الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك.ولا تقربوا من انسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي.فابتدأوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت.
الكتاب المقدس-حزقيال 9-6


ارتفعت حصيلة التفجيرات في النرويج يوم امس الى 91 قتيلا. وكانت تعرضت النروج، أمس، لـ«زلزال» أمني لم تشهد مثيلاً له منذ الحرب العالمية الثانية،

إذ قتل في البداية نحو 36 شخصاً وأصيب العشرات في هجومين، أحدهما تفجير استهدف مقر الحكومة في وسط العاصمة أوسلو، والآخر إطلاق نار استهدف مخيماً لشباب حزب العمال الحاكم في جزيرة مجاورة..

ووصفت الشرطة النرويجية منفذي اعتداء اوسلو بـ"الاصوليين المسيحيين". واشارت الشرطة النرويجية الى ان "الشخص المشتبه في تنفيذه تفجير أوسلو وإطلاق النار على نادي شباب الحزب الحاكم له ميول مسيحية متطرفة"، موضحة انه "يتعاون في التحقيقات".

وهز انفجار ضخم بعد ظهر أمس وسط أوسلو، واستهدف عدداً من المباني الحكومية الواقعة في وسط المدينة، ما أسفر عن مقتل 11 شخصاً، وإصابة العشرات بجروح. وتسبب الانفجار بحالة من الهلع بين السكان، ما دفع بالجيش إلى نشر وحداته في العاصمة، فيما وجهت الشرطة نداءً إلى مواطنيها بالابتعاد عن وسط العاصمة، وعدم مغادرة منازلهم تحسباً لأية هجمات أخرى محتملة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن عربة شوهدت تسير بسرعة كبيرة في المنطقة قبل وقوع الانفجار، لكنه لم يؤكد ما إذا كان الانفجار ناجماً عن سيارة مفخخة.

وعرض التلفزيون النروجي صوراً لمكتب رئيس الوزراء ينس ستولتنبرغ وغيره من المباني وقد أصيبت بأضرار، فيما غطى الزجاج المكسور الأرصفة وارتفعت أعمدة الدخان من المنطقة. وأغلقت الشرطة المنطقة التي تضم مكاتب رئيس الوزراء ووزارة المالية ومبنى صحيفة «فردينز غانغ» (في جي) اكبر صحيفة شعبية في البلاد.

وعادة ما تكون المنطقة التي تعرضت للتفجير، والواقعة في وسط أوسلو، مكتظة بالمارة، لكن انفجار الأمس جاء في وقت من العام يكون فيه العديد من سكان العاصمة خارجها لقضاء الإجازة.

وقال صحافي يعمل مع إذاعة «ان ار كي» في موقع الانفجار «أرى أن بعض نوافذ مبنى صحيفة (في جي) والمقر الحكومي قد تحطمت. بعض الناس ملطخون بالدماء ومستلقون في الشارع». وأضاف إن «شظايا الزجاج تنتشر في كل مكان، والفوضى تعم المشهد. انفجرت نوافذ جميع الأبنية في محيط الانفجار»، مشيراً إلى أنه ظن في بادئ الأمر أن ما وقع كان «زلزالا».

وبعد ساعات على وقوع التفجير، فتح رجل يرتدي زي الشرطة النار على تجمع لشباب حزب العمال الحاكم في جزيرة يوتويا الواقعة على مشارف أوسلو. وأشارت وسائل إعلام نروجية، نقلاً عن شهود عيان، أن ما بين 20 و25 شخصاً قتلوا في هذا الهجوم.

وأشار ضابط في الشرطة إلى أن ثمة احتمالاً بوجود متفجرات على الجزيرة، وذلك استناداً إلى معلومات من أشخاص كانوا يشاركون في مخيم الشبيبة الذي كان من المقرر أن يحضره رئيس الوزراء ويلقي كلمة فيه أمام 650 شخصاً.

وقال مفوض الشرطة سفينونغ سبونهايم للصحافيين في أوسلو «توجد أسباب قوية تدفعنا للاعتقاد بوجود علاقة بين الحادثين».

ولاحقاً أعلنت الشرطة أنها أوقفت مطلق النار، لكنها رفضت الإفصاح عن هويته أو الكشف عما إذا كان مواطنا نروجياً أم لا. وأفادت شهادات نقلتها وسائل الإعلام النروجية أن الرجل كان متنكراً في ملابس الشرطة ومسلحاً ببندقية رشاشة، مشيرة إلى أن مظهره يدل على انه متحدر من شمال أوروبا.

وقال متحدث باسم الشرطة النروجية، خلال مؤتمر صحافي، «ليس لدينا فرضية رئيسية، وليست لدينا أية فرضية يمكننا أن نعمل على أساسها... أمامنا الكثير من العمل لنفهم الوضع».


من جهته، قال رئيس الوزراء في مقابلة هاتفية مع محطة تلفزيونية نروجية إنه لم يصب بأذى في الانفجار الدامي الذي وصفه بـ«الخطير»، قائلاً «حتى لو كانت الاستعدادات جيدة، فإن وقوع أمر مثل هذا غالباً ما يترك أثرا خطيرا».

وسارع ستولتنبرغ إلى دعوة أعضاء حكومته لعقد «اجتماع أزمة» من دون الكشف عن مكان انعقاده.

بدوره، قال رئيس بلدية أوسلو فابيان ستانغ إن العاصمة تحاول استيعاب فكرة أنها انضمت إلى قائمة المدن التي يستهدفها مسلحون. وأضاف «اليوم نفكر في الناس الذين يعيشون في نيويورك ولندن الذين عاشوا مثل هذه التجربة... لا اعتقد انه من الممكن لنا أن نفهم ما حدث اليوم، ولكن نأمل في أن نتمكن من الاستمرار وأن تكون أوسلو مدينة مسالمة غداً».

وأشار جير بيكيفولد، عضو البرلمان عن حزب الشعب المسيحي المعارض إلى أن «هذا هجوم إرهابي... إنها أعنف حادثة تضرب النروج منذ الحرب العالمية الثانية».

وسارعت كل من الولايات المتحدة وأوروبا وحلف شمال الأطلسي إلى إدانة الهجومين، وقدمت تضامنها مع الشعب النروجي.

وقال الرئيس الأميركي باراك اوباما «أود تقديم تعازيَّ الشخصية للنروجيين»، معتبراً أن هذين الهجومين هما بمثابة «تذكير المجتمع الدولي بأكمله أن له مصلحة في منع حدوث مثل هذه الأعمال الإرهابية».

وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في رسالة إلى ستولتنبرغ «لقد تأثرت بعدما أبلغت للتو بالانفجار الدامي الذي استهدف وسط أوسلو بعد الظهر... وأدين بأشد العبارات هذا العمل المشين وغير المقبول».

كما أدان الحادث كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، ورئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي، ورئيس البرلمان الأوروبي يرزي بوزيك، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندريس فوغ راسموسين.