ثقافة إسلامية أم هدي إسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الثقافة الإسلامية هي تعلم مجموعة النظم الإسلامية من حيث الدين وعلومه واللغة العربية واساليبها والثقافة العامة لطرق حياة المسلمين ونظام التعليم والحكم والمسؤولية المناطة بالأفراد حكاما ورعايا , وكل شئون الحياة لنظام الإسلام المتمثل في القرأن واحكامه , كما أنها تعني في العصر الحديث الرقيّ الفكري والأدبي والاجتماعي , وهي مقوّمات الأمة التي ُ تميزها عن غيرها من الجماعات بما تقوم به من العقائد والقيم واللغة والمبادئ، والسلوك والمقدّسات .
هذه هي الثقافة الإسلامية التي يتعلمها الجميع الآن سواء من المسلمين أو من غيرهم من الأعراق والديانات الأخرى , وهذا الجهد هو عبارة عن العلم بها وتعلمها دون العمل بها .
أما الهدي الإسلامي هو تعلم قواعد الدين من عبادات ومعاملات ونظام العلاقات الاجتماعية مع الآخرين مهما كانت صفاتهم , والعمل بها والمحافظة عليها , وإقامة شعائرها , من صلاة وزكاة وصوم وحج ومعاملة بالحسنة لكل الناس , وحسن الخلق , وصلة الأرحام والأمانة في التعامل , والصدق في الحديث , والإخلاص في العمل , والعدل بين الناس , ونبذ الظلم والتعسف , وكف الأذى عن الآخرين , كل هذا وغيره كثير من أخلاق المسلم , والأهم هو الإلتزام بتطبيق كل هذه الأخلاق والمعاملات في حياتنا اليومية لنكون من المهتدين ونهدي غيرنا إلى ذلك النظام الرباني البديع , والهدي الإسلامي هو تقوية الإيمان في نفوسنا بحيث نحصنها من كل بدعة أو ثقافة غريبة تفسد علينا ديننا ونظامنا , وبذلك يكون الهدي الإسلامي والعمل به هو المقصود من تعلم الثقافة الدينية , وهذا هو ديدان المسلم في حياته حتى يكون عبدا لله حقا يتعلم دينه ويعمل به ويحفظ امته ويعينها علي التقدم في مجالات الحياة العامة , ويحقق أمر التكليف الإلهي الذي وكل إليه من عمارة الكون وإصلاحه .
أما الثقافة الإسلامية فقد تعلمها الكثير من الناس , من نصارى ومستشرقين ليعلموا ثقافة هذه الأمة دون العمل بها , إما للطعن في ديننا الإسلامي , أو للبحث عن طريقة لصرف الناس عنه , أو لإفساد عقول الشباب , أو لمجرد العلم بالشئ , والأهم في هذا المعنى هو تعلمها دون العمل بها , وللأسف انسحب هذا الأمر علي المتعلمين من المسلمين , فالكثير منا تخصص في مجالات التعليم العالي في الثقافة الإسلامية , ولم نراه يحمل أخلاق المسلم , ولا الإلتزام بعبادة الله في حياته اليومية , ولا يحترم قواعد الدين ولا يدعو إليها غيره , ولكنه يتحدث عن هذه الثقافة الإسلامية بكل طلاقة وإلمام بجوانبها ومقاصدها ولا يعلم قول الحق : " أتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وأنت تتلون الكتاب أفلا تعقلون "
فكم نحن في حاجة لنعمل بما تعلمنا من ديننا الحنيف لأنه عنوان حياتنا في الدنيا وفي الآخرة , ومصدر عزتنا وسبيل تقدمنا ورقينا , وفيه القوة علي الأعداء ورفع الهمة وتقوية العزيمة وإثبات الشخصية أمام الآخرين , فالمسلم لا حياة له بدون التمسك بالدين وإحياء شعائره واداء عباداته , فهي الحصن الحصين من مزالق الهوى , والقوة من كل هوان , ويجعل للمسلم في نفسه قوة وعند العدو خوفا ورهبة .
نسأل الله العلي القدير أن ينفعنا بما تعلمنا , وأن يعيننا علي العمل بشعائر الدين وأوامره , وأن نكون عبادا لله كما أرادنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لنسعد في الدنيا والآخرة .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته