الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإن الله سبحانه وتعالى ارسل رسوله على حين فتره من الرسل وكان رسالة محمد صلى الله عليه وسلم هى بمثابه تصحيح المسار وتوضيح الحق والقضاء على وفى ما اختلف فيه البشر حيث تفرقو الى ملل ونحل كثيره من عباد اوثان و اهل كتاب ضالين محرفين وقوم ليسو على شى يعيشون فى ديناهم كالبهائم لايعنيهم امر الدين بل امر دنياهم وعاجل امرهم
فكانت رسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم بمثابة هدايه وجب على كل الناس ان يتبعوها ويتركو الجاهليه وليكونو فى نور الاسلام حيث الامان والايمان الحقيقى بالله الحق والواحد الاحد
وانا قدمت بهذه المقدمه ليعرف الناس حقيقه معتقد ومسمى يروج بين المسلمين زرعه اهل الكفر وحصده الحمقى من المسلمين والمنافقين
الا وهو الوحده الوطنيه
فتعالوا ننظر الى هذا المعتقد جيدا حتى ندرك مدى خطورته ومجافته للحق وان الغرض منه افساد وتحريف اصول الدين عند المسلمين على حساب نعرات قوميه تصل بالمسلم الى ان ينسلخ عن دينه ليومن بدين الوطنيه ولا حول ولا قوة الا بالله
ماهى الوحده
الوحده هى مبدى عام يجمع افرد بحيث يعرفون به فتكون وحدتهم امر مميز عن غيرهم والوحده تدل على شده الاجتماع والتعاون بين اصحاب الوحده الواحده وهى لا تنفك تحت اى ظروف او اى اختلاف بل يصبح اى خلاف غيرها خلاف هامشى لاقيمه له فى سبيل الحفاظ على هذه الوحده فهم على ما اجتمعوا عليه وتوحدو عليه قوه واحده ضد اى خلاف
ماهى الوطنيه
الوطنيه هى الارتباط بالارض وخاصه الارض التى هى مسقط الانسان حيث يكون هذا الارتباط وثيق يبداء بالانتماء وحب الوطن وينتهى الى الموت دفعا عنه فهوا قائم على المكان بشكل اساسى
اذا الوحده الوطنيه هى
اجتماع ابناء الوطن الوحد على اختلاف دينهم وطوائفهم على الانتماء للارض التى يسكنون ويكون ذلك الاجتماع وهذه الوحده فوق كل هذا الخلاف حيث انها تشكل ضروره اساسيه واولويه قصوى تجعل من اى خلاف او اختلاف مجرد قناعات فكريه لاتؤثر فى هذا الامر وتصبح الوطنيه ولاء وبراء فكل وطنى من ابناء الارض هو اخ لمن يشاركه هذا الامر
وبعد ان استعرضنا هذا الكلام نحب ان نتكلم عن هذا الامر فى ضوء ارتباطنا بالاسلام
واننا اتباع لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
اين الله فى ذلك كله
اذا سالت كهنه هذا المعتقد والمنظرين له والمتشدقين فيه
اين الله والدين ولماذا الانتماء للطين اهم من الانتماء للدين
يقول هذه العباره الكفريه المقيته
الدين لله والوطن للجميع
وكأننا قسمنا الكون بيننا بين الله وصرنا لله شركاء اعطيناه الدين لله اما الوطن فهو ملك الكل شركه مساهمه ومعرف ان الدين فى هذه العباره المقصود منه الشعائر دون الشرائع وهذا واضح للبيب
وسوف افرد الكلام على هذه الكلمه الفاسده فى مقال مستقل ان شاء الله
الحقيقه الشرعيه للوحده
ان الوحده فى القران هى وحده الدين فقط ومن اجل الدين يصبح الاسود اخو الابيض والاعجمى اخو العربي وعلى النقيض يصبح الكافر ليس اخ للمسلم ولو كان من اهله
لما اغرق الله قوم نوح سال سيدنا نوح ربه ابنه فماذ قال الله سبحانه وتعالى

قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ
برغم ان الله امر نوح قبل ان يغرق قومه بماذا اقراء ان شئت قول الله

حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ

سمى الله اتباعه اهله ونفى الله عن ابنه ان يكون من اهل نوح لانه عمل غير صالح
الكفر فرق بين الاب وابنه فانظرا الى اى اعتبار كان لازم اعتبار الدين ام اعتبار الدنيا
وكثير من الامثله كقول الله
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ

رغم اختلاف الالسن والاباء والامهات والاعراق واللغات والاوطان الا انهم صاروا بالايمان اخوه جمعتهم كلمة التوحيد فهم موحدون متوحدون وهذه حال المسلم
كقول النبى
مثل المؤمنين فى تودهم وترحمهم كمثل الجسد الوحد اذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الاعضاء بالسهر والحمى
فنحن لانقدس طين ولا حجاره بل نقدس ديننا وقرآننا وعقديتنا فهى الرايه التى نجتمع تحتها
ومبدى الوحده الوطنيه مبدى كفرى باطل ادى فى كثير من الاحيان الى ان قدمنا مصلحه الكافر على مصلحه المسلم ونصره الكافر على نصره المسلم بدعوى الوحده الوطنيه التى صارت دين على الدين وشريعه على الشريعه
وهذه الارض التى يكاد يعبدها الوطنيون ما هى الا ارض واحده خلقها الله لما خلقه بلا حدود بل كانت ارض واحده ولماجاء الاستعمار قسمها وحدها فصرنا عبيد للحدود
نموت من اجل حجاره ونحن لن نخلق اصلا الا من اجل الدين
قال الله
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
والانسان المسلم يعلم ان ايامه فى الدنيا معدوده ويكفى ان الوقوف بين يدى الله خمسين الف سنه فى المحشر فالستون او السبعون سنه التى نتناحر فيها ما هى الا مرحله انتقاليه من العدم الى الخلود عبر الموت والخلود اما جنه ابدا واما نار ابدا
فكيف نرتبط بدنيا مرحلتها معنا لاتذكر
ان الوحده التى لنا نحن المسلمين هى الوحده الايمانيه التى تجمعنى واخى الامريكى والصينى والهندى ،،الخ
هو اخى واولى من ذلك الذى يعيش معى فى ارضى وجارى وهو مشرك بالله نعم
الوحده الايمانيه ولنا لقاء اخر ان شاء الله نستكمل فيه هذا الكلام