الحلقة (8) (الأخلاق)

الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات، الحمد لله الذي أنعم علينا بنعم الإيمان والإسلام والقرآن والمال والأهل والمعافاة، الحمد لله على جميع النعم ما ظهر منها وما بطن، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، إمام المتقين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
نرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من سلسلة (كيف نبني جيلا إيجابيا) والذي نحاول من خلاله أن نغرس معاني الإيجابية في الجيل الجديد بعد أن انتشر كثير من معاني السلبية والإحباط واليأس في هذا الجيل.

نعيش معكم اليوم مع وسيلة جديدة وهامة جدا من وسائل الإيجابية بل وقد تكون أهم الوسائل التي تجعلنا إيجابيين، ألا وهي الالتزام بالأخلاق الإسلامية.
الالتزام بالأخلاق الإسلامية من أهم الأمور التي يجب أن يلتزم بها المسلم بشكل عام والإيجابي بشكل خاص. الشخص الإيجابي بطبيعة الحال سيتعامل مع الناس مع اختلاف أجناسهم وبالتالي يحتاج في تعامله إلى الأخلاق الحميدة حتى يكسب قلوبهم ويؤثر فيهم. والإسلام حث على الالتزام بالأحلاق الحميدة في كثير من الآيات والأحاديث، ويكفينا قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ” إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم”.
إذا استطعنا أن نغرس في الجيل الجديد هذه الأخلاق فإننا نكون قد حققنا إنجازا كبيرا في سبيل جعل هذا الجيل إيجابيا لأن الأخلاق هي الأساس كما ذكرنا من قبل.
ولنقف معكم على بعض هذه الأخلاق الحميدة التي يجب علينا الاهتمام بها:

1- الصدق، وهي من أهم الأخلاق التي يجب الاهتمام بها منذ الصغر حيث أن الصادقين ذو أثر كبير على الناس ويكونون موضع ثقة غالبا.
2- الاحترام، وهذا الخلق هام خاصة أننا نعيش في مجتمع يعج بالناس من مختلف الجنسيات والطبقات، فالاحترام ضروري لكل الجنسيات ولمختلف الطبقات حيث أن الطرف الثاني يبادل الشخص الاحترام وهذا مهم للتأثير فيهم.
3- الأمانة، ويعود الطفل من الصغر على هذه الصفة وبشكل بسيط بحيث يعطى بعض الأشياء ويفهّم أن يحافظ عليها ولا يتلفها ويعيدها في وقت معين بحيث يغرس فيه هذه الصفة.
4- التعاون، وهي أيضا من الصفات الهامة بحيث يتم تعليم الطفل كيفية مساعدة الآخرين وتقديم العون لهم حتى مع إخوانه في المنزل ومع أقرانه في المدرسة، ويشارك معهم مشاركة فعالة ويحذّر من الأنانية والانعزال.

5- محبة الآخرين، وتقديم الخير لهم وتعليمه المساهمة في الأمور الخيرية والتبرعات ولو بمبلغ بسيط أو بأحد أغراضه.
6- التواضع وعدم التكبر على الآخرين سواء في البيت أو في المدرسة أو في الحي، وصفة التواضع صفة محببة لدى الناس وشديد التأثير فيهم، وينبغي للمربي أن يغرس في المتربي هذه الصفة بشكل عميق.

7- الكلام الحسن وعدم رفع الصوت والمناداة بأحب الأسماء والابتسامة الدائمة بالإضافة إلى الآداب الإسلامية المختلفة من أدب المجالس والولائم والسلام والمساجد وغيرها.
هذه بعض الأخلاق التي ينبغي على المربي أن يحرص على غرسها في المتربي، ولنا أن نتخيل بعد ذلك جيلا ملتزما بالأخلاق الإسلامية وهذا بلا شك سيؤثر على المجتمع حيث سيسود فيه معاني الخير والمحبة والتعاون.
الأخلاق الإسلامية أساس الإيجابية وهي ضرورية لكل شخص، نسأل الله أن يوفقنا إلى كل خير وإلى الالتزام بهذه الأخلاق الحميدة والحمد لله رب العالمين.