السلام على من اتبع الهدى.

ينتقد النصارى تعدد الزوجات فى الإسلام, و يعتبرون هذا نقطة فى صالح النصرانية, إلا لأنهم لو درسوا الأمر سيكتشفون أنه على النقيض تماما. لندرس الأمر ثم نحكم.

أولا يجب أن نعرف أن كل الأديان و الثقافات سواء السماوية أو غير السماوية من اليهودية إلى الهندوسية إلى البوذية سمحت بتعدد الزوجات,
فلماذا ننتقد الإسلام عندما ينظم ذلك الأمر؟

و لكن هل حقا النصرانية هى الدين الوحيد الذى لغى تعدد الزوجات؟

بالطبع لا, فالكتاب المقدس واضح جدا بخصوص تعدد الزوجات:

15 إِنْ كَانَ رَجُلٌ مُتَزَوِّجاً مِنِ امْرَأَتَيْنِ، يُؤْثِرُ إِحْدَاهُمَا وَيَنْفُرُ مِنَ الأُخْرَى، فَوَلَدَتْ كِلْتَاهُمَا لَهُ أَبْنَاءً، وَكَانَ الابْنُ الْبِكْرُ مِنْ إِنْجَابِ الْمَكْرُوهَةِ،.....
التثنية 21 - السفر 15.

http://www.biblegateway.com/passage/...5;&version=28;

و من هنا يتضح لنا أن قوانين الكتاب المقدس تسمح تماما للرجل أن يتخذ أكثر من زوجة. و لكن إلى أى حد؟ إلى ما لا نهاية!!
أى أن الكتاب المقدس يعطى الحق للنصرانى أن يتزوج عدد لا نهائى من الزوجات بما أنه لا يوجد نص واحد يحرم تعدد الزوجات أو حتى تحديد عددهم.

و لكن الحق يقال (و للأمانة العلمية) فإن الكتاب المقدس يأمر بالمساواة بين الزوجات:

أَمَّا إِذَا أَعْجَبَتْهُ وَتَزَوَّجَهَا، ثُمَّ عَادَ فَتَزَوَّجَ مِنْ أُخْرَى، فَإِنَّهُ لاَ يُنَقِّصُ شَيْئاً مِنْ طَعَامِهَا وَكُسْوَتِهَا وَمُعَاشَرَتِهَا،
الخروج 21 - السفر 10.

http://www.biblegateway.com/passage/...0;&version=28;

و لكن هذا السفر فى نفس الوقت يؤيد أن النصرانية تسمح بتعدد الزوجات!
و لن يغير من الواقع المؤلم أنه لا يوجد آية واحدة تحرم أو تحدد التعدد.

بل إن الكتاب المقدس يذكر لنا عدد زوجات أنبياء الكتاب المقدس (أى الصورة المثلى التى يجب أن تتبع):

واحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون موآبيات وعمونيات وادوميات وصيدونيات وحثّيات: من الامم الذين قال عنهم الرب لبني اسرائيل لا تدخلون اليهم وهم لا يدخلون اليكم لانهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم.فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة. وكانت له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئة من السراري فامالت نساؤه قلبه. ( الملوك الأول 11: 1-3 )

700 زوجة + 300 جارية
المجموع : ألف امرأة بين زوجات وإماء !

و لكن السؤال هو: كيف سيعدل زكريا بطرس بين ال700 زوجة الذين يحق له أن يتزوجهم؟؟

ثم بعد ذلك ينتقدون زواج أشرف الخلق !!
رغم أنه تزوجهم كلهم بعد سن ال54 عام و كن كلهن أرامل (أى ليسوا بكر) بإستثناء السيدة عائشة و السيدة ماريا القبطية.

فهل منطقى أن يفكر أحد فى شهوته بعد أن تخطى سن الخمسين....
لو كان أشرف الخلق مثل أنبياء الكتاب غير المقدس (الذين يرتكبون الزنا و يتزوجون مئات النساء) [1]
لتزوج أجمل فتيات و عند سن صغير.


تحدى مفتوح لأى نصرانى:

التحدى و لزكريا بطرس نفسه:
إعطى لى سفر واحد من الكتاب المقدس (سواء العهد القديم أو الجديد) يحرم تعدد الزوجات.

سيحاول النصارى اللف و الدوران و سيستشهدوا بتلك الأسفار:

1 بَعْدَمَا أَنْهَى يَسُوعُ هَذَا الْكَلاَمَ، انْتَقَلَ مِنَ الْجَلِيلِ ذَاهِباً إِلَى نَوَاحِي مِنْطَقَةِ الْيَهُودِيَّةِ مَا وَرَاءَ نَهْرِ الأُرْدُنِّ.
2 وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، فَشَفَى مَرْضَاهُمْ هُنَاكَ.
3 وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ بَعْضُ الْفَرِّيسِيِّينَ يُجَرِّبُونَهُ، فَسَأَلُوهُ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ زَوْجَتَهُ لأَيِّ سَبَبٍ؟»
4 فَأَجَابَهُمْ قَائِلاً: «أَلَمْ تَقْرَأُوا أَنَّ الْخَالِقَ جَعَلَ الإِنْسَانَ مُنْذُ الْبَدْءِ ذَكَراً وَأُنْثَى،
5 وَقَالَ: لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَتَّحِدُ بِزَوْجَتِهِ، فَيَصِيرُ الاثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً؟
6 فَلَيْسَا فِي مَا بَعْدُ اثْنَيْنِ، بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَلاَ يُفَرِّقَنَّ الإِنْسَانُ مَا قَدْ قَرَنَهُ اللهُ !»
7 فَسَأَلُوهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى بِأَنْ تُعْطَى الزَّوْجَةُ وَثِيقَةَ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ؟»
8 أَجَابَ: «بِسَبَبِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ، سَمَحَ لَكُمْ مُوسَى بِتَطْلِيقِ زَوْجَاتِكُمْ. وَلَكِنَّ الأَمْرَ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا مُنْذُ الْبَدْءِ.
9 وَلَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ الَّذِي يُطَلِّقُ زَوْجَتَهُ لغَيْرِ عِلَّةِ الزِّنَى، وَيَتَزَوَّجُ بِغَيْرِهَا، فَإِنَّهُ يَرْتَكِبُ الزِّنَى. وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ، يَرْتَكِبُ الزِّنَى».
متى 19 - الأسفار من 1 إلى 9.
http://www.biblegateway.com/passage/?search=Matthew%2019:1-12%20;&version=28;

و ليس هنا أى شىء يشير من قريب أو بعيد إلى حرمانية تعدد الزوجات, فليس معنى أن يقول يسوع "أَلَمْ تَقْرَأُوا أَنَّ الْخَالِقَ جَعَلَ الإِنْسَانَ مُنْذُ الْبَدْءِ ذَكَراً وَأُنْثَى" أن الزواج يجب أن يكون بين رجل واحد و إمرأة واحدة.
بدليل أن قصة بدء الخليقة المشارة هنا عن آدم و حواء, هى مسردة بالتفصيل فى العهد القديم و العهد القديم نفسه واضح جدا بخصوص التعدد كما ذكرت سالفا.

كذلك فإن أتباع يسوع هنا سألوه عن "الطلاق فقط" و هو رد عليهم فى هذا الطلاق فقط و لم يذكر أو يذكروا شيئا عن التعدد.

فهو حرم الطلاق و لكنه لم يحرم أبدا الزواج بأكثر من واحدة و لم يتطرق بتاتا لهذا الموضوع.

بل الأدهى من ذلك أنه سمح بتعدد الزوجات بنفسه:

يقول الحبيب Jesus is Muslim فى مقاله الأكثر من رائع عن تعدد الزوجات [2]:

اما يسوع المسيح فهو لم يخفى عليه ممارسة التعدد وقد كانت ممارسة تعدد الزوجات منتشرة في زمنه ومع هذا لم يقل كلمة واحدة صريحة ضد التعدد بل انه كان يضرب الامثال به !

إنجيل متى 25 /1 - 13

1. حينئذ يشبه ملكوت السموات عشر عذارى اخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس.
2 وكان خمس منهنّ حكيمات وخمس جاهلات.
3 اما الجاهلات فاخذن مصابيحهن ولم ياخذن معهن زيتا.
4 واما الحكيمات فاخذن زيتا في آنيتهن مع مصابيحهن.
5 وفيما ابطأ العريس نعسن جميعهن ونمن.
6 ففي نصف الليل صار صراخ هوذا العريس مقبل فاخرجن للقائه.
7 فقامت جميع اولئك العذارى واصلحن مصابيحهن.
8 فقالت الجاهلات للحكيمات اعطيننا من زيتكن فان مصابيحنا تنطفئ.
9 فاجابت الحكيمات قائلات لعله لا يكفي لنا ولكنّ بل اذهبن الى الباعة وابتعن لكنّ.
10 وفيما هنّ ذاهبات ليبتعن جاء العريس والمستعدات دخلن معه الى العرس وأغلق الباب.
11 اخيرا جاءت بقية العذارى ايضا قائلات يا سيد يا سيد افتح لنا.
12 فاجاب وقال الحق اقول لكن اني ما اعرفكنّ.
13 فاسهروا اذا لانكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الانسان


ومن البديهي أن ضرب الأمثال يقوم على فكرة تشبيه الأمور المستعصية على الفهم والخفية بأمثلة من الواقع والحقيقة لتقريب الصورة وتوضيحها في الذهن. لذلك فان مثال العشر عذارى والعريس اخذه يسوع من الواقع لتشبيهه بملكوت السموات وترقبه. وهذا هو المنطقي.

وسأتجاهل هنا قول يسوع (جاء العريس والمستعدات دخلن معه الى العرس وأغلق الباب.) ولن اسأل ما معنى ان يدخل رجل مع خمس نساء في غرفة النوم ليلة الزفاف !


----------------------------------------------

فهل حرمت الكنيسة تعد الزوجات فى الماضى؟

دراسة التاريخ تقول "لا" فقد ظل النصارى يمارسون التعدد و يحتقرون المرأة و يهمشنوها, حتى جاءت الثورة الفرنسية و بدأت أوروبا تفيق من ظلمات النصرانية و يتجه عامة الناس للعلمانية و الليبرالية. فاضطرت الكنيسة أن تحرف دينها أكثر و كان من ضمن التحريفات عدم السماح بالتعدد, ليضربوا بذلك أفضل مثال للتناقض فى الأديان!

و هذا ما يقول التاريخ النصرانى عن التعدد من مقال
Jesus is Muslim عن تعدد الزوجات:

يكشف لنا التاريخ عن أباطرة رومان تزوجوا اكثر من زوجة مثل شارلمان و لوثير و بابين. وفي كتاب ( تاريخ ذبول وسقوط الإمبراطورية الرومانية- Edward Gibbon, Esq.) المجلد الثاني الفصل الثاني, نقرأ حول المرسوم الذي اصدره الامبراطور فلنتينو الثاني سامحا بتعدد الزوجات. وقد قام هو نفسه بالزواج من جستينا و سيفيرا في نفس الوقت. ويذكر لنا المؤرخين ان هذا الزواج تم بمباركة الكنيسة ولم يعارضه احد.

وهذا رابط للكتاب وللفصل المشار اليه

http://www.cca.org/cm/rome/vol2/ch2507.html

والإمبراطور الوثني قسطنطين معتنق النصرانية ومؤسس البنية التحتية للكنيسة وجامع الفرقاء والمتخلص من المعارضين والأعداء, والمعتبر والممجد عند النصارى الى اليوم, والملقب بالحواري الثالث عشر لسبب مكانته الرفيعة في النصرانية, كان هو نفسه متزوجا من أكثر من زوجة في نفس الوقت, ورغم ذلك لم ينبس احد من الآباء في ذلك الوقت ببنت شفة ضده ولم نسمع احتجاجا من احد بسبب تعدد زوجاته.

ألا يدل هذا السكوت على تعدد زوجات قسطنطين دليلا واضحا على ان تعدد الزوجات كان من المسلمات ومن الحقوق الشخصية للنصارى في ذلك الوقت؟

والسؤال الذي أود طرحه هنا هو: لو افترضنا ان هناك شخص ما متزوج من أربع زوجات, وقرر الشخص اعتناق النصرانية ,فهل ستقبله الكنيسة مع زوجاته الأربع ام ستجبره علي تطليقهن؟ وكيف يطلقهن والنصرانية تحرم الطلاق إلا لعلة الزنى !؟ فماذا ستفعل الكنيسة في هذه الحالة؟

خلال فترة الإصلاح الديني البروتستانتي, قدم مؤسس البروتستانتيه والمدعو بالمصلح ( مارتن لوثر) نصيحة لـ ( فيليب هس ) الملقب بالنبيل او الشهم ومؤسس الجامعة البروتستانتية الأولى (جامعة ماربورج) , قائلا له أنه لم يجد أي شيء في الكتاب المقدس يتعارض أو يمنع تعدد الزوجات لكنه نصحه فقط بابقاء زواجه الثاني سرا حتى يتجنب الاعتراضات الشديدة من الكاثوليك واستغلاله في الطعن بالبروتستانتية.

وهذا اعتراف واضح وصريح من اهم شخصية بروتستانتية بصحة تعدد الزوجات وعدم تعارضها مع احكام الكتاب المقدس.وكذلك الممارسة الفعلية لهذا الزواج من قبل الاتباع المؤسسين للمذهب.

وهناك طائفة تسمى طائفة المورمون وتعتبر حركة اصلاحية كذلك كالبروتستانتية ومؤسسهم يوسف سميث تزوج العشرات من النساء ولا تزال ممارسة تعدد الزوجات مستمره عند هذه الطائفة ولكن في الخفاء.

في كتاب ( دليل سلسلة النسب للبحث الألماني - Larry O. Jensen ) صفحة 59 نقرأ هذه الفقرة المدهشة من تاريخ المانيا :

( في الرابع عشر من فبراير 1650 اصدر برلمان نورنبيرج قرارا يقول فيه انه بسبب موت الكثير من الرجال خلال حرب الثلاثين سنة, لم تستطع الكنائس في تلك السنوات اللاحقة قبول أي رجل يقل عمره عن 60 سنة في الدير. فيسمح للكهنة والقساوسة الغير مرتبطين بأي دير الزواج. واخيرا , يصرح القرار بأن من حق كل رجل الزواج من عشرة نساء كحد أقصى. وعلى الرجال ان يكرموا زوجاتهم ويؤمنون لهن المتطلبات, ويمنعون الحسد والبغضاء بينهن. ) اقرأ الكتاب او انسخه من هنا : www.BibleSay.com/Books/Ger.pdf

نأتي الآن الى ( القديس ) اوغسطين (المبارك) هكذا يدعوه الكاثوليك, وحتى البروتستانت يجلونه جدا ويعتبرونه ( السلف الروحي للبروتستانتية ). ولا عجب, فان مارتن لوثر مؤسس البروتستانته تدرب ليكون ( راهبا اوغسطيني ).

في كتابه (The Good marriage ) في الفصل الخامس عشر

http://www.ccel.org/fathers2/NPNF1-03/npnf1-03-32.htm

يعلل اوغسطين هذا سبب اتخاذ الأنبياء في العهد القديم والآباء لأكثر من زوجة قائلا : ( لقد كان جائزا عند الآباء الأولين , إن كان جائزا الآن ايضا, فانني لن استعجل واصرح بذلك. لأنه لم تعد الآن ضرورة لإنجاب الأطفال, كما كان بالسابق, فحتى حين تنجب الزوجات الأطفال,كان من المسموح التزوج من أخريات أضافة ( على السابقات) حتى يكثروا الذرية والنسل.)

إن اوغسطين يحاول الخروج من مأزق التعارض الشديد بين السماح بتعدد الزوجات في العهد القديم وعند الأولين وبين رفض الكنيسة له, بالقول ان سبب جواز هذا الفعل سابقا هو من اجل اكثار النسل والذرية حيث كان ذلك ضرورة.لكنه يعود ويقول بأن الوقت الآن مختلف ولا حاجة للإستمرار بهذا الفعل حيث انه لم تعد هذه الضرورة قائمة. وكما نرى فانه يفشل في تخطيئ الأنبياء والآباء الأولين الذين اتخذوا اكثر من زوجة في نفس الوقت, ولم يدرج نصا واحدا من كتابه المقدس يعزز به هذا الإدعاء. خصوصا ان الكتاب المقدس يزعم ان عدد بني اسرائيل كرمل البحر ولا يعد ولا يحصى من الكثرة ومع هذا استمر هؤلاء الأنبياء في إتخاذ اكثر من زوجة !

وقبل كل ذلك فمن هو اوغسطين أصلا حتى ينقض شيئا قد جاء المسيح مؤكدا عليه؟ فقد قال يسوع حسب انجيل متى 17/5 ( ماجئت لأنقض الناموس او الأنبياء ولكن لأكمل ) !

ويبرر اوغسطين بعد ذلك محاولا التؤكيد على ادعاءه الباطل قائلا : (إذا فالإتصال جنسيا مع إناث في زواج , كان للرجال المقدسين في ذلك الوقت مسألة واجب وليست شهوة.)

إذا هي مسألة واجب وليست شهوة؟ حسنا... سأقبل بهذا التبرير الآن والزم النصارى بالاعتراف بان زواج محمد صلى الله عليه وسلم من زوجاته كان بدافع الحاجة والضرورة والواجب والرحمة والنبل ولا يحط هذا من قدره كنبي كما انه لم يحط من قدر هؤلاء (المقدسين) كما وصفهم القديس اوغسطين !

ومن زاوية اخرى, فان النصرانية لا تقدم لنا حلولا حول زيادة اعداد الإناث مقارنة بالذكور؟ فهل الواجب يتوقف عند انجاب الأطفال فقط؟ ففي الولايات المتحدة الاميريكية فقط, يفوق عدد النساء عدد الرجال بثمانية ملايين إمرأة, فماذا نفعل بهؤلاء النسوة ممن اللواتي لا يجدن لهن زوجا؟ هل نتركهن هكذا فريسة الضياع والسقوط في المعصية والذنوب والخطيئة؟ وأين العدل الإلهي من هذا كله؟

ثم ماذا لو احتاج النصارى الى زيادة في المواليد لتعويض عددهم المتناقص, فهل ستشرع الكنيسة تعدد الزوجات مرة اخرى؟ كما حدث مع برلمان نورنبيرج الذي شرع الزواج باكثر من عشرة زوجات؟ فها هي الحاجة التي يتحدث عنها اوغسطين قد عادت مرة اخرى !!

لكن ايضا, هل سبب رفض اوغسطين لممارسة تعدد الزوجات ومخالفة الكتاب المقدس هو انتفاء الحاجة والضرورة للإنجاب وتكثير النسل كما ادعى أم أن في موقف اوغسطين هذا أمرا خفي عنا؟ فما الذي يجعل اوغسطين يضع نفسه في هذا الموضع المحرج طالما ان الكتاب المقدس لا يوجد به ما يتعارض مع تعدد الزوجات؟

لقد زل لسان اوغسطين وأجاب عن هذا التساؤل في نفس الكتاب وفي نفس الفصل موفرا علينا عناء البحث حيث قال: ( بالفعل ففي وقتنا الحاضر, وبمحافظتنا على التقاليد الرومانية, فلم يعد مسموحا باتخاذ زوجة أخرى مع اخرى لاتزال حية ) !

وهنا يحل لنا اوغسطين دون ان يدري اللغز الكبير الذي جعله يرفض تعدد الزوجات ويتنكر لها. فتعدد الزوجات لم يكن شائعا او من تقاليد المجتمع الروماني الإغريقي على الصعيد الشكلي والرسمي على الأقل وهو المجتمع الذي نشأت وترعرعت به النصرانية في بداياتها. فوجد اوغسطين نفسه مضطرا لمجاملة هذه الأمم الوثنية رغم علمه ان ما يفعله هو مخالفة صريحة لكلمة الله, لكن يبدو ان الشعور بالقوة والسلطة والنفوذ وكسب الاتباع اهم بكثير عند اوغسطين من الكتاب المقدس.

----------------------------------------

فهل حقا لم يبقى نصرانى يمارس تعدد الزوجات؟

بقى شىء واحد سيحاول النصارى الهروب منه و هو الإدعاء بأنه لا يوجد الآن نصرانى يمارس تعدد الزوجات.

و هذا أيضا غير صحيح بالمرة. فرغم القوانين العلمانية التى تطبقها الدول الغربية لمنع التعدد, فإن مازال الكثير من النصارى "المتدينين" يرفضون تحريف الكنيسة الأخير و مازالوا يطبقون التعدد.

فلجوء الكنيسة مؤخرا لتحريف و تغيير قوانين النصرانية هو خير دليل على أن النصرانية لا تصلح للتطبيق و بالتالى لا يمكن أن تكون من عند الخالق بل دخل فيها الأيدى الإنسانية. فنحن فى الإسلام من المستحيل أن نغير أى من قوانين الإسلام.

و قد ظهرت العديد من المؤسسات و المجلات و المواقع التى تنادى بالعودة لأصل النصرانية و ممارسة التعدد ثانيا.

و إليك بعض من مواقعهم:

http://www.polygamy.net/

http://www.christianpolygamy.com/

http://www.christianpolygamy.info/

http://www.polygamy.com/Practical/Fr...oman-Place.htm

http://www.polygamy.com/Reviews/Poly...considered.htm

http://www.polygamy.com/Practical/Ultimate.htm

http://www.pro-polygamy.com/

http://www.pro-polygamy.net/

http://www.truthbearer.org/

http://www.lovenotforce.com/

http://www.2wives.com/


فماذا عن تعدد الزوجات فى الإسلام؟


وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (القرآن الكريم - سورة النساء:3)

فقد أجمع جمهور المفسرين على السماح بالزواج بأكثر من واحدة إلى أربعة زوجات (و ليس 700).

إلا أن بعض الأئمة المحدثين يروا أن التعدد يجب أن يتم فى ظروف معينة فقط. فسياق الآية الكريمة يتحدث عن حماية اليتامى من النساء. فتوقيت الآية كان عندما مات الكثير من الرجال المسلمين, فزاد عدد النساء بالنسبة للرجال و عدد اليتامى من النساء المحتاجون للحماية. فجاء تشريع الله تعالى بالتعدد لحماية النساء و ليس للتقليل من شأنهم.

كذلك يقول تعالى:
فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً

و الله تعالى أعلم.

______________________________________

[1] ينتقد النصارى المنافقون "زواج" أشرف الخلق و لكنهم فى نفس الوقت لا ينتقدون أبدا "زنا" و "زنا المحارم" الذى يقوم به أنبياء الكتاب غير المقدس:

بنات لوط يزنين معه
(تكوين19 :3)
وصعد لوط من صوغر فسكن في مغارة بالجبل هو وابنتاه. وقالت البكر للصغيرة : أبونا قد شاخ. وليس في الأرض رجل ليدخل علينا. هلمي نسقي أبانا خمرًا ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلاً. فسقتا أباهما خمرًا في تلك الليلة، ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة: إني قد اضطجعت البارحة مع أبي: نسقيه خمرًا الليلة أيضًا. وقامت الصغيرة واضطجعت معه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. فحبلت ابنتا لوط من أبيهما. فولدت البكر ابنا ودعت اسمه مؤاب، وهو أبو المؤابيين إلى اليوم. والصغيرة أيضًا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي. وهو أبو بني عمي إلى اليوم.


ملحوظة: مؤلف الكتاب المقدس لم ينتقد زنا المحارم هنا.

داود يزني بزوجة جاره
(2صمو11: 1)
قام داود عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السّطح امرأة تستحمّ، وكانت المرأة جميلة المنظر جدًا. فأرسل وسأل عن المرأة. فقال واحد: أليست هذه بشثبع بنت اليعام امرأة أوريا الحتي؟ فأرسل داود رسلاً وأخذها، فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها، ثم رجعت إلى بيتها. وحبلت المرأة فأخبرت داود بذلك فدعا داود زوجها (أوريا الحتي) فأكل أمامه وشرب وأسكره. وفي الصباح كتب داود مكتوبًا إلى يؤاب وأرسله بيد أوريا. وكتب في المكتوب يقول: اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة، وارجعوا من ورائه: فيُضرب ويموت. ومات أوريا … فأرسل داود وضم امرأة أوريا إلى بيته وصارت له امرأة وولدت له ابنًا.

هل منطقى أن يختار الخالق أنبياءه بهذه الخلق؟؟؟؟ يتلصص ليشاهد زوجة جاره و هى تستحم ثم يمارس معها الزنا!!!!
ما هذه الأخلاق و كيف بما أن الله يعرف ما سيحدث أن يختار شخص يعرف أنه من أسوأ أخلاق البشر ليكون نبيه و ينقل للناس الأخلاق؟؟؟؟؟

بل إن رب الكتاب المقدس يأمر أيضا بالزنا
(هوشع1: 2)
أول ما كلم الرب هوشع قائلاً: اذهب خذ لنفسك امرأة زانية وأولاد زنى لأن الأرض قد زنت زني.


[2] مقال الأخ Jesus is muslim عن تعدد الزوجات:

تعدد الزوجات في النصرانية - البحث الأخير

كتبه :Jesus is Muslim

http://www.biblesay.com/polygamy.htm

إقرأ المقال فبه أيضا جدول بعدد زوجات أنبياء الكتاب المقدس.


____________________________________