طوبى لهذا العبد الذي لم يَعصِ الله قَط

قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا : حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، أَنْبَأَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ:
( يُدْنِي اللَّهُ تَعَالَى الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ لِيَسْتُرَهُ مِنَ الْخَلَائِقِ كُلِّهَا ، وَيَدْفَعُ إِلَيْهِ كِتَابَهُ ، فِي ذَلِكَ السِّتْرِ ، فَيَقُولُ تَعَالَى : " اقْرَأْ يَا بْنَ آدَمَ كِتَابَكَ " . فَيَمُرُّ بِالْحَسَنَةِ فَيَبْيَضُّ لَهَا وَجْهُهُ ، وَيُسَّرُّ بِهَا قَلْبُهُ ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : " أَتَعْرِفُ يَا عَبْدِي ؟ " فَيَقُولُ : نَعَمْ ، يَا رَبِّ ، أَعْرِفُ . فَيَقُولُ : " إِنِّي قَدْ تَقَبَّلْتُهَا مِنْكَ " . قَالَ : فَيَخِرُّ سَاجِدًا ، قَالَ : فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : " ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَعُدْ فِي قِرَاءَةِ كِتَابِكَ . فَيَمُرُّ بِالسَّيِّئَةِ ، فَتَسُوءُهُ وَيَسْوَدُّ لَهَا وَجْهُهُ ، وَيَوْجَلُ مِنْهَا قَلْبُهُ ، وَتُرْعَدُ مِنْهَا فَرَائِصُهُ ، وَيَأْخُذُهُ مِنَ الْحَيَاءِ مِنْ رَبِّهِ مَا لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ : " أَتَعْرِفُ يَا عَبْدِي ؟ " فَيَقُولُ : نَعَمْ ، يَا رَبِّ ، أَعْرِفُ . فَيَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : " فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ " . " فَيَخِرُّ سَاجِدًا فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : " ارْفَعْ رَأْسَكَ " . فَلَا يَزَالُ فِي حَسَنَةٍ تُقْبَلُ ، وَسَيِّئَةٍ تُغْفَرُ ، وَسُجُودٍ عِنْدَ كُلِّ حَسَنَةٍ وَسَيِّئَةٍ ، لَا يَرَى الْخَلَائِقُ مِنْهُ إِلَّا ذَاكَ السُّجُودَ ، حَتَّى يُنَادِيَ الْخَلَائِقُ بَعْضُهَا بَعْضًا : طُوبَى لِهَذَا الْعَبْدِ الَّذِي لَمْ يَعْصِ اللَّهَ قَطُّ . وَلَا يَدْرُونَ مَا قَدْ لَقِيَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، مِمَّا قَدْ وَقَفَهُ عَلَيْهِ). البداية والنهاية – كتاب الفتن والملاحم

http://www.islamweb.net/newlibrary/d..._no=59&ID=2657

اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا
اللهم لا تفضحنا يوم تُنشر الصحف
اللهم آمين