سواء آمنت ام لم تؤمن.

فهذا هو الإسلام يا جناب القمص .

ويكمل الأستاذ رشيد

اقتباس
بعدما مضى على زواج محمد من خديجة حوالي عشرين سنة وقبل بلوغه الأربعين، كان يترك زوجته وأبناءه و بيته بمكة متجها إلى غار حراء قاطعا مسافة تقارب الأربع كيلومترات، هذا الغار يقع فيأعلى الجبل على علو 630 مترا، وهو عبارة عن فجوة صغيرة طولها أربعة أذرع وعرضها حوالي ذراع ونصف بالكاد تتسع لأربعة أشخاص، هذه المسافة تستغرق ثلاث ساعات أو أكثر مشيا على الأقدام، كان يختلي في هذا الغار لوحده الليالي ذوات العدد ، ولم يكن يعود لبيته ولا لزوجته وأولاده إلا ليأخذ أكلا وزادا ثم يعود للغار من جديد.
جد محمد عبد المطلب كان يختلي بهذا الغار أيضا، وآخرون من أبناء قبيلته سبق وفعلوا نفس الشيء أيضا، حيث اجتمع أربعة أشخاص ذات يوم فيما بينهم واتفقوا على أن يهجروا أصنام قريش ويعبدوا الله وحده وهم: ورقة بن نوفل، وهو ابن عم خديجة ، وعبيد الله بن جحش وهو ابن عمة محمد، وعثمان بن الحويرث وهو ابن عم خديجة أيضا ، وزيد بن عمرو بن نفيل، ثلاثة من بين هؤلاء الأربعة تنصروا والرابع بقي من غير دين.
قلت : والاستاذ رشيد هنا هو الآخر يلبس على المستمع بكذبة جديدة ، فيحاول ان يقول ان جد حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو وورقة بن نوفل وعبيد الله بن جحش وعثمان بن حويرث وزيد بن عمرو بن نفيل قد حنثوا في الغار هم الآخرين قبل الرسول صلى الله عليه وسلم ، اذ ان ربط بين ذكرهم وبين ذكر ما قيل عن جد المصطفى صلى الله عليه وسلم وتحنثه بالغار ، وهذا لبس للحق بالباطل ، وتلاعب بالألفاظ والمشاهد أيضاً .

فقبل ان نتكلم عن هؤلاء الثلاثة نتكلم اولا عن مسألة تحنث عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم بالغار .

فهذا الأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن تقليداً أو محاكاة لأي شخص اياً كان ، بل انه ما جرت عليه العادة ، من الزهد والتعبد لله عز وجل ، واعتزال الناس من دون الله والبعد عن المدينة وما فيها من بعض المعاصي والشرور ، مما لا يتوافرإلا في الخلاء ، وكان حراء هكذا ؛ فلا حرج ان يتوجه إليه احد لعمل هذا الأمر علماً بأن هذا الأمر موجود عند النصارى نفسهم وهو الاعتكاف ، كأن يذهب أحد الرهبان في احد المناطق النائية البعيدة عما قد تشوبه المدنية من تشويش على الاجواء الروحانية ، ومما يساعد على التفرغ للعبادة والتحنث بنفس صافية .

لذا فهذا ما كان يفعله جد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن بعده المصطفى حتى اتاه الوحي ، ولما لا فعبد المطلب شريف قريش من سليل شريفها ، واستحقاره لما كان يجده في حياة الجاهلية من امور بغضية ومآثم ، ولم يكن يحرمها دين فهي تسوء الشخص نفسه ، ولما لا فهو شريف سيد في قومه .

حتى ان اهل مكة قد قدموه لابرهه على هذا الأساس ، وهو ما قد لاحظه ابرهة نفسه .

فيقول ابن هشام :

وبعث أبرهة حناطة الحميري إلى مكة ، وقال له ‏‏‏:‏‏‏ سل عن سيد أهل هذا البلد وشريفها ، ثم قال له ‏‏‏:‏‏‏ إن الملك يقول لك ‏‏‏:‏‏‏ إني لم آت لحربكم، إنما جئت لهدم هذا البيت ، فإن لم تعرضوا دونه بحرب ، فلا حاجة لي بدمائكم ، فإن هو لم يرد حربي فأتني به ‏‏‏.‏‏‏
فلما دخل حناطة مكة ، سأل عن سيد قريش وشريفها ، فقيل له ‏‏‏:‏‏‏ عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ؛ فجاءه فقال له ما أمره به أبرهة ؛ فقال له عبدالمطلب ‏‏‏:‏‏‏ والله ما نريد حربه ، وما لنا بذلك من طاقة ، هذا بيت الله الحرام ، وبيت خليله إبراهيم عليه السلام - أو كما قال - فإنْ يمنعه منه فهو بيته وحرمه ، وإن يخل بينه وبينه ، فوالله ما عندنا دفع عنه ؛ فقال له حناطة ‏‏‏:‏‏‏ فانطلق معي إليه ، فإنه قد أمرني أن آتيه بك ‏‏‏.‏‏‏.... وكان عبدالمطلب أوسم الناس وأجملهم وأعظمهم ، فلما رآه أبرهة أجله وأعظمه وأكرمه عن أن يجلسه تحته ، وكره أن تراه الحبشة يجلس معه على سرير ملكه ، فنزل أبرهة عن سريره ، فجلس على بساطه ، وأجلسه معه عليه إلى جنبه . [7]

اما محاولة رشيد ربط هذا الأمر بورقة بن نوفل وعبيد الله بن حجش وعثمان بن الحويرث ، فهو كذب منه ، ولم يذكر في كتب السير والتاريخ ان هؤلاء الاشخاص كانوا يتعبدون في غراء حراء وكانوا يختلون به .

كذلك تصويره ان هؤلاء الاشخاص قد اجتمعوا مع بعضهم البعض على طريقة المجامع المسيحية واصدروا قرارهم باعتزال الاوثان والرجوع لدين سيدنا ابراهيم صلى الله عليه وسلم لهو من قبيل التدليس ، والكذب على الروايات التاريخية التي لم تقول هذا .

فما يحكيه التاريخ عنهم انهم كانوا من الحنفاء ، والحنفاء هؤلاء قوم كانوا في الجاهلية ، لم يكونوا يدينوا بدين المشركين من عبادة الاوثان او اليهود او النصارى ، بل كانوا على دين سيدنا ابراهيم صلى الله عليه وسلم ، من عبادة الله الواحد ، وعدم الاكل مما ذبح للاوثان والسجود له والي اخر كل هذه الاشياء من امور الجاهلية .

وهؤلاء الاشخاص قد عاصروا بعضهم البعض ، وكان كل منهم يمضي في هذا الطريق – الحنيفية – ولم يأتي ذلك الامر منهم نتيجة انهم قرروا ذلك بعد اجتماع كما يكذب الاخ رشيد على الواقعة التاريخية التي تقول ان ما تم عليه الاتفاق بينهم فقط هو في كتمان امرهم وعدم نشره وبيانه على الملأ ، وليس لتقرير اننا نبتعد ونتعزل عبادة الاوثان ، كما ان الامر لم يقتصر عليهم فقط ، فقد كان ايضا في هذا اليوم اميمة بنت عبد المطلب والسيدة زينب بنت حجش زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فروى الإمام بن كثير في تاريخه :

وقال يونس بن بكير عن محمد بن اسحاق وقد كان نفر من قريش زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى وعثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى وعبدالله بن جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن برة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسعد بن أسد بن خزيمة وأمه أميمة بنت عبدالمطلب وأخته زينب بنت جحش التي تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مولاه زيد بن حارثة كما سيأتي بيانه حضروا قريشا عند وثن لهم كانوا يذبحون عنده لعيد من أعيادهم فلما اجتمعوا خلا بعض أولئك النفر إلى بعض وقالوا تصادقوا وليكتم بعضكم على بعض فقال قائلهم تعلمن والله ما قومكم على شيء لقد أخطؤا دين إبراهيم وخالفوه ما وثن يعبد لا يضر ولا ينفع فابتغوا لأنفسكم فخرجوا يطلبون ويسيرون في الأرض يلتمسون أهل كتاب من اليهود والنصارى والملل كلها الحنيفية دين إبراهيم فأما ورقة بن نوفل فتنصر واستحكم في النصرانية وابتغى الكتب من أهلها حتى علم علما كثيرا من أهل الكتاب ولم يكن فيهم أعدل أمرا وأعدل ثباتا من زيد بن عمرو بن نفيل اعتزل الأوثان وفارق الأديان من اليهود والنصارى والملل كلها إلا دين الحنيفية دين إبراهيم يوحد الله ويخلع من دونه ولا يأكل ذبائح قومه فإذا هم بالفراق لما هم فيه . [8]

والجدير بالذكر ان الرواية تقول عن عمرو بن زيد انه بقى على دين الحنيفية يوحد الله ويخلع من دونه ولا يأكل ذبائح قومه ، في حين ان الاخ رشيد مصمم على ان يكذب ويقول عنه انه :

اقتباس
بقي من غير دين
فإن لم تستح فأفعل ما شئت !

يتابع الأستاذ رشيد حديثه قائلاً :

اقتباس
سنة 610 للميلاد وذات ليلة من ليالي اختلاء محمد وفي أواخر شهر رمضان الذي كان شهرا مقدسا عند العرب قبل الإسلام أيضا، قال محمد بأن كائنا ما قد أتاه هناك وقال له : إقرأ، فرد محمد ما أنا بقارئ، فأخذه هذا الكائن وضمه بشدة وقوة حتى كاد أن يخنقه ثم أرسله وتكرر الأمر ثلاث مرات، حينها قال الكائن: " اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم" انطلق محمد من غاره يجري ودخل فجأة على زوجته خديجة مذعورا ويرتعد صائحا "زملوني زملوني" أو "دثروني دثروني".. ومعناهما معا "غطوني غطوني" كان محمد في قمة الخوف، استفسرته خديجة عن الخبر، فأخبرها القصة كاملة كان غير متأكد مما رآه، هل شيط
ان أم ملاك؟ فقال لها بالحرف:"قَدْ خَشِيتُ على نَفْسِي" غير أن خديجة كان لها رأي آخر: قالت له "أبشر يا ابن عم واثبت فوالذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة" ثم أخذته خديجة إلى ابن عمها القس النصراني ورقة بن نوفل، فقال لها: "هذا الناموسُ الذي أُنزلَ على موسى".
وبداية حديث الاخ رشيد بها ما قد نسميه ترك لبعض الحقائق وعدم ذكرها ، او كما قد يسميها البعض تدليس .

فقد صور الاخ رشيد – هداه الله – الامر بلا مقدمات ، وبدء عهد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبوة بالإعتكاف في غار حراء حتى ان جاه الحق هناك .

وهذا غير صحيح ، ولست اعلم لماذا اغفل الاخ رشيد ذكر حقيقة مهمة جدا مع انها جاءت في نفس الحديث الذي يتكلم فيه الاستاذ رشيد .

فتقول الرواية عن ام المؤمنين السيدة عائشة عليها السلام :

أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْىِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلاَّ جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاَءُ، وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ ـ وَهُوَ التَّعَبُّدُ ـ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ، فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا، حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاء ..... [9]

والمعنى في قولها عليها السلام انها كان قبل بعثته يرى الرؤى في المنام ، فتصير بعدها حقيقة وتحقق كما رواها تماماً كفلق الصبح اي بيناً واضحاً صادقاً ومطابقاً تماماً لما رآه في المنام . [10]

وهذا من قبيل الارهاصات ودلائل النبوة التي مهدت للأمر ولاحت بالأفق بتباشير مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ، شأنها كشأن ما وقع من هذا القبيل قبل بعثته مثل سلام الحجر عليه .

عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن . [11]

فكانت هذه – وغيرها – من مقدمات النبوة والرسالة ، والتي كانت تدل على هذا ، ولم يذكره الاخ رشيد عمداً ، وصور الأمر على ان بدايته كانت التحنث في الغار، وكأنه يريد ان يقول ان الرسول قد قلد عمه مثلا وصعد لحراء للتحنث ، ولكن الامر راقه فقال انه نبي وانه يأتيه الوحي .

ولكن هيهات ، فليس الأمر هكذا ، وقد تم بيانه وبيان ما تم من بعض ارهاصات للنبوة قبل مجيء جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم في الغار ، أو حتى حياة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته المليئة بدلائل النبوة والآيات والبراهين الدالة على صدق ذلك .

ثم نأتي بعد ذلك للنقطة الثانية مما اشار اليه الاخ رشيد في قوله

اقتباس
ودخل فجأة على زوجته خديجة مذعورا ويرتعد صائحا "زملوني زملوني" أو "دثروني دثروني".. ومعناهما معا "غطوني غطوني" كان محمد في قمة الخوف، استفسرته خديجة عن الخبر، فأخبرها القصة كاملة كان غير متأكد مما رآه، هل شيطان أم ملاك؟ فقال لها بالحرف:"قَدْ خَشِيتُ على نَفْسِي"
والاستاذ رشيد يريد ان يصور أمر ما في شجاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويستخدم ويشدد بعض الالفاظ اثناء كلامه مثلا " مذعورا ويرتعد " و " في قمة الخوف " .

والاخ رشيد يلوي النصوص كما يشاء ليستخدمها كما يشاء ، فنراه يستخدم هذه الراواية ليشكك في شجاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ونراه في موضع آخر سيأتي تناوله يستخدمها ليقول ان الرسول لم يكن خوفه هذا الا بسبب عدم تيقنه مما ظهر له هل هو شيطان ام ملاك اذ يقول

اقتباس
كان محمد في قمة الخوف، استفسرته خديجة عن الخبر، فأخبرها القصة كاملة كان غير متأكد مما رآه، هل شيطان أم ملاك؟ فقال لها بالحرف:"قَدْ خَشِيتُ على نَفْسِي"
وعلى هذا المنوال دائماً لم يكف الاخ رشيد عن استخدام هذا الأسلوب ، وهو اسلوب التلون ، وتطويع الاشياء حيث يوجد المراد .

وهو ليس أسلوب باحث عن الحق في حقيقة الامر او عارض للحقائق كما يدعي الاخ رشيد هداه الله ، ولاننا نحن المسلمين لا يوجد عندنا شيء نجمله ، بل ان كل عملنا في مثل هذه الحالات هو دفع الحق بعرض حقائقنا لدمغ الباطل دمغاً ، فلسوف نذهب مع الاخ رشيد بعيداً ونناقشه في الاحتمالين الاثتين نفسهم سواء كان الكلام عن الخوف قدحاً في شجاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم – وهو ما سنتناوله الآن – أو ان كان الكلام بغرض الايهام ان المُلقّي الذي اتاه عليه السلام في الغار شيطان ام ملاك ، وهو ما سنعرض له في الجزء القادم.

فأما إن كان كلام رشيد يُرمىَ به للقدح في شجاعة سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالاستاذ رشيد يثبت بذلك انه لا قاريء ولا مطلع ولا عنده مثقال ذرة من علم او دراية بالرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم وسيرته والكتب التي حكت ذلك وصنفت في هذا الفرع .

فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان مضرب للمثل في الشجاعة وقوة البأس والثبات ورباطة الجأش ، وإن كنا كأشخاص نريد ان نضع شخص ما في محك ومعيار حقيقي لقياس شجاعته او نقيضها ، فلا يوجد معيار أوقع من احتماء وطيس الحروب ، وشدة عركها بمن فيها ، فهي تبرز وتبين هل الشخص المقصود حقاً لا يخشى مجابهة ومواجهة أحد ، ام لا، مما يستدل به على شجاعة هذا الشخص وأي مقياس تقاس عليه .

وسيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حافلة بمواقف كثيرة تبين هذا الأمر ، وتوضح كيف كان رسولنا كالطود العظيم ، ثابت ، لا يهاب احد عند اللقاء

عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ "يَا أَبَا عُمَارَةَ أَتَوَلَّيْتَ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَقَالَ أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يُوَلِّ وَلَكِنْ عَجِلَ سَرَعَانُ الْقَوْمِ فَرَشَقَتْهُمْ هَوَازِنُ ـ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِرَأْسِ بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ ـ يَقُولُ: أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِب" . [12]

عن على رضي الله عنه قال كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون منا أحد أدنى من القوم – العدو - منه. [13]

وفي رواية البراء رضي الله عنه :

كنا والله إذا احمر البأس نتقي به ، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به يعني النبي. [14]

وغير ذلك من المواقف الدالة على هذا :

فعَنْ أَنَسٍ قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَأَجْوَدَ النَّاسِ وَأَشْجَعَ النَّاسِ وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ فَاسْتَقْبَلَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَبَقَ النَّاسَ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ يَقُولُ: لَنْ تُرَاعُوا لَنْ تُرَاعُوا وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ فِي عُنُقِهِ سَيْفٌ فَقَالَ لَقَدْ وَجَدْتُهُ بَحْراً أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ" . [15ٍٍ]

عن علي قال : لقد رأيتني يوم بدرٍ ، ونحن نلوذ بالنبي عليه السلام ، وهو أقربنا إلى العدو ، وكان من أشد الناس يومئذٍ بأساً. [16]

وغير ذلك الكثير من الأحداث ما يعكس شجاعته صلى الله عليه وسلم ، وما منعنا من عرضها شيء إلا خشية الإطالة ، فهذه مجرد شذرات وقشور وأمواج من بحر لجي مليء بالأحداث والمواقف والأخبار مما يدحض كلام اي شخص لا يعرف عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا سيرته اي شيء ويشكك في شجاعته وهو أمر شهد له القاصي والداني .

ومما سبق قد رأينا قوة بأسه وشجاعته وانه كان لا يخشى شيء في أشد المواقف ، وهذا هو ما تكلمنا عنه من مقياس للإنسان الشجاع ، وإن كنا نحسب الشخص القوي هو الشديد البأس وقت الشدائد ، او الذي لا يخاف خصم مهما كانت قوته ، او الذي يتصدر أمر ما غير مكترث بما قد يعتريه من مفاجآت قد تكلفه حياته ، او إلى آخر كل هذا من ظروف ، فهذه الأمور كلها مما تعرفه النفس البشرية وتعرف عواقبها ، وبناءاً على ذلك يقدم الانسان على الدخول في أمر مثل هذا أو العزوف عنه ، ومن هنا يمكن ان نقيس اي مدى يتمتع به هذا الشخص من شجاعة .

وما تم عرضه لهم من احلك المواقف ، منها ما يمكن ان يجوز ان نوصفه بأنه امر حياة او موت ، ورأينا كيف تصرف فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم .

اما ان تكلمنا عن الأمور التي يكون بها طرف غير الطرف البشري وقد خرجت عن طور أمورنا الدنيوية المعروف عاقبتها والتي يمكن حساب واستقراء نتيجتها بسهولة ، وتحدثنا عن ما هو أكبر من ذلك وهي الروحانيات ، ومخلوقات غير بشرية من الأصل فهنا الحسابات مختلفة تماماً ، ويدخل هذا تحت نطاق غير المألوف وما لم تعهده النفس البشرية ، والذي يقابل بالتكذيب والرفض في معظم الاحيان عند بداية السماع – وهو ما قد حدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما كذب قومه إتيانه للوحي من السماء – فهذا لا يمكن لإنسان مهما كانت درجة شجاعته ان يثبت أمامها أو يكون على نفس الحالة التي يقابل فيها أمر من الأمور الصهاب في الدنيا ، وبالتالي فمن الوارد جدا جدا ، بل ومن الطبيعي ان يكون هناك خوف وريبة من الموقف ، ولا سيما ان كان الطرف الآخر هو أمين الوحي جبريل ، يأتي بالوحي على نبي آخر الزمان وأذن الخير التي تستقبل آخر إرسال السماء.

ولا عجب في هذا ، فقد حدث نفس ذلك الأمر مع تلاميذ إله المسيحية نفسهم ، حينما خرج إله المسيحية عن الطور الجسماني واثناء قيامته بعد الموت – بحسب رواية الأناجيل – ورؤية التلاميذ له قد ذعروا وارتعبوا من الخوف

الانجيل المنسوب للوقا الاصحاح 24
36 وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسْطِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!»
37 فَجَزِعُوا وَخَافُوا، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ نَظَرُوا رُوحًا.

فإن كان رد الفعل الطبيعي الذي ظهر على حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم قدحاً فيه – وهو ليس كذلك ولا يقوله الا جاهل او مرائي – فأنه قدح في التلاميذ قبل ان يكون قدحاً فيه صلى الله عليه وسلم .

وكذلك الحال مع أنبياء من العهد القديم كما تم تصويرهم فقد رعبوا وذعروا وخافوا وارتعدوا ، فقد جاء في العهد القديم عن شاول النبي حينما كان في مواجهة حربية هو وقومه حينما خرج إليهم فارس فلسطيمي ليتحداهم ، فما كان رد فعل شاول النبي وقومه الا ان :

سفر صموئيل الاول اصحاح 17
11 وَلَمَّا سَمِعَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ كَلاَمَ الْفِلِسْطِينِيِّ هذَا ارْتَاعُوا وَخَافُوا جِدًّا.

وكذلك النبي داود – بحسب رواية التوراة – قد خاف وهلع من انسان بشر وهو اخيش الملك حتى تظاهر امامه بالجنون واخذ يفعل افعال بهلوانية امامه وعلى ابواب عرشه ، واخذ يسيل لعابه على لحيته كالأطفال من رعبه حتى يظن الجميع انه مجنون :

سفر صموئيل الاول اصحاح 21
12 فَوَضَعَ دَاوُدُ هذَا الْكَلاَمَ فِي قَلْبِهِ وَخَافَ جِدًّا مِنْ أَخِيشَ مَلِكِ جَتَّ.
13 فَغَيَّرَ عَقْلَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ، وَتَظَاهَرَ بِالْجُنُونِ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، وَأَخَذَ يُخَرْبِشُ عَلَى مَصَارِيعِ الْبَابِ وَيُسِيلُ رِيقَهُ عَلَى لِحْيَتِهِ.
14 فَقَالَ أَخِيشُ لِعَبِيدِهِ: «هُوَذَا تَرَوْنَ الرَّجُلَ مَجْنُونًا، فَلِمَاذَا تَأْتُونَ بِهِ إِلَيَّ؟
15 أَلَعَلِّي مُحْتَاجٌ إِلَى مَجَانِينَ حَتَّى أَتَيْتُمْ بِهذَا لِيَتَجَنَّنَ عَلَيَّ؟ أَهذَا يَدْخُلُ بَيْتِي؟».

وكذلك يعقوب النبي الذي خاف جدا كما تقول التوراة :

سفر التكوين الاصحاح 32
7 فَخَافَ يَعْقُوبُ جِدًّا وَضَاقَ بِهِ الأَمْرُ، فَقَسَمَ الْقَوْمَ الَّذِينَ مَعَهُ وَالْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَالْجِمَالَ إِلَى جَيْشَيْنِ.

فكان بالحري على الأستاذ رشيد ان يدرس كتابه ويعرف الأنبياء الذين يؤمن بهم ، قبل ان يشكك في شيء ، او حتي يقوم بمجرد التلميح له .