رسالة أعجبتنى
أيها النصارى
حدثونا عن الأمور التي لم تحسمها كنيستكم منذ مجمع نيقيه حتى الآن.. دعونا نساعدكم.. حدثونا مثلا حول الذي مات على الصليب..
حدثونا عن الفصام الحاصل عند النصراني عندما يقول أن المسيح المخلص مات على الصليب، ثم يعود ليقول أن المسيح هو الله، ثم يعود مرة أخرى ليقول أن الله لا يموت.. عالجوا هذه المشكلة.
حدثونا عن كتبة الأناجيل التي تتعبدون بتلاوتها عندما نعلم أن بعضهم لم ير المسيح أصلا..
حدثونا عن المسيح عندما تقولون أنه هو الله بينما يقول مرقس 10-18 "فقال له يسوع: لماذا تدعوني صالحا؟ ليس هناك أحد صالحا إلا واحد وهو الله"، كيف تحلون هذه الفزورة؟ قد يتبادر إلى الذهن أن حل المشكلة هي قوله "أنا والآب واحد".. ولكن الذي حصل في الحقيقة هو أنك لم تأتنا بحل وإنما أتيتنا بتناقض صريح.. الأمر يبعث على الشفقة.
وإذا أردتم فزورة أصعب فاقرأو متى 7 "ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات ولكن الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات"، وأعترف لكم أنها فزورة معقدة ومركبة، فكروا فيها جيدا.
وخذوا هذه العبارة على السريع من مرقس 13-32 متحدثا عن يوم القيامة: "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة في السماء ولا الإبن إلا الآب". ثم يأتي من يقول لنا: يا ناس يا هوه، لماذا لا تفهمون أننا موحدين.. الابن هو الآب.. طيب صحصح معي قليلا وقل لي إذا كان الإبن هو الآب فكيف أهضم هذا النص؟
وأكثر ما يثير القلق عندي على هؤلاء الناس هو الحديث الدائم حول شيزوفرينيا المخلص.. وهي الحل السحري.. عندما يتحدث المسيح عن نفسه فهو يتحدث عن ناسوته وعندما يتحدث النصراني عن المسيح فهو يتحدث عن اللاهوت.. أمر عجيب. طيب هل أنتم أعرف به من نفسه؟ سبحان الله. وعندما يذهب المسيح للصلاة ويدعو ربه وخالقه يقولون لا.. إنما هذا هو الناسوت.. فأين اللاهوت في هذه اللحظات الحاسمة؟ في إجازة؟
ثم لا أدري إذا كان المخلص مرسلا لتخليصنا بدمه من الخطيئة، فلماذا يصيح على الصليب مستغيثا لكي لا يتم هذا الأمر؟ ربما أن الروح القدس قدر على التحكم بأقلام كتبة الكتاب المقدس ولم يستطع التحكم بألفاظ المخلص على خشبة الصليب.. كان المفروض أن يضحك ويتحمل ويفرح فرحا عظيما بهذا الإنجاز، وليس أن يصيح باكيا متهما إلهه بأنه هجره في هذه المصيبة..
ثم أي دين هذا الذي ينص على أنه ليس للجميع؟ انظر مثلا 2تسالونكي 2-3. هل أنتم متأكدون أنكم ضمن الفئة المستهدفة؟
حدثونا أيضا عن معضلة هذه الثنائية في المسيح، إله كامل وبشر كامل.. ألستم تقولون أنه كينونة واحدة؟ طيب هل تحمل هذه الكينونة صفات الإله أم صفات الآدمي؟ تعرفون تلك الصفات جيدا.. فهي لا يمكن جمعها في كينونة واحدة لأنها متناقضة.. الله لا يموت والإنسان يموت، الله مطلق والإنسان نسبي، الله قديم والإنسان حادث، الله خالق والإنسان مخلوق.. الخ. حلوها على راحتكم.. وإذا حللتموها، فحددوا لنا كيف كان وضع لاهوت المسيح قبل ناسوته، وهل هو واحد يجمع تلك الصفات المتناقضة أم اثنين لكل منهما صفاته الخاصة به ويمشون مع بعض؟ وكيف يتم ذلك ولاهوته تتناقض مع ناسوته؟ أم أنهما اثنين مزدوجين في واحد وهذه الصفات متبادلة.. حقيقة.. مشكلة، كنا نتحدث عن التثليث وأن الثلاثة في الحقيقة واحد، والآن تورطنا مع أحد هؤلاء الثلاثة هل هو فعلا واحد أم اثنان.... بدأت أشعر بالدوار.. عقيدة تدوخ بحق.
حدثونا مثلا كيف أن الإله يعيش كل هذه السنين مع الناس ولا يقول لهم أنه إله؟ خايف يبوح بالسر الكبير؟ هذا العهد الجديد بطوله وعرضه لم يقل المسيح فيه أنه هو الله؟ فكروا فيها قليلا.. المسألة في غاية السهولة.. لماذا يحجب صلب الدين عن الناس؟ لا تقل لي أن المسيح كان خائقا من الرومان.. سأقول لك أنك لا تؤمن أن المسيح هو الله فالله لا يخاف من الرومان.
ثم أخبرونا إذا كان الآب والابن والروح القدس هم ثلاثة ولكنهم واحد، فلماذا لا تقولوا لي مثلا أن المخلص هو الروح القدس؟ أليسوا واحدا؟ بالتأكيد لا.. فلكل مقام مقال، فهم واحد عند الضرورة ومختلفون عند اللزوم.. عجايب.
حدثونا أيضا لماذا لم يدع المسيح حوارييه إلى عقيدة التثليث؟ ربما لم تكن بتلك الأهمية في زمن المسيح.. ربما.
وأخبرونا أيضا إذا كان الله يريد أن يغفر لنا خطيتنا وهو صاحب القرار في هذا الغفران فما حاجته للصلب؟ هل يشترط الله على نفسه إذا أراد أن يغفر لخلقه؟ فزورة أخرى ابحثوا لها عن حل..
كذلك نريدكم أن تحدثونا كيف يكون إيماننا بدم المسيح هو المخلص لنا وهو سبب دخلونا في الملكوت ثم تطالبوننا بالاعتراف في الكنيسة من أجل الغفران؟ طيب بلاش الغفران إذا كان قبولنا لدم المسيح يكفي.. أم أن كفارة الصلب لا تكفي لدخول الملكوت؟
وقولوا لنا مالذي يحدث للاطفال الذين يموتون صغارا ولم يعلموا عن المسيح وكفارته.. مالذي يكفر لهم خطيتهم الموروثة؟ طبعا الجواب سيكون أراء شخصية من هنا وهناك.. عاشت العقيدة المحكمة.
وحدثونا عن أعجوبة من الأعاجيب.. حيث الروح القدس هو المسيطر على تصرفات المؤمنين بالمسيح، فكيف يرتكب هؤلاء المؤمنون بعض الجرائم والموبقات؟ لكنهم ليسوا فقط مؤمنين بل قساوسة.. وبالآلاف.. والأمر متواتر ولا يحتاج إيراد أدلة على فضائح القساوسة وشذوذهم.. روح قدس عجيب.
والله تعبت من إيراد المواضيع المهمة لطرقها في هذه القائمة، على الأقل من شان خاطر النصارى واستقرارهم النفسي..
ولكني أعلم أن في هذه القائمة من النصارى من هم آية في الذكاء والعبقرية، ولهذا سأختم حديثي بأن أوجه لهم هذه الفزورة القوية لعلهم يتسلون بها:
- الروح القدس هو الذي يلهم كتبة الكتاب المقدس ويعصمهم من الزلل والخطأ والكذب.
- أحد كتبة الكتاب المقدس كتب هذه العبارة في إرميا 8-8 على لسان نبي قائلا: "لا تقولوا نحن حكماء وكلمة الرب معنا، ولكن انتبهوا، فالقلم الكاذب لكتبة الكتاب حولها إلى كذب".
هل فهمتم الفزورة؟ سأشرحها ببساطة: الروح القدس يعصم كتبة الكتاب المقدس عن الكذب على الله والأنبياء، ولكنه يوحي إلى أحدهم أن كتبة الكتاب المقدس يكذبون على الله..
بصراحة.. أعجوبة من الأعاجيب.
أبو عمر