بعد انفراد "المصريون" بالكشف عن تفاصيلها.. البابا شنودة يشكل لجنة كنسية للتحقيق في خلافات يوأنس- أرميا ورفع تقرير بشأنها خلال أيام

كتب جون عبد الملاك (المصريون): | 15-11-2010 00:14

قرر البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تشكيل لجنة من أساقفة المجمع المقدس، للتحقيق فيما نشر عن تقديم الأنبا يوأنس والأنبا أرميا سكرتيري البابا لشكاوى كيدية كل منها، على أن يترأس اللجنة الأنبا باخميوس أسقف البحيرة ويقدم تقريره النهائي على هيئة توصيات للبابا ليعتمدها.

يأتي ذلك تأكيدا لما نشرته "المصريون" في عددها الصادر أمس حول الخلافات بين الأنبا يوأنس الأسقف العام وسكرتير البابا، والأنبا وأرميا سكرتير البابا، أحد أبرز المتطلعين لخلافة البابا شنودة، والتي تفجرت عقب ارتداء المصور الشخصي للبابا خلال العظة الأسبوعية للبابا الأربعاء الماضي "تي شيرت أسود" مكتوبًا عليه "ارحل عنا يا أنبا يوأنس، حياة البابا غالية علينا".

غير أن سكرتيري البابا رفضا التعليق على قرار التحقيق بشأن الخلاف بينهما، وأكدا في اتصالين هاتفيين بـ "المصريون " أنهما لا يعلمان شيئاً عن هذا الأمر، لكن مصدرا مسئولا بالمقر البابوي أكد أن البابا شنودة شكل اللجنة في أعقاب عقده لسمينار المجمع المقدس مع 99 أسقفا بمناسبة عيد جلوسه التاسع والثلاثين بالقاعة الكبرى للاجتماعات بالمقر البابوى مطلع هذا الأسبوع.

وأضاف المصدر لـ "المصريون"، إن البابا أبلغ سكرتاريته غضبه بشدة مما لحق بهما من تكدير لصفو العلاقة التي يفرض أن تكون بينهما وطلب منهما "خلاص أنفسهما " – طقس مسيحي يعني التوبة – وعدم التفكير في خلافته في الكرسي البابوي، وأن يبادل كل منهما الحب للآخر.

وفجر الأنبا أرميا مفاجأة من العيار الثقيل خلال التحقيقات معه – على الرغم من إنكاره لها- بعد أن كشف أنه كان مكلفًا من قبل الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس من أجل مضايقة الأنبا يوأنس ليبعده عن حلبة الصراع على خلافة البابا، وهو ما نفاه الرجل الثاني بالكنيسة جملة وتفصيلاً.

ولم يخف الأنبا أرميا طموحه لخلافة البابا شنودة، خاصة مع تضاؤل فرص الأنبا بيشوي بعد إساءته للأغلبية المسلمة في مصر، وعلي خلفية تشكيكه في عصمة القرآن الكريم، على الرغم من أن سكرتير البابا كان يعد من أبرز أنصار سكرتير المجمع المقدس ضد غريمه التقليدي الأنبا يوأنس.

وكانت "المصريون" انفردت علي مدار الأيام السابقة بالكشف عن تفاقم الصراع بين الأنبا يوأنس وأرميا والتي بدأت بـ "خناقة" بينهما أمام البابا، عندما كان يجلس مع اللواء نبيل رياض، مدير أمن الكاتدرائية، بسبب إقالة الأنبا ارميا للأخير وتعيين اللواء محسن ناشد، مدير أمن جديد للكاتدرائية.

فحينما أرسل البابا إلى أرميا ليبلغه برفضه القرار وتمسكه برياض في منصبه، بينما كان يوأنس في ذلك الوقت يبلغ رهبان دير ابو مقار بتأجيل اجتماعهم مع البابا، قام أرميا بدفع الباب في وجه يوأنس – حتي لا يدخل الغرفة – فما كان من الأخير إلا أن رد الباب بقوة ليصطدم بالأنبا أرميا الذي تراجع للوراء واصطدم بدوره بالبابا ووقع الأخير على الأرض وأصيب بجروح وكدمات.

وأدت تلك الصراعات إلي صدور قرار من البابا شنودة بإلغاء الاحتفالات بعيد جلوسه، لحزنه الشديد علي ما آلت له الصراعات بين الأساقفة في حياته والتي وصلت إلي ارتداء مصوره الشخصي خلال العظة الأسبوعية يوم الأربعاء الماضي تي شيرت أسود مكتوب عليه "ارحل عنا يا انبا يوأنس، حياة البابا غالية علينا".
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=43134