سألوا ساخرين قائلين لقد قال رسُولكم: إن الشيطان يبول ، كيف ذلك يا مسلم....؟!
تعلقوا بما جاء في الصحيحين:
1- صحيح البخاري كِتَاب ( الْجُمُعَةِ ) بَاب (إِذَا نَامَ وَلَمْ يُصَلِّ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ) برقم 1076 حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ r رَجُلٌ فَقِيلَ: مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ مَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ :" بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ".
2- صحيح مسلم كِتَاب (صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ وَقَصْرِهَا) بَاب ( مَا رُوِيَ فِيمَنْ نَامَ اللَّيْلَ أَجَمْعَ حَتَّى أَصَبْحَ) برقم 1293 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَإِسْحَقُ قَالَك عُثْمَانُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ r رَجُلٌ نَامَ لَيْلَةً حَتَّى أَصْبَحَ قَالَ :" ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ أَوْ قَالَ فِي أُذُنِهِ".

• الرد على الشبهة

أولاً : إن الذي يتِعَجَبُ هو أنا وليس هم أن تكون هذه شبهة ....وعلى كلٍّ أنقل ما ذكره بعضُ العلماءِ في شرحِ هذا الحديثِ :
1- قال ابنُ حجٍر - رحمه اللهُ- في الفتح: قِيلَ : هُوَ مَثَل مَضْرُوب لِلْغَافِلِ عَنْ الْقِيَام بِثِقَلِ النَّوْم كَمَنْ وَقَعَ الْبَوْل فِي أُذُنه فَثَقَّلَ أُذُنه وَأَفْسَدَ حِسّه ، وَالْعَرَب تُكَنِّي عَنْ الْفَسَاد بِالْبَوْلِ. أهـ
2- قال النوويُّ- رحمه اللهُ- في شرحِه : قِيلَ : مَعْنَاهُ اِسْتَخَفَّ بِهِ وَاحْتَقَرَهُ وَاسْتَعْلَى عَلَيْهِ ،يُقَال لِمَنْ اِسْتَخَفَّ بِإِنْسَانٍ وَخَدَعَهُ: بَالَ فِي أُذُنه وَأَصْل ذَلِكَ فِي دَابَّة تَفْعَل ذَلِكَ بِالْأَسَدِ إِذْلَالًا لَهُ ،وَقَالَ الْحَرْبِيّ : مَعْنَاهُ ظَهَرَ عَلَيْهِ ، وَسَخِرَ مِنْهُ.أهـ
قلتُ : إن الواضح مما سبق أن هذا كلامًا يعرفه العربُ ، ولا إشكالية فيه أبدًا ، فالأمرُ على سبيل المجاز، وأما المعترضون يطرحون الشبهة فقط دون تفكرٍ ، وبحثٍ علميِّ كما عهدناهم ....

ثانيًا : إن هناك سؤالاً يطرحُ نفسَه هو ما المانع من أن يبول الشيطان على الحقيقة ؟
والسؤالُ بطريقةٍ أخرى هو: هل هناك كتابٌ من عند اللهِ على وجه الأرض يقول بأن الشيطان لا يبول ؟ الجواب: لا؛ إذًا هذه مسألة غيبية ، وبالتالي لا ينبغي أن تكون محل شبهة خصوصًا إذا علمنا أن الشيطان يأكل ، ويشرب ، وينكح، ويتناسل .... فما المانع من أن يبول على الحقيقة ؟!
ولكن ما نسلّم به أن بولَه ليس كبولِ الإنسانِ ، والحيوان ... حتى لا يقول جاهلٌ: إن الذي يستيقظ بعد صلاة الفجر في الصباح لا يجد بول في أذنه لماذا... ؟!
وأدينُ لربيِّ في هذه المسألةِ بقول: ابنِ حجرٍ والنوويِّ - رحمها اللهُ – والله أعلم .

ثالثًا : إن المعترضين يتعجبون من أن شيطانًا يبول ، ولا يتعجبون من أن ربَّ السماواتِ والأرضِ يبول ، ويتبرز ... هذا الإله المتجسد في يسوع بحسب إيمانِهم !
ثم إنني لم أسخر منهم كما سخروا فأقول مثلاً :
كيف لهم أن يعبدوا إلهًا يبول ؟ هل يستحق الإله الذي يبول أن يُعبد ويُصلى له ؟!
أم أن أصحابَ العقولِ في راحةٍ كما يقولُ بعضُ الناسِ.... ؟!

كتبه الشيخ /أكرم حسن مرسي
نقلا عن كتابه رد السهام عن خير الأنام محمد - عليه السلام-