الحلقة (3) (القرآن الكريم)



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
نتابع وإياكم سلسلة (كيف نبني جيلا إيجابيا) علنا نساهم ولو بشكل بسيط في بناء جيل إيجابي في زمن انتشرت فيه كثير من معاني السلبية والركون وعدم البذل والتضحية.

إخواني الكرام
من أقوى الوسائل التي تجعل الشخص إيجابيا هو الربط بكتاب الله عز وجل، هذا الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
على الآباء والمربون الحرص على توجيه أبنائهم إلى حفظ كتاب الله تعالى وتلاوته حق التلاوة وذلك طوال العام، وينبغي لنا أن ندرك بأن أثر القرآن الكريم عظيم على الإبن أو الإبنة ومن قبلهم الأسرة بمن فيها.
عندما يرتبط الطفل بكتاب الله تعالى فإنه أثر القرآن سينتقل إليه تلقائيا، وعندما نتكلم عن الارتباط بكتاب الله فإننا نقصد فيه الأمور التالية:

1- تعويد الطفل منذ الصغر على قراءة القرآن الكريم سواء في البيت أو الأفضل من ذلك على يد شيخ متمكن أو في مركز تحفيظ.
2- التعايش مع آيات القرآن الكريم، ونقصد طبعا التعايش المناسب للسن مثل قص القصص القرآنية القصيرة وربط الطفل بآية معينة من خلال موقف معين.
3- من الجميل أيضا أن يرى الطفل أبويه وهم يقرؤن القرآن الكريم ويعيدنا هذا إلى أهمية القدوة التي ذكرناه في حلقتنا الماضية.

4- تشجيع الطفل عندما ينجز كمية معينة من الحفظ أو القراءة بإعطائه هدية أو مكافأته برحلة وغيرها، وهذا يشجع الطفل على مزيد من الجهد للحفظ والجهد.
5- تحبيب الطفل إلى القرآن وليس الإجبار عليه لأن الهدف في النهاية هو الارتباط بكتاب الله، والإجبار على الحفظ أو القراءة يؤدي غالبا إلى النسيان وعدم الاهتمام بالحفظ والتهرب قدر الإمكان، ولذلك وجب علينا أن نستخدم أساليب محببة من هدايا وعبارات تشجيعية واختيار شيخ متمكن ومربي في نفس الوقت حتى لا ينفر الطفل.

ولنا أن نتخيل مقدار الفرح الذي سينتابنا حين يختم ابننا أو ابنتنا القرآن، وكم سيكون المجتمع إيجابيا حينما يوجد فيه أناس حفظة لكتاب الله تعالى. وحتى لو كان هناك أناس مرتبطين بكتاب الله تعالى ولم يكونوا حافظين له فإن ذلك سيني مجتمعا إيجابيا لأن التعاملات ستكون مبنية على كتاب الله عز وجل.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى بناء جيل قرآني فريد، وأن يرزقنا الإخلاص والصدق في القول والعمل