(الرحمن على العرش استوى "5"طه)
اقتباس
يقول زكريا بطرس
فأى كرسى جلس عليه الرحمن وما حجم الكرسى ؟ هل هذا الكرسى غير محدود . ..
وقال ايضاً :
ومثال آخر فى سورة الحديد إن الفضل ليد الله فهل ربنا له يد وما طولها وهل أصابع مثلنا ولها عضلات ومفاصل وعظام ولحم ؟
.
للرد على ذلك قال الإمام الشعراوي
وهذه تعطينا مظهراً من مظاهر القهر والغلبة، واستواء الرحمن ـ تبارك وتعالى ـ على العرش يؤخذ في إطار
{ليس كمثله شيء .. "11"}
(سورة الشورى)
إن الصفات المشتركة بين الحق سبحانه وبين خلقه ، فلك سمع وبصر، ولله سمع وبصر، لكن إياك أن تظن أن سمع الله كسمعك، أو أن بصره كبصرك.
كذلك في مسألة الاستواء على العرش ، فللحق سبحانه استواء على عرشه، لكنه ليس كاستوائك أنت على الكرسي مثلاً.
والعرش في عرف العرب هو سرير الملك، وهل يجلس الملك على سريره ليباشر أمر مملكته ويدير شئونها إلا بعد أن يستتب له الأمر؟
وكذلك الخالق ـ جل وعلا ـ خلق الكون بأرضه وسمائه، وخلق الخلق، وأنزل القرآن لينظم حياتهم، وبعد أن استتب له الأمر لم يترك الكون هكذا يعمل ميكانيكياً، ولم ينعزل عن كونه وعن خلقه؛ لأنهم في حاجة إلى قيوميته تعالى في خلقه.
ألم يقل الحق سبحانه في الحديث القدسي: "يا عبادي، ناموا ملء جفونكم، لأني قيوم لا أنام". فكون الله ليس آلة تعمل من تلقاء نفسها، وإنما هو قائم بقيوميته عليه لا يخرج عنها< لذلك كانت المعجزات التي تخرق نواميس الكون دليلاً على هذه القيومية.
والله أعلم .
.
المفضلات