131 - " عليكم بالوجوه الملاح و الحدق السود فإن الله يستحي أن يعذب وجها مليحا
بالنار " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 256 ) :

موضوع .

أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 7 / 282 ـ 283 ) في ترجمة الحسن بن علي بن زكريا
بإسناده عن شعبة عن توبة العنبري عن أنس رفعه و أورده ابن الجوزي في
" الموضوعات " ، و قال : آفته الحسن بن علي بن زكريا العدوي يضع الحديث ، قال
السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 113 ) : هو أحد المعروفين بالوضع ، و قال الشيخ
القاري ( ص 110 ) : فلعنة الله على واضعه الخبيث ، ثم وجدت له طريقا أخرى فقال
لاحق بن محمد في " شيوخه " ، ( 114 / 1 / 2 ) : أخبرنا أبو مسعود حدثنا لاحق بن
الحسين المقدسي حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي درة القاضي حدثنا محمد بن طلحة
العروقي حدثنا إبراهيم بن سليمان الزيات حدثنا شعبة عن توبة العنبري عن
أنس بن مالك مرفوعا به .
قلت : و هذا كالذي قبله أو شر منه ، و فيه علل :
1 - الزيات هذا قال ابن عدي : ليس بالقوي .
2 - و العروقي ، و الراوي عنه محمد القاضي لم أعرفهما .
3 - لاحق هذا و هو آفة الحديث فإنه كذاب وضاع ، و قال الإدريسى الحافظ : كان
كذابا أفاكا يضع الحديث على الثقات ، لا نعلم له ثانيا في عصرنا مثله في الكذب
و الوقاحة .
و قال الشيرازي في " الألقاب " : حدثنا أبو عمر لاحق بن الحسين بن أبي الورد
فذكر خبرا موضوعا ظاهر الكذب ، متنه : " عليكم بالوجوه الملاح ... " فذكره .
قلت : و من أحاديث هذا العدوي الكذاب الحديث الآتي .
(1/208)
________________________________________

132 - " النظر إلى الوجه الحسن يجلو البصر ، و النظر إلى الوجه القبيح يورث الكلح " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 257 ) :

موضوع .

أخرجه الخطيب ( 3 / 226 ) و من طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 162 ـ
163 ) من طريق الحسن بن علي بن زكريا البصري حدثنا بشر بن معاذ حدثنا بشر بن
الفضل عن أبيه عن أبي الجوزاء عن ابن عباس مرفوعا .
و رواه محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الطرازي عن الحسن بن علي بن زكريا بإسناد
آخر عن أنس مرفوعا ، لكنها رواية أخطأ فيها الطرازي هذا و قد روى مناكير و
أباطيل ، و الصواب عن الحسن بن زكريا الرواية الأولى كما قال الخطيب ،
و الحسن هذا قال ابن عدي : عامة ما حدث به إلا القليل موضوعات و كنا نتهمه بل
نتيقن أنه هو الذي وضعها ، و قال ابن حبان : لعله حدث عن الثقات بالأشياء
الموضوعات ما يزيد على ألف حديث ، و قال ابن الجوزى : لا نشك أن أبا سعيد هو
الذي وضعه و مثله :
(1/209)
________________________________________

133 - " النظر إلى وجه المرأة الحسناء و الخضرة يزيدان في البصر " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 258 ) :

موضوع .

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 201 - 202 ) و عنه الديلمي ( 4 / 106 ) من
طريق أحمد بن الحسين الأنصاري حدثنا إبراهيم بن حبيب بن سلام المكي حدثنا ابن
أبي فديك حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر مرفوعا .
إبراهيم هذا لم أجد من ترجمه و كذا الراوي عنه أحمد بن الحسين ، لكن تابعه محمد
ابن يعقوب عن أبي الشيخ في " التاريخ " ( 236 ) إلا أنه قال : حدثنا إبراهيم بن
سلام المكي و تابعه أيضا محمد بن أحمد القاضي البوراني قال : حدثنا إبراهيم بن
حبيب بن سلام به ، رواه أبو نعيم أيضا كما ذكره السيوطي في " اللآليء " ( 1 /
116 ) و البوراني هذا ترجمه الخطيب ( 1 / 295 ) و روي عن الدارقطني أنه قال
فيه : لا بأس به ، و لكنه يحدث عن شيوخ ضعفاء .
قلت : فالظاهر أن إبراهيم شيخ البوراني في هذا الحديث من أولئك الشيوخ الضعفاء
فهو آفة هذا الحديث و قد ذكره الذهبي في " الميزان " في ترجمة محمد بن
عبد الرحمن أبي الفضل بسنده عن ابن أبي فديك به ، و قال : خبر باطل .
قلت : و أورده الصغاني في " الأحاديث الموضوعة " ( ص 7 ) ، و قال ابن القيم :
هذا الحديث و نحوه من وضع الزنادقة .
قلت : و هو و ما بعده مما سود به السيوطي " الجامع الصغير " و قد أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " و لكن بلفظ آخر و هو .
(1/210)
________________________________________

134 - " ثلاثة يزدن في قوة البصر : النظر إلى الخضرة ، و إلى الماء الجاري ، و إلى
الوجه الحسن " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 259 ) :

موضوع .

أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 163 ) من طريق وهب بن وهب القرشي عن
جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن علي بن الحسين عن جده علي بن أبي طالب
مرفوعا .
و قال ابن الجوزي : باطل ، وهب كذاب .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 115 - 117 ) بأن له طرقا أخرى يرقي
الحديث بها عن درجة الوضع ، ثم ساقها من حديث ابن عمرو و بريدة و عائشة و جابر
و قد تقدم قبل هذا و أبي سعيد الخدري و ابن عباس موقوفا عليه .
قلت : و كل من هذه الطرق فيها ضعيف أو مجهول أو متهم ، و بيان ذلك مما يطول به
الكلام جدا فاكتفيت بالإشارة ، و الحكم على هذا الحديث و ما في معناه بالوضع من
قبل معناه أقوى من الحكم عليه به من جهة الإسناد ، فقد قال ابن القيم
رحمه الله في رسالته " المنار " : فصل : و نحن ننبه على أمور كلية يعرف بها كون
الحديث موضوعا ، ثم ذكر في بيان ذلك فصولا قيمة جدا نقلها عنه الشيخ على القاري
في " خاتمة الموضوعات " قال ( ص 109 ) : فصل : و منها أن يكون الحديث لا يشبه
كلام الأنبياء بل لا يشبه كلام الصحابة كحديث : " ثلاثة يزدن في البصر : النظر
إلى الخضرة ، و الوجه الحسن " ، و هذا الكلام مما يجل عنه أبو هريرة و ابن عباس
بل سعيد بن المسيب و الحسن ، بل أحمد و مالك .
و تعقبه الشيخ القاري بأنه ضعيف لا موضوع .
قلت : لا تعارض بين قوليهما فهو ضعيف سندا موضوع متنا ، و قد سبق لهذا بعض
الأمثلة .
(1/211)