فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ

مُحرفة وغير موجودة بالإنجيل
الدليل وإقامة الحُجة :
أولاً : هذا النص غير موجود بإنجيل متى العبري
فقد تم إضافة ( جميع الأمم ) ... وإضافة (وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ...وإضافة (ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر آمين ) ....
ونلاحظ أنه لا يوجد ذكر نهائي للمعمودية مما يجعل النص يتفق مع ما قاله المسيح في لوقا ومرقس كما سنبينه بعض قليل
والآن لنرى النص في الإنجيل العبري :
اذهبوا وتلمذوهم ليُنفذوا كل ما أوصيتكم به إلى الأبد
وها هو التحريف بعد الترجمة في الإنجيل الحالي :
اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم بإسم الآب والإبن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به , وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر آمين
إن إنجيل متى العبري إن وُجد فهو الذي يُعول عليه لا على غيره ..لأنه أصل الإنجيل الذي لمتى وأصل لغته
فليس حاله كحال باقي الأناجيل التي كُتبت إما بالآرامية واليونانية أو أنها تُرجمت بعد ذلك إلى اليونانية ...
فالعلامة أوريجانوس اول مفسر رمزي للإنجيل والذي يُستشهد به في الكنائس يقول في كتابه الأول عن إنجيل متى ..الكتاب الثالث الفصل 24 ... كما ذكر كلامه أيضاً يوسابيوس القيصري في كتابه تاريخ الكنيسة ...
فيقول : "..عرفت من التقليد أن أولها - يقصد الأناجيل الأربعة - كتبه متى ,الذي كان عشاراً , ولكنه فيما بعد صار رسولاً ليسوع المسيح وقد أعد للمتنصرين من اليهود , ونشر باللغة العبرانية "
وشهد بذلك أيضاً بابياس أسقف هيرابوليس ,
والذي توفى سنة 155 ميلادية فقال
" وقد كتب متى الأقوال بالعبرانية, ثم ترجمها كل واحد إلى اليونانية
حسب استطاعته",

حسب إستطاعته؟!!!...
ترجموا حسب الإستطاعة؟!!!
لا حول ولا قوة إلا بالله ...
بلا شاهد أو رقيب ...؟!!!
وما أدرانا بامانة من ترجم أيهودي هو أم وثني؟!!!!...
أو ربما آريوسياً أو أبيونياً؟!!! ..
أم أنه بولسي وثني خدع الجميع بالزج بنسب للمسيح ينعته بالزنا ونسل الفجور..؟!!!!...وغير ذلك الكثير !!
فحرف وبرر لعقيدته ليُعطيها المصداقية والتي انطلت وخدعت النصارى و لن تنكشف إلا إذا شاء الله .
لنرى يا سادة ما يقول جيروم ( المتوفى سنة 420 ميلادي ) والذي أخلى مسئوليته من التحريف على الأقل في متى ..."إن الذي ترجم متى من العبرانية إلى اليونانية غير معروف "
المصدر :
Fausset's Bible Dic,art.Mat.,Gospel of.
بل الأدهى لو عرفنا يا سادة أن إنجيل متى العبراني هو نفسه إنجيل الناصريين ( الأبيونيين ) وهو نفسه إنجيل النصارى المتهودين ...ليس هذا ما أقوله انا أو يقوله العامة
بل إنه جيروم نفسه الذي يؤكد ذلك ...
ومن هو جيروم؟!!!...
إنه صاحب الفولجاتا الذي يثق به النصارى ....
لقد ذكر جيروم أن انجيل متى هو نفسه انجيل الناصريين وذكر أنه اطلع عليه بمكتبة بامفيلوس بقيصرية ...مما فتح الطريق إلى من خرج مثتوثقاً بكلام جيروم وبابياس أن يقول : "من المحتمل أن يكون إنجيل الناصريين , هذا هو الأصل العبراني لإنجيل متى ثم طرأت عليه توسعة وتعديل أخرجته عن المشابهة الظاهرة به "
Fausset's Bible Dic,art.P458.
بل إن هذا الإعتراف المُهين بتوسع النص وتعديله فضلاً عن كونه إستهتار كنسي بمعتقد الإلهامية وعدم التحريف
فإنه يُؤكد ويُجيز الإتهام ليس فقط لنص المعمودية الثالوثية
بل للكتاب كله ...وينقض مصداقيته.