وجدت في أحد الكتب :
ادعى أحد النصارى أن النص القرآني مقتبس من الانجيل في الآية الكريمة :
" ان تبدوا الصدقات فنعما هي ،و ان تخفوها و تؤتوها الفقراء فهو خير لكم .."(سورة البقرة:271).
.. أما النص الانجيلي المقتبسة منه – كما يدعي - هو : " احترزوا من ان تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم و الا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السماوات" (متى 6).
--عندما يدعي هذا الأحمق ان ذلك مقتبس من هذا يفوته ان يلاحظ أن النص الانجيلي يحرم المجاهر بالصدقة من كل أجر في الآخرة و ليس ذلك عدلا ، خاصة و ان الجهر بالصدقة يفيد في اشاعة الخير عن طريق الإقتداء و الحماس والمنافسة في فعل الخيرات ، و نحن نرى أن النص القرآني يفضل الإخفاء على الجهر ، ولكنه لا يحرم المجاهر من كل أجر ، فإن للمجاهر أجرا لا خلاف فيه ، و ان كان يقل عن أجر المخفي لها .و هذا الفرق يتماشى مع العدل الإلهي الذي لا يضيع أجر المحسنين ، و يتفق كذلك مع حكمة الإقتداء الإجماعي .

و من المفيد أن نلاحظ ان الاخفاء المفضل في الآية الكريمة ارتبط بتلك الصدقة الموجهة للفقراء : ( و ان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ) لكي لا يتسبب الجهر بأخذهم الصدقة في أذاهم .بينما نلاحظ أن الجهر بالصدقة في أول الآية الكريمة : (ان تبدو الصدقات فنعما هي)-طبعا لا نقصد الرياء-لم يكن محصورا في نوع معين من اعمال البر ، فكأن الاخفاء يكون مفضلا في حالة ما اذا كان في الجهر أذى أو ضرر لانسان ما ، و إلا فالجهر أولا لاشاعة الخير في المجتمع . و كل هذا لا يبينه النص الانجيلي المترجم.

** ثم يفوت هذا النصراني أن يلاحظ في النص الانجيلي :" و أقول لكم أيضا أن مرور جمل من ثقب ابرة أيسر من أن يدخل غني الى ملكوت الله "(متى 19 /24 ).ان الثراء هنا في حد ذاته كاف لمنع صاحبه من الدخول الى الملكوت ،غير أن الثراء في المفهوم الاسلامي ليس ذنبا في حد ذاته ، فلا يدان الثري و لا يعتبر مذنبا الا اذا اثرى بطريق غير مشروع أو على حساب غيره من البشر ، ثم لا يدان الا اذا ارتبط ثراؤه بممارسة غير مسؤولة في الانفاق أو الكنز ، أو ارتبط بشكل من أشكال الإستغلال و الظلم و الإحتكار والبخل ، أو تعطيل رأس المال بصفة عامة عن المشاركة البناءة العادلة في حياة المجتمع ، صاحب الحق الأكيد في المال كل ثري . فإن أدى الثري هذا الحق كاملا إى مجتمعه لا يعتبر ثراؤه ذنبا أو خطيئة
..أسأل ..هل طبق القديسين هاذين النصين؟؟؟!!!.