
-
قصة الغرانيق
elnasah71
كتب في : Jun 5 2004, 11:05 PM
الدعوى :هذه القضية التي نقدمها اليوم من القضايا التي يثيرها أعداء الإسلام الذين ما فتئوا يثيرونها ثم جاء المستشرقون الحاقدون، ويكاد يجمعون عليها وعلى قبولها وأنها قضية مسلمة ، دون عرضها على محك النقد والتحليل ، أو العقل والمنطق والتمحيص ، كأنهم لا يحبون أن ينكشف الحق في مسألة تصلح موضعا للكلام والتجريح ، فحاولوا الاستفادة من هذه الأباطيل والأساطير للطعن في نبينا الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) أسطورة الغرانيق فما هي الغرانيق وما هي الأسطورة؟
ما هو الغرانيق
(تلْك الغَرانِيقُ العُلَى) الغَرانيق ها هنا الأصْنام وهي في الأصْل الذكور من طَيْر الماء واحِدها غُرْنُوق وغُرْنَيْق سُمِّي به لبياضه وقيل هو الكُرْكِيُّ والغُرْنُوق أيضا الشَّابُّ النَّاعِمُ الأبْيَض وكانوا يَزْعمون أن الأصنام تُقَرِّبُهم من الله وتَشْفَع لهم فشُبِّهَت بالطيور التي تَعْلُو في السَّماء وتَرْتَفع ( النهاية في غريب الأثر ج 3/364 رقم 2586)
( أسطورة الغرانيق)
يقولون: إن «الأسود بن المطلب» و«الوليد بن المغيرة» و«أمية بن خلف» و«العاص بن وائل» وهم من زعماء قريش وأسيادها قالوا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم:يا محمّد هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبدُ فنشترك نحن وأنت في الأمر
وقالوا ذلك رفعاً للاختلاف، وتضييقاً لشقّة الخلاف فأنزل اللّه سبحانه سورة الكافرين التي أمر فيها نبيّه أن يقول في جوابهم:
(لا أعبُدُ ما تعبدُون. ولا أنتُم عابِدُون ما أعبُد)(سورة الكافرون 2-3).ومع ذلك كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يرغب في أن يساوم قريشاً ويجاريهم وكان يقول في نفسه: ليت نزل في ذلك أمر يقرّبنا من قريش.وذات يوم وبينما كان صلّى اللّه عليه وسلم يتلو القرآن عند الكعبة ويقرأ سورة «النجم» فلما بلغ قوله تعالى:(أفرأيتُم اللات والعُزّى. ومَناة الثّالِثَة الأخرى).
(النجم: 19-20) أجرى الشيطانَ على لسانِه الجُملتين التالية:(تِلك الغرانِيقُ العُلى مِنها الشفاعَةُ تُرتَجى)فقرأهما من دون اختيار، وقرأ ما بعدها من الآيات، ولمّا بلغ آية السجدة سجد هو ومن حضر في المسجد من المسلمين والمشركين أمام الأصنام، إلا«الوليد» الذي عاقه كبر سنه عن السجود !!وفرح المشركون، وارتفعت نداءاتهم يقولون : لقد ذكر «محمّد» آلهتنا بخير.وانتشر نبأ هذه المصالحة والتقارب بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم والمشركين، المهاجرين الى الحبشة، فعاد على أثرها جماعة منهم إلى مكة، ولكنّهم ما أن كانوا على مشارف «مكة» إلا وعرفوا بأن الأمر تغير ثانية، وأن ملك الوحي نزل على النبيّ وأمره مرة أخرى بمخالفة الأصنام ومجاهدة الكفار والمشركين، وأخبره بأن الشيطان هو الّذي أجرى هاتين الجملتين على لسانه، وانه لم يقله وأنه ليس من «الوحي» في شيء أبداً.وعندئذ نزلت الآيات (52 - 54) من سورة «الحج» التي يقول اللّه تعالى فيها:(وما أرسلنا مِن قبلِك مِن رَسُول ولا نبِيٍّ إلا إذا تمنّى ألقى الشيطانُ في اُمنِيّتِهِ فينسَخُ اللّه ما يُلقي الشيطانَ ثم يُحكِمُ اللّه آياتهِ واللّهُ علِيم حكيم. ليجعل ما يُلقي الشيطانُ فِتنةً لِلّذين في قُلُوبهم مرض والقاسيَةِ قُلُوبهم، وإن الظّالِمين لفِي شِقاق بعيد ولِيعلمَ الّذين اُوتُوا العلم أنّه الحقّ مِن ربك فيُؤمنُوا به فتُخبتُ لهُ قلُوبُهم وإنّ اللّه لهادِ الّذين آمنُوا إلى صِراط مُستقيم).( راجع: تاريخ الشعوب الإسلامية ص34للمستشرق لبروكلمان وكتاب الإسلام ص35/36للمستشرق لألفريد هيوم) هذه هي أسطورة «الغرانيق» التي أوردها كل من بن سعد في طبقاته(الطبقات الكبرى بن سعد ج1ص205) و«الطبري» في تاريخه(تاريخة الطبري: ج 2 ص 85 و76.) ويذكرها ويردّدها المستشرقون المغرضون بشيء كبير من التطويل والتفصيل !! وقد اعتبر احدُ المستشرقين يدعى «السير وليم مويير» قصة «الغرانيق» هذه من مسلَّمات التاريخ واستدل لها بقوله: لم يكن يمضي على هجرة المهاجرين الأول إلى الحبشة أكثر من ثلاثة أشهر يوم صالح محمّد قريشاً فعادوا إلى مكة.إن المسلمين الذين هاجروا إلى تلك الأرض وكانوا يعيشون في أمن وطمأنينة في جوار النجاشيّ إذا لم يكونوا يبلغهم نبأ مصالحة النبيّ لقريش لما عادوا إلى مكة للقاء يذويهم.فأذن لا بدَّ أنّ «محمّداً» قد تذرّع بشيء لمصالحة قريش، والتقرّب إليها،لقد تطرَّق منذ وقت طويلٍ لما يُسمَّى بمسألة «الآيات الشيطانية» المستشرقون الذين كتبوا عن الرسول، ومنهم بالخصوص مونتغمري واط Montgomery WATT,) Mahomet, Paris, Payot, 1958) وغودفروي دومومبين Maurice GAUDEFROY-DEMOMBYNES, Mahomet, Paris, Albin Michel,) 1957) وماكسيم رودنسون(Maxime RODINSON, Mahomet, Paris, Le Seuil, 1961. )وقد ذكرت في كتاب تاريخ القرون الوسطى لجامعة كامبردج الجزء الثاني ص(210 -311) (باعتبار أنها صحيحة. وأنه صلى اللّه عليه وسلم ندم على ما قال ونسخ ما ألقى الشيطان على لسانه، واستنتج الكاتب أنه (صلى اللّه عليه وسلم) لم يكن يعتقد أنه إنما يتبع أمرا إلهيا سواء عند تلفظه بهذه الكلمات أو عند عدوله عنها. لكنه علق في الهامش بما يأتي:"إن كثيرا من المحققين المسلمين يعتبرون هذه القصة خرافية. وقد طار منافقو قريش بهذه القصة فرحاً، ثم طار بها فرحاً ورثتهم الغربيون والصليبيون في كل مكان وزمان فأحبط الله سعيهم، ورد كيدهم في نحورهم … فان الحق كالصبح أبلج، وسيرة نبينا في النبل والصفاء والطهر من كل عيب وشين كذكاء في كبد السماء تتوهج. نطالب
أولا : التحقق العلمي وخصوصا في السند والمتن حتى لا نتلقف قصصا خرافية ونبني عليها قواعد وليس من الأمانة العلمية
ثانيا: نزع الحقد والكرة للإسلام بلا سبب ومبرر وجعل القصة حقيقة
المحكمة: ما هو قول المدعي ؟
المدعي:
لا يخفى عليكم أيها الحضور الكرام أن هذا الحادث حقيقة مؤكدة بشهادتي القرآن والتاريخ، الذي لم ولن يجد المسلمون مخرجاً لإنكار هذا الحادث. و أنك قد ترى المفسّرين المسلمين بمذاهبهم المتضاربة في هذه المسألة، قد قدحوا وهم لا يدرون في دعوى محمد بالنبوّة والرسالة من الله، وإني أرى أنه من الأنسب لو قالوا:"إن رسول الإسلام فعل ذلك لغاية حميدة من نفسه، وإن ذلك درج على لسانه لما ألف من سماع ذلك من قومه على توالى الأيام، كما هو شأن الضعف البشري، ثم انتبه إلى ما وقع فيه ورجع عنها، وإن ذلك كان إلقاء أدبياً من الشيطان".
أولا: وليس من مسلم عاقل يسلِّم بأن نفراً من أصحاب محمد المخلصين يختلقون على نبيهم العزيز هذا الأمر المشين، لو لم يكن هذا الأمر أكيداً، وما ذكروه لو لم يكن مشهوراً، وما نسب بعضهم إلى السهو من قبيل النعاس، وآخرون إلى شيطان أبيض جاء محمدا بصورة جبريل وألقى على لسانه تلك الجملة، فضلاً عن العلاقة الكلية بين النص والحادث لا تدع سبيلاً إلى إنكاره أو تكذيبه.
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 26-10-2009, 02:09 AM
-
بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 26-10-2009, 01:01 AM
-
بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 26-10-2009, 12:54 AM
-
بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 26-10-2009, 12:50 AM
-
بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 26-10-2009, 12:47 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات