السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حسب انجيل متى الاصحاح واحد وعشرون عدد واحد وثلاثون نجد عيسى عليه السلام يقول:
«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ الْعَشَّارِينَ وَالزَّوَانِيَ يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ))

وجدت بعض الاخوة غفر الله لهم يستهزؤون هذه الكلمة على اعتبار أنها يستحيل أن تصدر عن نبي من أنبياء الله ،وسبحان الله أستغرب لمن يتجرأ على هذا الكلام مع أنه لو تمعن فيها وفهم معناها ووضعها في سياقها الصحيح لعلم أنها سليمة لا غبار عليها ،كيف ذلك?!!
أولا علينا أن نعرف مع من يتحدث عيسى عليه السلام?لنرجع الى النص:

23 وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْهَيْكَلِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ الشَّعْب وَهُوَ يُعَلِّمُ، قَائِلِينَ: «بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هذَا؟ وَمَنْ أَعْطَاكَ هذَا السُّلْطَانَ؟»

اذَا فهو يتحدث الى رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ الشَّعْب وليس الى أصحابه أو عامة المؤمنين ،وبعد مقولته تلك يوضح لهم سبب ذلك في العدد الذي يليه مباشرة:


32 لأَنَّ يُوحَنَّا جَاءَكُمْ فِي طَرِيقِ الْحَقِّ فَلَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ، وَأَمَّا الْعَشَّارُونَ وَالزَّوَاني فَآمَنُوا بِهِ.

أراد أن يوضح لهم أن أعظم الذنوب لا تقارن بكفرهم بأنبياء الله وأن العبد مهما عظمت ذنوبه فسيجد ربا رحيما يغفرها جميعا بخلاف من أتاه مكذبا برسله كافرا برسالتهم فؤولاءك لاعذر لهم عند الله .

لا ننسى أن الرسول أخبرنا أن بغي من نغايا بني اسرائيل سقت كلنا عطشانا فغفر الله ذنبها .