ليس الهدف من الموضوع هو المقارنة بين قيمة الإنسان و قيمة الكون بما فيه من نجوم و مجرات
لكن الهدف هو القول بأنه لا يمكننا أن نتصور أن الخالق العظيم سبحانه و تعالى
كان يوما فى رحم امرأة
أو أنه ولد يوما من جسد امرأة
أو أنه التقم يوما ثدى امرأة
أو أنه ختن
أو أنه كان يأكل و يشرب و يتبول و يتبرز
أو أنه انسان له شهوة
فالله أكبر و أعلى و أعظم
سبحانه و تعالى عما يشركون
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات