قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"تداركوا الهموم و الغموم بالصدقات يدفع الله ضركم و ينصركم على عدوكم."
********************
أمر بجوارها في ممر المدرسة فتنادي علي ، تقول أمعك عشرون جنيهاً ؟
أسأل : لماذا ؟
تجيب : ليس معي و لا جنيه .
أهز رأسي و أتجه عائدة إلى حجرة المدرسات ، أجل أفهم ، مرتبها وضيع بالنسبة للغلاء و الشهر يعصر آخره ما في الجيب من مال و خمسة عيال أمر يثقل ذا جاه فما بالك بعاملة نظافة .
أدس في يدها العشرين المطلوبة .
********************
أزور أمي في المساء فتستقبلني مرحبة ، تزعم أنها نافحت عني حتى قرر الوالد أن يمنحني ألفي جنيه منحة غلاء ذاك الذي يأكل اليابس قبل الأخضر . لا لم أتوقع شيئاً كهذا . طبعاً أوافق جداً .
اتصل بدار الأيتام المجاورة : أيمكن أن يأتي مندوب الدار لاستلام مبلغ للصدقة مني ؟
_ بالطبع ، كم المبلغ؟ و فيم توضع ؟
_ ألف جنيه تذهب للأرامل ، هؤلاء لا يلتفت إليهن أحد .
********************
لي زمن أنبش تشابكات أعصابي بحثاً عمّـأ أكتبه تالياً ، تطفو الصدقة في صميم الوعي ، تشدني نحوها فالتفت إليها .
أرأيتم كيف يعانق الماء ذرات الطين فتتناسق كل ذرات العناصر تبني أخضراً يورق كل ألوان الحياة ؟ ماء الصدقة يروي الإيمان صدقاً و حقاً فتنبت شجرته في النفس وارفة الظلال .
و حكايتنا كتبها ربع قرن من الزمن مر نحوي . و أعصابنا تشابكت حتى صارت الصدقة أحد مسلمات وجودي ، مزاج كياني وبدهيات ذاتي ، ما يتكرر بوعي و غير ما وعي على مدى الأيام . حتى لفتت انتباهي أن الكثير حالهم غير حالي و أنها تود لو تعانق أيامهم تخبرهم سحرها ، توشوش في صدورهم حكايات عطاء المولى و مودة الخلق و عظمة الكون .. فقط لو أصغوا إليها قليلاً .
********************
لكل من يبحثون عن التغيير في أنحاء كل فكرة ، وجدت التالي :
أحاول كثيراً في أمر الثبات ، أن تكون لي رواتب لا أغيرها ، تغير نية الصدقة كياني فلا أعرفني .
********************