((الوفاء لصاحب الجميل وعدم نسيانه))
ومن أخلاقه- صلى الله عليه وسلم في رد الجميل، وعدم نسيانه لصاحبه، حتى ولو بعد موته، قصته مع خديجة
رضي الله عنها والتي من شدة ذكره لجميلها، ومعروفها معه صلى الله عليه وسلم أصابت الغيرة عائشة رضي الله عنها فهاهي تحدثنا عن تفاصيل هذا الوفاء، فعند البخاري قالت عائشة رضي الله عنها : ما غرت على أحد من النساء ما غرت على خديجة رضي الله عنها، وما رأيتها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة، ثم يقطعها أعضاء ، ثم يبعثها في صدائق خديجة رضي الله عنها، فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا من امرأة إلاخديجة رضي الله عنها، فيقول: (إنها كانت وكانت ، وكان لي منها ولد)..
وقالت عائشة رضي الله عنها ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة رضي الله عنها وإني لم أدركها، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة فيقول: ( أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة رضي الله عنها قالت : فأغضبته يومآ، فقلت : خديجة! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إني قد رزقت حبها)
وفي البخاري عنها قالت: ما غرت على امرأة لرسول الله، كما غرت على خديجة رضي الله عنها لكثرة ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم إياها، وثنائه عليها، وقد أوحى الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن يبشرها ببيت لها في الجنة من قصب)
وقالت عائشة رضي الله عنها كما في الصحيحين: ( استأذنت هالة بتت خويلد-أخت خديجة- على رسول الله صلى الله عليه وسلم –فعرف استئذان خديجة فأرتاع لذلك، فقال: ( اللهم هالة ) ، قالت فغرت ، فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش، حمراء الشدقين، هلكت في الدهر؟ قد أبدلك الله خيرآ منها .
ولقد جاء عند الإمام أحمد تعليله - صلى الله عليه وسلم لكثرة هذا الذكر الذي يدل على كثرة المحبة.
فعن عائشة رضي الله عنها -: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله أولادها، وحرمني أولاد الناس)
فتلك لمسات وفائه صلى الله عليه وسلم ، وشذرات حبه وثنائه، وذكرها با لجميل ، وكل هذا مكافأة منه صلى الله عليه وسلم لتلك اللبيبة الكريمة، أول من أمن بالله من النساء، وأول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ‘وأول من رزق منها الأولاد، وأول من بشرها بالجنة من بين أزواجه، وأول من أقراها ربها السلام، وأول صديقة من المؤمنات، وأول زوجاته صلى الله عليه وسلم وفاة:
إنها سكن النبي صلى الله عليه وسلم التي آزرته، ووقفت بجواره ليبلغ دعوة ربه –جل وعلا- إنها سيدة نساء العالمين، وزوجة سيد الأولين والآخرين، إنها خديجة رضي الله عنها التي سطع نجمها في عالم الإيمان، والطهر، والنبل، والعطاء، والوفاء فرضي الله عنها وعن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين، وآل بيته وصحابته المهديين،
والسلام 25-10-0011 عبد الرحمن