من الممكن أن يتحقق ضرر نتيجة السحر، مع أنه تخييل، وذلك أن الشخص يتصرف حيال أي موقف بناء على تصوّره له، وتخيّل الأمر على هيئة معينة هو تصوّر له، وعليه فإن الذي يقع تحت تأثير سحر للتفريق بينه وبين زوجته فإنه يصبح يراها على غير ما هي عليه، أي يتهيأ له أنها تكرهه، ويتخيل صورتها صورة قبيحة، ويصبح يتصرف بناء على هذا التصور، فيطلقها أو يؤذيها أو ما شابه ذلك.

صحيح أن ما أصابه من ضرر في التخيل هو من القضاء والقدر، ولا يحاسب عليه، لكنه يحاسب على تصرفه، لأن الأصل في التصرف أن يكون بناءً على الحكم الشرعي، ولذلك فإنه يحاسب على كل عمل يقوم به، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.

ومن المتفق عليه بين علماء الأمة أن السحر لا يُحيل حقائق الأشياء، فلا يجعل العصا حية، ولا يجعل الحديد نحاساً أو خشباً، ولكنه يخيّل للواقع تحت تأثيره أن العصا صارت حية، وأن الحديد صار نحاساً، أو خشباً، ويخيل للزوج صورة زوجته على أنها كصورة كلب أو غيره فتكون قبيحة في نظره.

وعلى المرء حينها ألا يتصرف بناء على هذا الواقع المتخيل، صحيح أن الواقع تحت تأثير السحر غالباً ما لا يعلم أنه كذلك، ولكن إن علم بأن نبهه أحد إلى ذلك، فعليه ألا يتصرف، ولا يتخذ قرارات مهمة، لأنه حينها يكون قد وقع في الخطأ، لأن النظرة الخاطئة للواقع تنتج تصوراً خاطئاً له، فيترتب عليه التصرف الخاطئ حياله.