

-
كتب في : Dec 28 2003, 11:32 AM
لباب الثاني
البراهين على أن كتب النصارى محرفة
الشك في سند الرواية
تناقضها مع الحقائق العلمية
اثبات التحريف
صفات الإله في كتب النصارى
إحتوائها على اتهامات بحق الأنبياء عليهم السلام
احتوائها على نبوءات لم تتحقق
احتوائها على حكايات و حكايات
احتوائها على لغة فاضحة فاحشة
ا حتوائها على الكثير من الخرافات و الأساطير
كتاب مقدس أم سجل مواليد و عقارات ؟
إحتوائها على أشياء لا يقبلها العقل
أخطاء في التواريخ
الباب الثاني
البراهين أن كتب النصارى محرفة
الشك في سند الرواية إن من أحد الشروط الواجب توافرها في أي كتاب يزعم أنه سماوي أو أنه كتب بوحي إلهي أن تكون نسبة الكتاب إلى الرسول الذي نسب إليه ثابتة بالتواتر القطعي الذي لا يزاوله شك. بحيث يتلقاه الخلف عن السلف ومن جيل إلى جيل حتى يصل إلى ذلك الرسول ممن يوثق بروايتهم.
و من منطلق هذا الشرط فإننا نسأل اليهود و النصارى من هو مؤلف كتابكم المزعوم ؟
لكن لم تكن إجابتهم واضحة في يوم من الأيام لاثبات ما يزعمون حيث أن الجملة المألوفة للاجابة على هذا السؤال : أن مؤلف هذه الكتب هو الله برغم أنها كتبت بأقلام بشر ألهمهم الروح القدس ..!
كما ويجيب مؤلفو كتاب " استحالة تحريف الكتاب المقدس " على السؤال المطروح بالنسبة لمؤلفي الكتاب المقدس فيقولون:
" لقد كتب العهد القديم في فترة 1000 سنة قبل الميلاد بواسطة 40 كاتبا يختلفون تماما في صفاتهم, فمنهم الفلاسفة مثل موسى النبي, و منهم الراعي البسيط جامع الجميز مثل عاموس, ومنهم القائد الحربي يشوع و منهم ساقي الملك نحميا و منهم اشعيا رجل القصور و دانيال رئيس الوزراء وسليمان الملك و صاحب الحكمة , كما اختلف الكتاب عن بعضهم في ظروف تسجيل الوحي الالهي, فموسى سجل اسفاره في البرية, أما أرميا فسجلها في ظلمة الجب أما داود فسجلها عند سفوح الجبال و هو يرعى خرافه, و البعض كتب و هو في شدة الفرح و البعض الاخر و هو في قمة الألم و السجن و القيود مثل القديس بولس الرسول , ورغم هذا نجد أن الكتاب المقدس يمتاز بوحدة ترابطية عجيبة لا تناقض فيها ولا خلل, وقد اتفقوا معا في وضوح نبوءتهم و هي مجي المسيح وصلبه وقيامته, اليس هذا دليلا على قدسية الكتاب وصدقه, حيث نرى روح الله ملموسا في كل الأسفار من سفر إلى سفر و من آية إلى آيه.
فهل يجب علينا أن نصدق هذا الكلام و نأخذ به على أنه رأي قاطع ؟
إن من حقنا قبل أن نصدق أي ادعاء أن نفحص و ندقق و نتحقق من صحة هذا الادعاء قبل الايمان به , حيث أن الكل يعرف أن الكتاب السماوي هو أساس الديانة, فيجب علينا أن نفحص وندقق هذا الإدعاء المزعوم قدر المستطاع حتى يتبين الحق من الباطل, وسوف اذكر هنا بعض الشهادات من كبار العلماء حول آرائهم في الكتاب المقدس وذلك على سبيل المثال لا الحصر:
يقول الدكتور موريس بوكاي :
"كان الكتاب المقدس من قبل عبارة عن مجموعة أسفارو تراث شعبي لا سند له إلا الذاكرة, و هي العامل الوحيد الذي اعتمد عليه نقل الأفكار, وقد كتبت هذه الاسفار التي لا تتساوى في الطول و تختلف في النوع على مدى تسعة قرون و بلغات مختلفة و اعتمادا على التراث المنقول شفويا."
كما يذكر في المدخل الفرنسي للكتاب المقدس:
" إن أسفار الكتاب المقدس هي عمل مؤلفين ومحررين عرفوا بأنهم لسان حال الله في وسط شعبهم ظل عدد كبير منهم مجهولا. كما أنه في العهد الجديد لم يذكر سفر أعمال الرسل أسماء التلاميذ المائة و العشرون."
بناء على ذلك. كيف يمكن الايمان برسل لا يعرف حتى أسماؤهم سواء كانوا قبل السيد المسيح أم بعده؟
بالحديث عن النسخ الأصلية المتوافرة لدينا حاليا بالنسبة للتوراه نجد ثلاث نصوص,
1- النسخة العبرانية
2- نسخة التوراة السبعينية
3- التوراه السامرية
أما النص العبري فهو الذي بـأيدي اليهود الان و تحتوي على الأسفار التسعة و الثلاثين.
و أما التوراة السبعينية و التي قام بترجمتها 71 حبرا من أحبار اليهود و ذلك في مدينة الاسكندرية في عهد الملك بطليموس فيلاديلف خلال الفترة 285 – 247 قبل الميلاد , وهي الترجمة عن النص العبري إلى اللغة اليونانية, فتزيد عن النص العبري أو التوراة العبرية بسبعة أسفار - ورد ذكرها سابقا - تعتبر مقبولة من الكنيستين الأرثوذوكسية و الكاثوليكية ومرفوضة من البروستانت , وقد اعتُرف بتلك الأسفار في القرن السادس عشر الميلادي.
و أما التوراه السامرية, فلا تعترف إلا بالأسفار الخمسة الأولى و التي تنسب إلى موسى عليه السلام مجازا.
أما بالنسبة لنسخ نصوص العهد الجديد فإن أول نص مطبوع كان الذي قدمه أرازموس عام 1517 وقبل هذا التاريخ كان يحفظ النص في مخطوطات نسختها أيدي كتبه كثيرين و يوجد اليوم من هذه المخطوطات 4700 مخطوطة ما بين قصاصات من ورق إلى مخطوطات كاملة على رقائق من الجلد أو القماش وان نصوص هذه المخطوطات تختلف اختلافا كبيرا و لا يمكننا الاعتقاد بأن اي منها قد نجا من الخطأ و مهما كان الكاتب حي الضمير فإنه ارتكب أخطاء و هذه الأخطاء بقيت في كل النسخ التي نقلت عن نسخته الأصلية كما أن أغلب النسخ الموجودة قد تعرضت لتغييرات أخرى على أيدي المصححين الذين لم يكن عملهم دائما إعادة القراءة الصحيحة.
إن النصارى اليوم يتباهون ويتفاخرون في المحافل الدينية وفي المجامع والحملات التبشيرية بوجود الآلاف من المخطوطات للكتاب المقدس، وهو صحيح لكن المفاجأة أن هذه الآلاف من المخطوطات لا يعرف كاتبها.
وتقول مقدمة الكتاب المقدس لشهود يهوه: " في أثناء نسخ المخطوطات الأصلية باليد تدخل عنصر الضعف الإنساني ، ولذلك فلا توجد من بين آلاف النسخ الموجودة اليوم باللغة الأصلية نسختان متطابقتان ".
ولقد قام مجموعة من العلماء وكبار القسس في ألمانيا في القرن التاسع عشر بجمع كل المخطوطات اليونانية في العالم كله ، وقارنوا بينها سطراً سطراً ، فوجدوا فيها مائتي ألف اختلاف كما أعلن مدير المعهد المختص.
يا للعجب, هذا الرقم الضخم من الاختلافات ولا زال النصارى يزعمون بأن هذا الكتاب إلهي وسماوي ؟؟ .
إن نص العهد الجديد قد تكرر نسخه مرات عديدة طوال قرون كثيرة بيد نساخ يختلفون من حيث المذهب والمستوى الثقافي, وليس من بينهم من هو معصوم من الخطـأ, وبالتالي فإنه من الأمور العسيرة وصف النسخة بخلوها من الخطأ.
ومن الواضح أن ما أدخله النساخ من التبديل والتحريف – بقصد أو من دونه - على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الاخر, حتى تفاقم وأصبح من الصعب تحديده ومعالجته بسبب فقدان الأصل, فكان النص الذي وصل إلى عهد الطباعة مثقلا بمختلف ألوان التبديل.. و كان الاباء يستشهدون بالايات عن ظهر قلب في أغلب الأحيان من غير أن يراعوا الدقة, فلا يمكننا في هذه الحالة الوثوق التام فيما ينقلونه إلينا.
لا يعقل أن أحد ما بعد مطالعة الشهادات و الاعترافات من أناس رسميين لهم وزنهم في الوسط العلمي و المسيحي وتحت أيديهم المخطوطات القديمة أن يكون لديه الشك في عدم تواتر و صحة ما نسب إلى الأنبياء من كتابة الكتاب المقدس على أنه وحي الله عز و جل.
و لكن هل نكتفي بهذه الأقوال ؟
لا .. بل سنتتبع ما قاله الدكتور جراهام سكورجي في كتابه الذي رد فيه على شهود يهوه في كتابهم:" هل الكتاب المقدس حقيقة كلام الله ؟ حيث قال:
" ليكن لدينا العدل قبل أن نحكم على هذا الموضوع و هو هل الكتاب المقدس حقيقة كلام الله, ولنضع في اذهاننا أنه يجب أن نرى ماذا يقول الكتاب المقدس عن نفسه , ففي اي محكمة قانونية يعطي الشاهد حق الدفاع عن نفسه و يجب أن نصدقه إلا إذا كان لدينا حقائق تجعلنا نشك بمصداقيته, و تجعله كاذبا, و بالتأكيد يجب أن نعطي الكتاب المقدس هذه الفرصة".
فلنكن عادلين ولندع الكتاب يتحدث عن نفسه:
أولا: العهد القديم:
1- فيما يتعلق بالاسفار الخمسة الأولى: اتفق اليهود و النصارى على نسبة الأسفار الخمسة لموسى عليه السلام, ولكنهم اتفقوا في الوقت نفسه على عدم وجود كتابة مباشرة عند نزول الوحي , سوى الألواح التي أنزلها الله عليه, و اتفقوا على أن ما كتب هو نقل عن روايات شفهية اساسها الذاكرة.
في الكتب الخمسة الأولى من العهد القديم:
تكوين-الخروج- التثنية – اللاويين- العدد, الكثير من الجمل التي تثبت ليس فقط أن الله سبحانه و تعالى ليس مؤلفها أو موحيها بل تثبت أيضا أن موسى عليه السلام نفسه ليس له يد فيها.
ورد في سفر التثنية الاصحاح34 العدد 5-7 :
"فمات هناك موسى عبد الرب في ارض موآب حسب قول الرب, ودفنه في الجواء في ارض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف انسان قبره الى هذا اليوم, وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات ولم تكلّ عينه ولا ذهبت نضارته ."
كيف كتب موسى عليه السلام عن مكان موته وعمره وهيئته عند الموت؟ يجيب جراهام سكورجي على هذا السؤال بقوله: "إننا نعلم أن للرب من القدرة بحيث يوحي إلى موسى بالضبط الكيفية التي يموت بها, ويوحي إليه بدقة الهيئة التي يكون عليها جنازته و هذا ليس بمعضل عن الرب".
وللرد على ادعائه هذا نقول, إنه لو كان ادعائك صحيحا لورد:
". سأموت في ارض موآب حسب قول الرب , وسأدفن في الجواء في ارض موآب مقابل بيت فغور ولن يعرف انسان قبري , وسأكون ابن مئة وعشرين سنة حين أموت ".
إن الكلام واضح و لا يحتاج إلى تفسير و لكن بالنسبة للنصارى فيجب أن تؤمن وتقبل بدون أية أسئلة أو تمحيص و سوف تفهم المعنى و المقصود بعد أن يحل عليك الروح القدس!!
و نتساءل أيضا: من ألف وكتب الفقرات الخمسة الباقية من سفر التثنية ؟؟
وعند الرجوع إلى هذه الأسفار يتبين أنها كتبت بعد موسى عليه السلام بوقت طويل, ومن ذلك أن الأسفار تحدثت عن توراة موسى، " وكتب موسى هذه التوراة وسلمها للكهنة بين لاوي حاملي تابوت عهد الرب " التثنية 31.:9 . وكان ينبغي أن تكون نهاية التوراة هنا ، ولكن الذي نراه أنه جاء بعدها ثلاث إصحاحات.
كما أن التوراة ذكرت أحداثاً حصلت بعد وفاة موسى عليه السلام في سيناء، مما دل على أنها كتبت بعده ، " وأكل بنو إسرائيل المن أربعين سنة ، حتى جاءوا إلى أرض عامرة ، أكلوا المن حتى جاءوا إلى أرض كنعان " خروج 16: 35 . " فحل بنو إسرائيل في الجلجال .. في عربات أريحا ، وأكلوا من غلة الأرض .. وانقطع المن في الغد عند أكلهم من غلة الأرض " يشوع 5: 10 - 12. فكيف يتحدث موسى عن أمر حدث بعد وفاته؟؟.
ولتفسير ذلك بطريقة أسهل للقارئ: يزعمون بأن موسى هو كاتب سفر الخروج و كما ذكر سفر الخروج 16: 35 السابق ذكره فان موسى أخبر عن حدث بعد موته حيث أن بني اسرائيل قد دخلوا أرض كنعان بعد وفاته عليه السلام .
وكما ورد في سفر التكوين :" ثم رحل إسرائيل ونصب خيمته وراء مجدل عدر " التكوين 35: 21 . ومجدل عدر هو اسم لمنارة في هيكل سليمان بنيت بعد موت موسى عليه السلام بسبعمائة سنة " .
كما ويظهر للقارئ أن الكثير من علامات التطور في الأحداث تظهر في روايات هذا الكتاب و شرائعه مما حمل المفسرين من الكاثوليك و غيرهم على التنقيب والبحث عن أصل الأسفار الخمسة الأدبي, فما من عالم كاثوليكي في عصرنا الحاضر يعتقد أن موسى ذاته قد كتب كل الأسفار الخمسة الأولى (البانتاتيك) منذ قصة الخلق إلى قصص موته , كما أنه ليس من العدل أن يقال بأن موسى أشرف على وضع النص الذي دوّنه كتبه عديدون في غضون أربعين سنة بل يجب القول مع لجنة الكتاب المقدس البابوية (1948) انه يوجد ازدياد تدريجي في الشرائع الموسوية سببته مناسبات العصور التالية له الاجتماعية منها و الدينية.
أما بالحديث عن كتب الأنبياء التي تلي الأسفار الخمسة, فسوف اذكر البعض منها على سبيل المثال لا الحصر:
1 - سفر يشـوع
يشوع 27:6 " وكان الرب مع يشوع وكان خبره في جميع الارض"
يشوع 34:8 "وبعد ذلك قرأ يشوع جميع كلام التوراة البركة واللعنة حسب كل ما كتب في سفر التوراة ".
يشوع 31:24 " وعبد بنو إسرائيل الرب كل ايام يشوع "
يشوع 29:24 " وبعد هذا الكلام مات يشوع بن نون عبد الرب وهو ابن مئة وعشر سنين."
ألا يكفي التحدث بضمير الغائب أن الكاتب هو شخص ثالث و بالتأكيد ليس يشوع و كيف يكتب يشوع عن موته بضمير الغائب؟؟؟
1- سفر راعوث:
لا يمكن الجزم بزمان هذه القصة و لا بمعرفة مؤلفها, فقد نسب بعضهم كتابتها إلى صموئيل و اخرون إلى حزقيال و الاخر إلى عزرا, .
وكما ورد ايضا في سفر راعوث: 4:1 "فأخذا لهما امرأتين موآبيتين اسم احداهما عرفة واسم الاخرى راعوث واقاما هناك نحو عشر سنين."
وهذا اثبات أن راعوث ليست كاتبة هذا السفر بل أن شخصا ثالثا يروي هذه القصة.
3- سفري صموئيل الأول و الثاني:
ورد في صموئيل الأول : 1:25 " ومات صموئيل فاجتمع جميع اسرائيل وندبوه ودفنوه في بيته في الرامة."
فمن الذي أكمل الاصحاحات الستة الباقية من هذا السفر ؟ و من كتب سفر صموئيل الثاني ذا الأربع و العشرين اصحاحا ؟
كما أن كاتب هذين السفرين غير معروف , غيرأن البعض يظنّون أن صموئيل قد كتب الأربعة والعشرين اصحاحا الأولى , وأن جادا و ناثان قد أكملاهما.
2- سفري الملوك الأول و الثاني:
فيما يتعلق بهذين السفرين فإنه من المجزوم به أن كاتبهما غير معروف على وجه التحديد إذ كيف جمعت هذه العناصر المختلفة من الأحداث في مجموعة واحدة ؟ هذه مشكلة من مشاكل المؤلف, فمن الواضح أن الذي كتب قد كتب و تكلم كلام المعاصر للاحداث التي يرويها و هذا يثبت أنه ليس كاتبا واحدا, وإلا لكان لا بد له وأن يعيش أكثر من 400 مائة عام فمن هو واضع سفري الملوك؟.
فلندع الجواب للدكتور جراهام سكورجي ولعلماء الكنيسة.... !!!
5- سفري أخبار الأيام الأول و الثاني, وسفري عزرا و نحميا:
جرت العادة أن تنسب هذه الأسفار الى كاتب واحد لا يعرف اسمه و يقال له – محرر الأخبار
وقد كتبت في أوائل العصر اليوناني, و ليس هناك من يعرف من هو محرر الأخبار المذكور كما وأنه ليس هناك ما يدل على هويته, و لكن من المسلم به أن كاتبا واحدا أنشأ و ألف سفري الأخبار و اتبعهما بسفري عزرا و نحميا ... أما تاريخ تحريرهما فتحديده من الأمور العسيرة.
6-سفر المزامير:
ينسب ثلثي المائة و الخمسين مزمورا إلى كتاب مختلفين , أما الثلث الاخر فكتابه مجهولون".
7- أسفار اشعياء, الأمثال, نشيد الانشاد و الجامعة.
من المستحيل تحديد أصل هذه المجموعات حتى المسندة منها إلى سليمان عليه السلام, كما أن عددا كبيرا من هذه الأمثال لاصفة دينية لها البتة, أما فيما يتعلق بنشيد الانشاد فلا شك أنه مليء بقصائد حب شعرية قديمة كانوا ينشدونها في السهرات, ولعله استوحي من الطقوس الوثنية حيث لا يذكر الله فيه أبدا.
أين التواتر و أين السند و من هو المؤلف أو المؤلفون ؟؟ ليس لدى النصارى جواب على هذا السؤال ولكن العجب العجاب أنهم مازالوا يقولون أن هذا الكتاب سماوي, الهي, مقدس!
يجدر بي هنا أن اذكر ما ذكرته مقدمة ترجمة الكتاب المقدس طبعة كولينزRevised Standard Version عام 1971 فيما يتعلق بمؤلفي العهد القديم:
1. الأسفار الخمسة الأولى: " على الأغلب تنسب إلى موسى"
2. يوشع: " القسم الأكبر ينسب إلى يشوع"
3. القضاة: " من المحتمل أن يكون صموئيل"
4. راعوث: " ليس معروف على الاطلاق... ربما يكون صموئيل"
5. صموئيل الأول و الثاني: " غير معروف"
6. الملوك الأول و الثاني: " غير معروف"
7. اخبار الأيام الأول و الثاني: " غير معروف, من المحتمل أنه جمعه و حرره عزرا:
8. استير, ايوب, يونان: " غير معروف".
و هكذا دواليك .. دواليك..
ثانيا: العهد الجديد
أما فيما يتعلق بالعهد الجديد الذي يشكل الجزء الرئيسي الثاني من كتاب النصارى فانه كتاب متناقض, غير متجانس, يحتوي على الكثير من الأخطاء وذلك لإنه شتات مجمع, فهو لا يمثل وجهة نظر واحدة تسوده من أوله إلى اخره, لكنه يمثل وجهات نظر مختلفة لكتاب مختلفون من حيث المذهب والظروف التي أحاطت بهم, كما أن القارئ ليستطيع أن يلاحظ الفرق في الاتجاهات المختلفة للكتَّاب ومسار تفكيرهم.
و كما علمنا سابقا أن أسفار العهد الجديد تتكون من 27 سفرا, مقبولة عند جميع الطوائف المسيحية مقسمة إلى أجزاء وهي , انجيل متى, مرقس , لوقا, يوحنا, أعمال الرسل و الرسائل, - بولس و الكاثوليكية - و رؤيا يوحنا.
وقد اكتشف علماء المسيحية في القرنين الماضيين التشابه الواضح بين الأناجيل الثلاثة الأولى متى, مرقس, لوقا, لذلك سميت بالأناجيل المتشابهة, و أنها تختلف اسلوبا و مضمونا عن انجيل يوحنا, و من المسلم به أن كلا من انجيل متى و لوقا قد دونت نقلا عن انجيل مرقس اقصر الأناجيل, كما أن الاختلاف بين الأناجيل عظيم لدرجة أنها لو قوبلت الأناجيل المتشابهة باعتبارها صحيحة و موثوق بها فان ما يترتب على ذلك هو عدم صحة انجيل يوحنا.
إن العهد الجديد كتاب كنسي بحت, كتب في الكنيسة و بواسطتها و لأجلها, لأنه كتب لمواجهة حاجات ومتطلبات الكنيسة المتنوعة ومواقفها المختلفة, فالرسائل و الأناجيل والأعمال والرؤيا كلها كتبت لتسد حاجات الكنيسة الصارخة للسيطرة على زمام الأمور.
ويعتبر العهد الجديد برمته كتاب اغريقي, فان الأصل للترجمات الموجودة و التي نقل عنها كانت باللغة اليونانية, و من الملاحظ أنها كتبت ثم نسبت إلى أشخاص ماتوا أو قتلوا قبل التواريخ المقررة لها بعشرات السنين, فمن تاريخ ولادة السيد المسيح و حتى رفعه 33 عاما على أرجح الأقوال, وقد كتب أقدم الأناجيل (مرقس) سنة 68- 70 على الأرجح, وبذلك يفصله عن ذلك التاريخ 34 عاما , أما انجيل يوحنا فقد كتب بعد رفع المسيح عليه السلام بمدة تتراوح بين 60- 80 عاما.
ولقد تأخرت كتابة الأناجيل للاسباب التالية:
1- الايمان بالمجيء الثاني: حيث توقع تلاميذ المسيح عليه السلام أن نهاية العالم ستكون قريبة جدا حتى أن معظمهم كان يتوقع أن يشاهد هذه النهاية و عودة المسيح.
2- مذهب الغنوسطية:" وهي عبارة عن فلسفة تقول أن المادة شر, و أن الخلاص يأتي عن طريق المعرفة الروحية دون الايمان, و هي التي أنشـأها بولس و من جاء بعده.
3- إن الغالبية العظمى من المسيحيين الأوائل لم يكونوا طائفة مثقفة أو متعلمة.
4- في الفترة الأولى من التبشير كانت العادة هي نقل التعاليم الدينية شفهيا.
5- ثمن المواد اللازمة للكتابة في ذلك الوقت, حيث يعتبرعائقا بالنسبة للمعدمين الذين كانوا يمثلون الأكثرية من المسيحيين الأوائل.
6- صعوبة جمع المعلومات في تلك الفترة حيث الاضطهادات و الاضطرابات.
أما فيما يتعلق بزمن اعتبار هذه الأناجيل على أنها قانونية فان هناك الكثير من الآراء المتضاربة والمشكوك فيها وفي صحتها مما أجبر علماء النصرانية على القول: " إن العهد الجديد الذي هو بين أيدينا الان لم يتحدد موقفه تماما قبل القرن الرابع الميلادي وان اختياره لم يتم عن طريق مرسوم أو مجمع, بل بالمحك الدائم لاستخدامها في الحياة اليومية.. و ما من شك في أنه كانت توجد كتب أخرى اقدم لم تعش و ليس لدينا أي معرفة محددة بالنسبة للكيفية التي تشكلت بموجبها قانونية الأناجيل الأربعة ولا بالمكان الذي تقرر فيه ذلك وانما من المحتمل أن تكون قد اكتسبت التداول والنفوذ عن طريق تبني أحد الكنائس الكبيرة لها".
و بالحديث عن النسخ الأصلية التي نقلت و ترجمت عنها الأناجيل, فإنه أمل لا طائل من ورائه أن نتصور امكانية الوصول إلى النص الأصلي و ذلك عن طريق ترتيب النص السكندري و النص الغربي القديم, و النص الشرقي القديم(البيزنطي) ثم قبول النص الذي يتفق عليه اثنان منها, كما أن النسخ الأصلية لكتب العهد الجديد( الإغريقية) فنيت منذ مدة طويلة وأن كل النسخ التي استخدمها المسيحيون في الفترة التي سبقت مجمع نيقيا قد غشيها نفس المصير.
أسفار و كتب العهد الجديد:
أولا: انجيل متى
كما ذكر سابقا أن هذا الكتاب ينسب إلى متى أحد تلاميذ المسيح الاثنا عشر, والذي كان عمله جامعا للضرائب قبل اتصاله بالسيد المسيح, وقد كتب هذا الانجيل باللغة العبرية أو الأرامية كما يقول البعض ثم ترجم إلى اليونانية و لا يعرف بالضبط السنة التي كتب فيها, فمن قائل سنة 41, 43, 48, 61, 63,64, 67 ميلادية دون أي دليل أو سند أو حجة أو برهان يثبت هذه الأقوال, ومهما كانت لغة الأصل فان ذلك الأصل مفقود, ولا وجود له, والمترجم مجهول و زمن الترجمة مجهول, بناءاً على آرآء المؤرخين النصارى, حيث يقول كل من :
1- ابن البطريق: انه دون في عهد قلديوس و لكنه لم يعين السنة.
2- جرجس زوين: انه دون في أورشليم سنة 39 لانه كتب استجابة لمطلب اليهود الذين امنوا بالسيد المسيح و كان تدوينه بالعبرانية
3- الدكتور جورج بوست: دون قبل خراب أورشليم و كانت لغة تدوينه اليونانية.
4- رأي صاحب كتاب: " ذخيرة الألباب" يحدد سنة تدوينه بعام 41 باللغة العبرية أو السيروكلدانية ثم ترجم إلى اليونانية.
و من ذلك يلاحظ أن انجيل متى:
1- مجهول التاريخ بوجه عام يكاد يكون اجماعا من المسيحيين.
2- في لغة تدوينه خلاف لا يحدد
3- النسخة الأصلية مفقودة
4- المترجم مجهول
5- ان هذا الانجيل كتب بخاصة إلى اليهود بناء على طلبهم.
وعندما نبحث عن اجابة السؤال: من هو مؤلف انجيل متى لوجود الشكوك لدينا بناءًا على ورود اسم متى في هذا الكتاب مرتين:
متى 9:9 " وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى انسانا جالسا عند مكان الجباية اسمه متى.فقال له اتبعني.فقام وتبعه."
يظهر من هذه الفقرة بوضوح أن الكاتب شخص ثالث يروي ما حدث بين المسيح و متى العشار, فلو كان متى هو الكاتب لجاءت الجملة كالتالي:
( وفيما يسوع مجتاز من هناك رآني جالسا عند مكان الجباية.فقال لي اتبعني.فقمت وتبعته).
و كذلك في متى 10 :2-3 : "واما اسماء الاثني عشر رسولا فهي هذه.الاول سمعان الذي يقال له بطرس واندراوس اخوه.يعقوب بن زبدي ويوحنا اخوه , فيلبس وبرثولماوس.توما ومتى العشار.يعقوب بن حلفى ولباوس الملقب تداوس".
يظهر هنا أيضا أن الكاتب شخص ثالث , فلو كان متى هو الكاتب لقال: " فيلبس وبرثولماوس وتوما وأنا ,ويعقوب بن حلفى ولباوس الملقب تداوس."
لقد ذكر المؤلف نفسه في هذه الفقرة, متى9:9 , أو بالاحرى فانه يصف دعوة شخص يدعى متى على الرغم من أن ربط شخصيته كمؤلف بهذا التلميذ هي بالتأكيد محض خيال , أما بالنسبة للجملة الثانية متى 3:10 فان الكاتب قد غير ماجاء في انجيل مرقس: 14:2 "وفيما هو مجتاز رأى لاوي بن حلفى جالسا عند مكان الجباية.فقال له اتبعني.فقام وتبعه." و بما أنه ليس لدينا أي دليل على أن هذا الاسم ( متى ) هو الاسم النصراني للاوي فان السبب الوحيد لهذا التغيير- مع أنه مجرد ظن- انه كانت هناك صلة بين متى التلميذ و الكنيسة التي كتب من أجلها هذا الانجيل و لهذا فان مؤلف هذا الانجيل نسب عمله إلى معلم تلك الكنيسة الذي يوقره و يعتبره رسول الكنيسة التي يتبعها.
و انني أتساءل: أي الكلام و أي الاعترافات نصدق ؟ و أين التواتر و السند في نقل هذا الكتاب ؟؟ و كيف الايمان بكتاب لا يعرف مؤلفه أو كاتبه و كيف يطلق على كتاب كهذا أنه كتاب مقدس و أنه كلام الله ؟, أليس من الأجدر أن يسمى كتاب مذكرات أو كتاب ترجمة حياة كما كان يدعوه القسيس جوستين في الماضي
التعديل الأخير تم بواسطة ismael-y ; 02-06-2006 الساعة 10:05 PM
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة المهتدي بالله في المنتدى العقيدة والتوحيد
مشاركات: 21
آخر مشاركة: 30-01-2013, 01:20 PM
-
بواسطة معهد النصرة الشرعي في المنتدى منتديات الدعاة العامة
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 26-06-2008, 12:30 AM
-
بواسطة لطفي مهدي في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 23-04-2008, 09:53 PM
-
بواسطة ابو حنيفة المصرى في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 27-12-2007, 08:14 PM
-
بواسطة المهتدي بالله في المنتدى الأدب والشعر
مشاركات: 17
آخر مشاركة: 11-09-2005, 07:57 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات