كراهية الإسلام للإعتداء .

يقرر الله في محكم كتابه المجيد كراهية وتحريم الإعتداء على حقوق الناس وأمنهم ، وحض المؤمنين على عدم الإعتداء بقوله تعالى في سورة البقرة 190 { ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين } ثم قرر صدَّ المعتدين ، ومعاقبتهم بالمثل ، فقال في سورة البقرة 194 { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما



اعتدى عليكم } وإذا قامت الحرب ضد الظالمين والمعتدين فإن الإسلام لم يجز لجنود الحق أن يستغلوا قوتهم ونصرهم في صنع الشر ، وهتك حقوق الإنسان ، فإن من مباديء حضارتنا في الحرب أن لا نقاتل إلا من يقاتلنا ويعتدي علينا ، وقال الله أيضاً في سورة الشورى 41{ ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل (41 ) إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم (42 ) .

ثم إذا قامت الحرب كان علينا أن لا ننسى مبادئنا ، فنقسوا ونفسد ونظلم وننشر الخراب والدمار … كلا . . .

فالحرب الإنسانية الخالصة لله يجب أن تظل إنسانية في وسائلها وعند اشتداد وطيسها ، ومن هنا جاءت الوصايا التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ ، قال الخليفة الأول أبو بكر رضي الله عنه : ( لا تمثلوا ، ولا تقتلوا طفلاً ، ولا شيخاً كيبراً ، ولا إمرأة ، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه ، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إى لمأكلة ، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له )