= ( مزمور 72 ) لسليمان – عليه السلام .
و هذه من أجمل و أوضح البشارات .و تكاد تنطق باسم النبي ,ابن النبي , الذي يأتي من بلد كلها حبال , و يملك في بلد صحراوية , ... اقرأ و تأمل معي . و اعلم أن سليمان كانت فترة حكمه كلها سلام ( أخبار أيام أول 22: 9 ) و كان في أرض تفيض لبنا و عسلا كما يقول كتابهم .
( اللهم أعط أحكامك للملك و برك لابن الملك .يدين شعبك بالعدل و مساكينك بالحق ,تحمل الجبال سلاما للشعب و الآكام بالبر, يقضي لمساكين الشعب ,يخلص بني البائسين و يسحق الظالم .يخشونك ما دامت الشمس ( منصور بالرعب)... و ينزل مثل المطر على الجزر ( رحمة) ...يشرق في أيامه الصديق و كثرة السلام إلى أن يضمحل القمر :( دينه إلى يوم القيامة)و يملك من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقاصي الأرض .أمامه تجثو أهل البرية .و أعداؤه يلحسون التراب .ملوك ترشيش و الجزائر يرسلون تقدمة ( عبادة) . ملوك سبا و شبا يقدمون هدية . و يسجد له كل الملوك . كل الأمم تتعبد له . لأنه ينجي الفقير .. يشفق على المسكين ..و يكرم دمهم في عينيه , ويعيش و يعطيه من ذهب شبا ( فارس ) . و يصلى لأجله دائما . اليوم كله يباركه ( اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد )
تكون حفنة بر ( شعير) في الأرض في رؤوس الجبال , تتمايل مثل لبنان ثمرتها , و يزهرون من المدينة(المنورة)
مثل عشب الأرض ( من كثرتهم ) .و يكون اسمه ( دينه ) إلى الدهر . قدام الشمس يمتد اسمه ( في الصلوات الخمس) .و يتباركون به. كل أمم الأرض يطوبونه . مبارك الرب اله إسرائيل الصانع العجائب وحده .و مبارك اسم مجده ( نبيه ) إلى الدهر.و لتمتلئ كل الأرض من مجده . أمين ثم أمين ) .
هذه البشارة من غزارتها تحتاج إلى كتاب وحدها .
و أكرر إن قول الأنبياء من ( بني إسرائيل ) عن الله ( اله إسرائيل )لا يعني أبدا أن البشارة تخص بني إسرائيل , بل يعني ( اله أبينا يعقوب ) . كما كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تقول ( و رب محمد ) أو ( و رب إبراهيم ) جدها . عليهما الصلاة والسلام.
و النبي سليمان هنا يتنبأ عن النبي ابن الأنبياء , الملك, أعظم الأنبياء , و يدعو له .
و هو سيدنا محمد , ابن أبي الأنبياء – إبراهيم , و نسل النبي إسماعيل , عليهم الصلاة والسلام .:salla-s:
فيقول سليمان داعيا له أن يعطيه الله الحكم أي ينصره على قومه .
ومحمد هو الملك و هو ابن الملك . لأن إبراهيم كان سيدا في قومه و كان منتصرا على أعدائه .
و أخذ سليمان يصف هذا النبي بالعدل و الحق و حبه للمساكين , و يخلص البائسين أي من الظلم , ويسحق الظالمين ,و ينصره الله بالرعب .
و قال انه يأتي من بلد كلها جبال ( مكة ) , وكان بدء الوحي لسيدنا محمد في جبل ( غار حراء) ,و قال انه ينشر دعوته في الصحراء , فيملأها سلاما , أي بعد أن كانت قبائل متناحرة يوحدها في شعب واحد , و الجبل الوحيد الذي كان سبب سلام و خير لبلده هو جبل عرفات , فقد وحد المسلمين في الحج .وه عبارة عن سلسلة من الجبال .
و يملأ بلاده برا بهزيمة الظلم و الكفر , ويظل الذين أتبعوه بحق يخشون الله إلى يوم القيامة .و يكون دخول دينه في أي بلد سريعا كالمطر , وسبب خير كالمطر أيضا .
و في أيامه أشرق أبو بكر الصديق , و كل الصديقين , فكانوا أصحاب سلطان و علم و دين .
و كذلك كان يدعو لإفشاء السلام , وتحيته السلام , و في صلاته السلام , و دينه دخل البلاد فسادها السلام .
و لقد امتد ملكه في حياته فشمل الجزيرة كلها – من البحر إلى البحر ,, و بعد وفاته امتد من المحيط الهادي و الهندي إلى المحيط الأطلسي , و من أشهر الأنهار في كتابهم وهو الفرات , أو نهر النيل أو الأردن , إلى أقاصي الأرض . هذا السلطان لم يكن لسليمان ولا لأحد من بعده من أنبياء بني إسرائيل ولا للمسيح ولا لأتباعه من بعده .
و صار أهل الصحراء التي يعيش فيها هذا النبي صاروا يعبدون الله بدينه , و عبادته كلها سجود و ركوع لله , وهذا لا تجده في عبادة اليهود و لا النصارى .
و أعداء محمد لحسوا التراب فعلا .و هذه بالذات لا تنطبق على سليمان ولا على المسيح بقول كتابهم .
و أرسل الملوك الهدايا لسيدنا محمد , و كل الملوك انهزموا أمام جيوشه .
و كل الشعوب صاروا على دينه .
فلقد كان يكرم حق الدماء و خاصة للفقراء و المساكين . والمسيح رفض أن يكون قاضيا بين اليهود أو حاكما .
( إنجيل لوقا 12: 14 ) , ( النجيل يوحنا 6: 5 ) . وتلاميذ المسيح كانوا يتناقصون في حياته و يهجروه حتى بقي معه الاثنى عشر حواريا فقط ( إنجيل يوحنا 6 : 66- 70 ) .
و طالت حياته أكثر من المسيح جدا .
وكل من تبع دينه يصلي لأجله دائما .و اليوم كله يباركون عليه في الصلوات الخمس يوميا على الأقل .
و يظل دينه ينتشر إلى يوم القيامة .
ثم قال عن صحابته :
كانوا حفنة قليلة العدد في رؤوس جبال مدينته ( مكة ) , فأثمروا في الدعوة جدا , و لما هاجروا الى المدينة
( المنورة ) زاد عددهم بسرعة .
و بسبب جهادهم يظل اسم محمد يذكر إلى يوم القيامة .و كل الأمم يمدحونه و يعبدون الله وحده , ولا يعبدون نبيهم
( بعكس المسيحيين ) إذ يقول أتباع محمد ( الرب الصانع العجائب وحده ). و بعد موت النبي محمد استولى أتباعه على كنوز البلاد المذكورة و أنفقوها في سبيل الله .
ثم يدعو سليمان عليه السلام و يختم دعاءه بالتأمين عليه مرتين .