إنا لله وإنا إليه راجعون
ذهب للقاء حبيبه الذي غفل عنه تسعة وخمسون عاما ثم آب إليه ..
فهل من مسلم يحتمل بعد لهف هذا الشوق انتظارا
فإنا وإن كان قد صعقنا الخبر وأحزننا الفراق ..
إلا أننا نغبطه على مثل هذا الختام الحسن
(فيما نحسب ونظن ونرجو)
فإن لحسن الخاتمة علامات ..
والتي منها أن قد قيضك الله له أخي الكريم الحبيب عمر الفاروق ..
فأطلقت بذكر الخبر ألف لسان ولسان تلهج بالدعاء له بالرحمة والمغفرة والرضا والجنة..
نرجو ذلك له وندعو به
ومن علاماته أيضا إسلامه ..
بعقله ثم بقلبه قبل رحيله بعام !!..
(كما رأينه في مشاراكاته 59 عاما من الضلال - وقفات مع كتاب الله - و الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ .. وغيرها )
سبحان الله عام واحد .. !!
وكم من غافل يبيت ويصحو في الإسلام وإن تحسب عمره فيه لا تجده إلا ساعات وبعضنا سويعات
ثم دعوته ومساهمته في إسلام غيره .. وتفطر قلبه على ضلال وتضليل المستغفلين من عقلاء النصارى ودعاؤه الدائم لهم بالهداية ومعرفة الحق
ثم تدبره لكتاب الله وانبهاره به وإحساسه باللهفة والنهم لكل ما يقربه لربه ..
شعرنا بصدق ذلك في كتابات والدنا الفقيد رحمه الله ورضي عنه وتقبل منه وأسكنه بقربه
وقد أبى الله له إلا أن يمد في حسن عمله بأن ترك على أثره ولد صالح (فيما نحسب) يدعوه له (نقصد بذلك أختنا الكريمة وابنته العزيزة نادين .. وكذلك كل من رآه أبا له هنا أو هناك)
ثم أخيرا ..
ذهابه وكأنه اختار واستعد وتجهز للقاء حبيبه الذي غفل عنه تسعة وخمسون عاما ثم آب إليه ..
فهل من مسلم يحتمل بعد لهف هذا الشوق انتظارا ..
ما يلبث أن يحمله شوقه للقاء حبيبه الكريم الملك العظيم بشوقه اللاهف الخفاق المخبت المنيب (نحسبه كذلك)
وليت شعري كيف كان لهف هذا الشوق وأنينه !!؟
نعم .. فعلى خير حال وخير عمل وخاتمة كان سعيه للقائه ..
لاهثا ساعيا يجري بين المشاعر في النسك
ولاهجا ملبيا .. يوحد بأشواق وتوبة .. وإزار ورداء
قد جمع لربه طهارة باطنه بالتوبة والإسلام ..
وطهارة ظاهره من أدران الدنيا وخيلائها الكاذب
(نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا)
فاللهم عبدك .. قد أظهر توبته وأسر حبك مسلما .. على ما كان ..
طوى إليك الزمان .. وأسلم لك الجنان .. وسعى في الأركان .. وأبطن بين جوانحه الإيمان
فر إليك بدينه ووفد عليك بما تعلم .. ونزل بساحتك ..
فأي ساحةٍ أعظم وأي ملِكٍ أكرم
لا أهل له إلاك .. ولا غاية إلا رضاك ..
فرحماك به رحماك .. وكل فضلك ورضاك .. وكرمك ونعماك
ألحقه بالمؤمنين .. واقبله في الطيبين ..
واحشره في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين .. واجعلنا معهم أجمعين
فأنت الملك الكريم .. الرؤوف الحليم .. ذو الفضل العظيم
الودود المجيد .. البر الرحيم ..
لا ييأس من رحمتك الكافرون .. ولا يمل من طلب فضلك المبعدون
فاقبله اللهم في المحسنين
وكلمه وانظر إليه وارض عنه .. آمين
التعديل الأخير تم بواسطة معاذ سلمان ; 12-12-2010 الساعة 12:31 PM
"قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون"
المفضلات