فقر الدم بنقص الحديد
Iron-deficiency Anemia

يعد مرض فقر الدم بنقص الحديد من أكثر أمراض الرضع و الاطفال شيوعا عند مختلف الامم و الشعوب مع اختلاف نسبة انتشاره من مجتمع الى آخر حسب متغيرات عديدة منها الحالة الاقتصادية و الثقافية و الصحية.
ما هو فقر الدم بسبب نقص الحديد؟
من الممكن تعريف هذا النوع من فقر الدم بعجز نقي العظام عن توليد عدد كاف من الكريات الحمر بسبب نقص الحديد الذي يعتبر ضروريا في تركيب الهيموجلوبين (الخضاب).
تتراوح كمية الحديد الإجمالية في جسم المولود الجديد حديث الولادة ما بين (1/2 – 1 ) غرام ، بينما تبلغ هذه الكمية في البالغين ما بين (4.5 – 5 ) غرام ، أي ما يكفي لصناعة مسمار متوسط الحجم والطول . ولكي يبني المولود الجديد هذا النقص في الاحتياطي من مادة الحديد يلزمه يومياً ما يعادل (1- 1.5 ) ملغ من هذه المادة ، وذلك طيلة فترة حياته ، وبما أن عشرة بالمائة فقط من الحديد الذي يصل إلى الأمعاء يتم امتصاصه ، لذلك وجب أن تكو ن الوجبة الغذائية لأي طفل تحتوي على كمية من الحديد لا تقل عن (10 – 15 ) ملغ/ يومياً.
يتم امتصاص الحديد في الجزء الأنسي من الأمعاء الدقيقة proximal ، وبالتحديد في العفج duodenum والصائم jejunum .
ومن الجدير بالذكر أن جسم الطفل يمتص الحديد الموجود في حليب الام بفاعليه أكثر بضعفين الى ثلاثة أضعاف من امتصاصه للحديد الموجود في حليب البقر , وقد يعزى ذلك جزئيا الى اختلاف محتوى الحليبين من مادة الكالسيوم , ولذلك فان حاجة الاطفال الى الحديد تقل في حالة الرضاعة الطبيعية مقارنة بالاغذية الاخرى حيث تعد هذه الفوائد المهمة للرضاعة الطبيعية .
يتكون غذاء الاطفال في سنوات عمرهم الاولى من مواد غذائية تفتقر نسبيا الى الحديد و لذا يجب دعم نظامهم الغذائي باضافته لهذه الاغذية - الحبوب و النباتات الخضراء و الكبد و الحليب الصناعي - كل في وقته و شكله المناسب , فعلى سبيل المثال يزود الحليب الصناعي الذي يقدم للأطفال الكاملي النمو ب ( 7 الى 12) ملجم حديد/ ل, بينما يزود الحليب المناسب للخدج بوزن اقل من 1800 جرام ب 15 ملج/ل.
العوامل التي تساعد على امتصاص الحديد هي :
زيادة حاجة الجسم له .
حموضة المعدة .
فيتامين ج ( سي c ) .
بينما على العكس هناك عوامل تقلل من امتصاصه وهي :
القلوية البنكرياسية .
والمواد الفوسفاتية .( الموجود مثلا في المشروبات الغازيه )
وكل سبب يؤدي إلى أذية مخاطية الأمعاء الدقيقة ، وخاصة العفج والصائم .
وأخيراً العمليات الجراحية على المعدة والأمعاء التي تقلل من سطح الامتصاص .