اقتباس

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الريحانة
يا دكتور
السؤال الذى سأله المسيحى يتركز فى مسألة كيف أخطأ إبليس ولم يكن هناك شيطان يوسوس له
أجبتك عن ذلك فى مشاركتى أيضا :
اقتباس
وكون إبليس ليس من الملائكة ....
فإنه ليس مجبراً على الطاعة ، وله الاختيار ، كما لنا نحن البشر
قال تعالى : ( إناّ هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً )
وأيضاً فإن هناك المسلمين والكافرين من الجن
قال تعالى : (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا) الجن / 11
(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ۖ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)) الجن
اقتباس
وقد تقرر في الأصول في مسلك النص ، وفي مسلك الإيماء والتنبيه : أن الفاء من الحروف الدالة على التعليل كقولهم : سرق فقطعت يده ، أي : لأجل سرقته ، وسها فسجد ، أي لأجل سهوه ، ومن هذا القبيل قوله تعالى : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا) المائدة/38 ، أي لعلة سرقتهما
وكذلك قوله هنا : (كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) ، أي لعلة كينونته من الجن
فالجن والإنس لهما الإرادة والتخيير
وقد خلق الله تعالى بداخلهما نوازع الخير والشر
والنفس (للإنس والجن) : أما أن تكون أمارة بالسوء ... أو لوامة
... فهم مخيرون لا مسيرون
*********************
وإذا كان آدم قد وسوس إليه الشيطان فعصى ربه ...
فليس بالضرورة ....أن يكون هناك من وسوس للشيطان
فليس كل ما ينطبق على الإنس ... ينطبق على الجن بحكم اختلافهم فى الطبيعة والحواس والمقدرات
وإلا ... فمن الذى يوسوس (للجن الفاسق) فيغويهم ؟؟؟
1 - الشيطان يوسوس لذرية آدم لأنهم (أعدائه) .... فهل ذرية إبليس الفاسقون (معاونيه ومحبوبيه) هم أعدائه أيضا حتى يوسوس لهم ؟؟؟
2 - البشر لا يستطيعون رؤية إبليس ولا إدراك مكانه فيوسوس لهم كيفما يشاء ... فهل لا يستطيع الجن (من نفس جنسه) رؤيته وإدراك مكانه حتى يتجنبوا وسوسته ؟؟؟
3- ما الذى يجعل الجن الصالح صالحا ؟؟؟ ما الذى يجعلهم (يقاومون) (وسوسة إبليس) ويطيعون الله ؟؟؟
*****************************
إن وسوسة الشيطان (وحدها) ... لا تجعل الإنسان يخطىء بالضرورة
بل ما يجعله يقع فى الخطأ هو :
(نفسه الأمارة بالسوء) التى تجعله يستمع إلى نداء الشيطان وإغراءه فى لحظات الضعف البشرى
أما النفس اللوامة .... فترفض هذا النداء والإغواء
وإلا لما استطاع الإنسان ان يقاوم الشيطان أبدا لو كانت وسوسة الشيطان هى (السبب الوحيد) فى الوقوع فى الخطأ !!!
لأنه ببساطة .... لن تنتهى وسوسة الشيطان للبشر إلى يوم القيامة !!!
لذلك ذكر الله تعالى بالتفصيل والتتابع سبب طرد آدم من الجنة فقال :
(فوسوس إليه الشيطان .... فأكلا منها ... وعصى آدم ربه فغوى)
1- وسوسة ...
2- إستجابة للوسوسة بفعل النفس الأمارة للسوء ....
3- إرتكاب للخطيئة والمعصية ....
4- عقاب
لم يقل وسوسة ... ثم عقاب مباشر !!!
هذا دليل على أن (المتسبب الأصلى بالخطيئة) هو اتباع النفس الأمارة بالسوء وليست الوسوسة فى حد ذاتها فقط !!!!
إذن ...
فوسوسة الشيطان (عامل حفاز) أو (سبب دفع) للخطيئة ... وليست (سبب الخطيئة الوحيد)
لأنه ليس من العدل أن يترك الله آدم عرضة لوسوسة الشيطان فى كل لحظة ... وهذه الوسوسة ستقوده (حتما) إلى الخطيئة – بفرض أن وسوسة الشيطان هى (السبب الوحيد) فى الوقوع فى الخطأ – ثم يحاسبه الله تعالى !!!!
فى هذه الحالة لن يكون الإنسان مخيرا ... بل (مكتوب عليه الخطيئة) !!!
فى هذه الحالة فلن يطيع الله أحد ولن يعبده أحد ولن يدخل الجنة أحد !!!
وسينتصر الشيطان ما دامت مجرد وسوسته تعنى (حتمية وقوع الخطية) !!!!!
أليس كذلك !!!!
*****************************
الخلاصة :
1- ليس كل ما ينطبق على البشر ينطبق على الجن ... وبالتالى
2- ليس بالضرورة أن يكون هناك من يوسوس للجن بنفس طريقة الوسوسة للبشر
3- الإنس والجن مخيران ومحاسبان على أعمالهما
4- النفس الأمارة بالسوء هى السبب المباشر للعصيان والخطيئة
المفضلات