يفتاح الجلعادي رجل محارب قوي (جبار بأس) ، يطرده اخوته لآنه من أم أخرى زانية .
وقد كان هو نفسه ابن زنا حسب تفسير موقع الانبا تكلا:
يقول الاب انطونيوس فكري:


وكونه أبن زنا فهذا لا يعيبه فالأبن لا يطالب بخطية أبيه فالنفس التى تخطئ هى تموت (حز 18: 4). لذلك فبولس الرسول يحسب يفتاح فى عداد الأبرار (عب 11: 32). ولكن اجتماعياً فأبن الزنا يعامل معاملة سيئة ولذلك حرمته الشريعة من دخول الجماعة، أى من العضوية فى المجمع حتى لا يُعيَّر بكونه أبن زنا لكن كان هذا لا يحرمه من قيادة الجيش والقضاء ولا التمتع بالميراث الأبدى. ولقد طرده أخوته فخسروه بلا ذنب إرتكبه هو. ونتيجة معاملة المجتمع السيئة لهُ ألتصق بالأشرار وصار زعيماً لهم وربما فى السلب والنهب. وكان جبار بأس. ونلاحظ ان الله لهُ طرق متعددة فى دعوة رجاله وإعدادهم. فهنا لم يظهر ملاك ليفتاح كما ظهر لجدعون ولوالدى شمشون. ولكن الله إستعمل الطريق الطبيعى فالشعب جلس يفكر فى قائد والله أرشده ليفتاح كقائد مناسب. وكان الله قد سمح بكل هذه الظروف التى أحاطت بحياته كإعداد لهُ. فالله استفاد من كونه جبار بأس طريد عنيف ليقود الجيش الخائر فيحسن قيادته. وككل قاضٍ فهو له رموز للمسيح. انتهى كلام المفسر.

يفتاح الجلعادي ينذر من يخرج للقائه بعد نصره يصعده محرقة للرب.

نذر يفتاح وانتصاره

قض-11-29: وكان روح الرب على يفتاح، فعبر جلعاد ومنسى ومر بمصفاة جلعاد، ومن مصفاة جلعاد عبر إلى بني عمون.
قض-11-30: ونذر يفتاح نذرا للرب وقال: ((إن أسلمت بني عمون إلى يدي،
قض-11-31: فكل خارج يخرج من باب بيتي وإلى لقائي، حين عودتي بسلام من عند بني عمون، يكون للرب فأصعده محرقة)).
قض-11-32: وعبر يفتاح إلى بني عمون ليحاربهم، فأسلمهم الرب إلى يده.
قض-11-33: فضربهم من عروعير إلى مدخل منيت (عشرين مدينة) وإلى آبل كراميم، ضربة عظيمة جدا، فذل بنو عمون أمام بني إسرائيل.
قض-11-34: وعاد يفتاح إلى المصفاة إلى بيته، فإذا ابنته خارجة للقائه بالدفوف والرقص، وهي وحيدة له، ولم يكن له ابن أو ابنة سواها.
قض-11-35: فلما رآها، مزق ثيابه وقال: ((آه، يا ابنتي، قد صرعتني صرعا وصرت من جملة من أشقاني، لأني فتحت فمي أمام الرب، ولا أستطيع أن أتراجع )).
قض-11-36: فقالت له: (( يا أبت، قد فتحت فمك أمام الرب، فاصنع بي بحسب ما خرج من فمك، بعدما انتقم لك الرب من أعدائك بني عمون )).
قض-11-37: ثم قالت لأبيها: ((ليصنع لي هذا الطلب: أمهلني شهرين فأنطلق وأتيه في الجبال وأبكي بتوليتي، أنا وصديقاتي)) .
قض-11-38: فقال: (( اذهبي ))، وصرفها شهرين. فانطلقت هي وصديقاتها وبكت بتوليتها على الجبال.
قض-11-39: وكان، عند نهاية الشهرين، أنها رجعت إلى أبيها، فأتم بها النذر الذي نذره، وهي لم تعرف رجلا. فجرت العادة بين بني إسرائيل
قض-11-40: أن بنات إسرائيل يمضين من سنة إلى سنة وينحن على ابنة يفتاح الجلعادي أربعة أيام في السنة.

تفسير موقع الانبا تكلا (الاب انطونيوس فكري)

بتأثير الجو الكنعانى الوثنى والأم الكنعانية أعتقد يفتاح أنه يرضى الله بالذبائح البشرية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهو نذر ليس فيه شئ من الحكمة والله لا يوافق عليه. ولكن الله صمت ولم يمنع تقديم الإبنة كنذر:

1. ليلقن كل المؤمنين درساً قاسياً أن هذا النذر بهذا الأسلوب أى تقديم نفوس بشرية كذبائح هو شئ مرفوض.

2. حتى يتعلم يفتاح الدرس بصفة شخصية سمح الله لإبنته العذراء أن تخرج هى للقائه فصارت القصة مريرة ولكن هل لو قابلته أى عذراء أخرى كان سيشعر بنفس المرارة؟ هو لن يشعر لكن أهلها سيشعرون إذن هو درس لهُ.

عموماً فالنذر ليس ثمناً فالله يعطيه من محبته مجاناً بدون ثمن ويعطى بسخاء ولا يُعيِّر. ولكن النذر هو تعبير عن شكر. ولكن هذا النذر غير المقبول كان نذراً قاسياً وكان تحقيقه أكثر مرارة. ولا توجد مقارنة بين هذه القصة وتقديم إسحق محرقة. فالله الذى طلبه ليشرح قصة فداء المسيح لذلك لم يترك إبراهيم يذبحه. ولكن يُحسب ليفتاح ولأبنته إنهما قبلا تنفيذ النذر ولم يتراجعا. فهما بجهل من كليهما أشتاق أن يقدما أغلى ما عندهما لله فقدما شئ لا يوافق الله عليه لكن ما فعلاه كان يعبر عن حب شديد وإخلاص شديد لله. انتهى كلام المفسر

الغريب ان بولس اعتبر يفتاح من الابرار:

عب-11-32: وماذا أقول أيضا؟ إن الوقت يضيق بي، إذا أخبرت عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والأنبياء.
عب-11-33: فهم بفضل الإيمان دوخوا الممالك وأقاموا العدل ونالوا المواعد وكموا أفواه الأسود
عب-11-34: وأخمدوا أجيج النار ونجوا من حد السيف وتغلبوا على المرض وصاروا أبطالا في الحرب وردوا غارات الغرباء،
عب-11-35: واستعاد نساء أمواتهن بالقيامة. وتحمل بعضهم توتير الأعضاء أبوا النجاة رغبة في الأفضل، أي في القيامة
عب-11-36: وبعضهم الآخر عانى السخرية والجلد، فضلا عن القيود والسجن.
عب-11-37: ورجموا ونشروا وماتوا قتلا بالسيف وهاموا على وجوههم، لباسهم جلود الغنم وشعر المعز. محرومين مضايقين مظلومين,
عب-11-38: لا يستحقهم العالم، وتاهوا في البراري والجبال والمغاور وكهوف الأرض.
عب-11-39: وهؤلاء كلهم تلقوا شهادة حسنة بفضل إيمانهم، ولكنهم لم يحصلوا على الموعد،
عب-11-40: لأن الله قدر لنا ما هو أفضل لكيلا يدركوا الكمال من دوننا.


والسؤال الآن :
كيف عرفتم ان الله لم يوافق على هذا النذر ؟ ولماذا اعتبرتم انه صمت؟ ربما كان موافقا!!
لو كان الله غير موافق على هذا النذر لأوحى بذلك في كتابه ليعلم الناس ، فالموضوع ليس سهلا ، فأين هذا الوحي؟
وحيث ان تقديم نفوس بشرية كذبائح مرفوض فلماذا كان تقديم يسوع ؟
وكيف اعتبر بولس يفتاح الجلعادي من الابرار بعدما قتل ابنته واحرقها على المذبح مع اعترافكم ان الله لم يرض عن هذا العمل (بدون أي دليل)؟

وأخيرا ، قول المفسر
:"وكونه أبن زنا فهذا لا يعيبه فالأبن لا يطالب بخطية أبيه فالنفس التى تخطئ هى تموت (حز 18: 4). "
لماذا هنا فقط تقولون ان الابن لا يطالب بخطية أبيه و دين النصارى أصلا قائم على وراثة الابن لخطية أبيه آدم؟