الحلقة (10) (أدب الحوار)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
مع حلقة جديدة من سلسلة (كيف نبني جيلا إيجابيا) ومع مفهوم آخر من المفاهيم التي يجب أن نغرسها في الجيل الجديد حتى يكون جيلا إيجابيا بإذن الله تعالى.
نتحدث اليوم معكم مع أدب هام افتقده كثير من الناس في هذا العصر، ألا وهو أدب الاستماع والحوار.
الشخص الإيجابي سيخالط الناس والمجتمع بلا شك، والذي يفعل ذلك عليه أن يتحلى بهذا الأدب العظيم حتى يستطيع أن يؤدي مهمته على الوجه المطلوب، وإذا استطعنا أن نغرس هذا الأدب في الصغار منذ نشأتهم نكون قد حققنا إنجازا كبيرا بحيث يخرج بعد ذلك جيل يستطيع أن يتحاور مع الآخرين بشكل ممتاز بإذن الله تعالى.
ولكي نغرس هذا الأدب في الجيل الناشئ علينا أن نعلمهم الأمور التالية:

1- معنى وأهمية الحوار في حياة الإنسان وأنه ضرورة لا بد منه، إذ يقوم الشخص في حياته اليومية بلقاء كثير من الناس ابتداء من البيت، المدرسة، الحي، المسجد وغيرها من الأماكن التي يلتقي فيها بأناس قد يتحدث معهم في أي أمر كان.
2- الحوار يعني حديث متبادل وليس من طرف واحد فقط وبالتالي علينا أن نغرس في المتربي عدم الاستئثار بالحديث، وترك الفرصة الكافية للجهة المقابلة بالتحدث.

3- ويتبع النقطة الماضية تعلم فن الإنصات والاستماع، فهو معنى هام جدا وضروري للشخص الإيجابي، علينا أن نغرس فيه عدم مقاطعة حديث الطرف المقابل في أية لحظة، والاهتمام بالطرف المقابل والنظر إليه عندما يتحدث وكذلك تعليمه المبدأ النبوي ” أفرغت؟” أي إعطاء الطرف الثاني الفرصة الكاملة للكلام.

4- الابتعاد عن الجدال وما يتبع ذلك من رفع الصوت والغضب، وإنما يجب أن يكون الحوار هادئا بعيدا عن الانتصار للرأي وإنما يكون الهدف الوصول إلى الحق.
5- الالتزام بالأخلاق الإسلامية أثناء الحوار مثل الابتسامة والكلام الحسن والصدق وعدم الغضب، كل ذلك يؤدي إلى حوار هادف ومفيد.

6- ينبغي كذلك غرس مبدأ التحدث مع الكبار وضرورة احترامهم أثناء حديثهم ومناداتهم بالأسماء التي تدل على الاحترام والتقدير.
هذه بعض الأمور التي ينبغي أن يحرص عليها المربون في غرس أدب الحوار في نفوس المتربيين، والله نسأل على أن يوفقنا جميعا إلى الالتزام بهذا الأدب الر فيع، والحمد لله رب العالمين.