بسم الله الرحمن الرحيم

هذه قصة حقيقية

سوف أحاول الإختصار قدر الإمكان و لكن سوف تشاركونى الرأى فى النهاية أن العنوان فعلا سليم.

نبذة تاريخية عنى هى حبى للمواد العلمية منذ صغرى حتى أننى كان لدى معمل كيميائى بالمنزل فى سن 11 سنة و ٍاترك العنان لخيالكم فيما يمكن أن يفعله ذا ال11 عام بمعمل كيميائى داخل منزل أسرتة ...كل ما سأقولة ربنا يجازى أهلى فى صبرهم على خير !!

المحصلة النهائية لسنوات خبرتى بالمعمل هى إجادتى التامة لمعادلات الكيمياء باللإضافة لمشاريع طموحة لإنتاج مستحضرات كيماوية مثل كلور التنظيف بالمنزل إلخ.. و ملابس متحللة و غازات سامة أو ذات رائحة عجب بالمنزل و قد يكون حدث بعد الإنفجارات البسيطة !!

المهم بعد تخرجى من كلية الطب لم أنسى حبى للمعادلات الكيميائية و هنا كانت بداية الخطأ!!!

فى يوم من الأيام أثقلت بشدة فى وجبة العشاء و من ثم بدأت أعانى من حموضة شديدددددة بالمعدة أستيقظت على أثرها من نومى باحثا عن أى دواء يعالج هذه الحموضة...لم أجد أى دواء بالمنزل لسوء الحظ و كانت الساعة حوالى 2 بعد منتصف
الليل.. يعنى لا أمل فى الحصول على أى دواءءءءء.....

بدأ الألم يشتد على و لا أدرى ماذا أفعل حتى اللبن لم يجدى...
ماذا أفعل... ماذا أفعل....

و كما تعلمون الحاجة أم الإختراع....

توصلت أدق خلايا التفكير فى أعماق مخيخى الى هذه الفكرة العبقرية...
لابد من معادلة نشاط الحامض المعوى بمادة كيميائية و من الأكيد أن الأعراض ستختفى.....
و بعد تفكير سريع هدانى عقلى الى مادة الصوديوم باى كاربونات و هى مادة معروفة بمعادلة النشاط الحمضى......(حقيقة علمية)
أين أجد هذه المادة ....أين أجدها.... أعتقد أخواتى البارعات فى المنزل و فى فنون الطبخ يعلمون أين توجد هذه المادة!!!
بالطبع هى مادة "البيكنج باودر" المستخدمة فى الكيك و الحلويات.

و بالفعل ملأت كوب ماء و خلطتة بكيس كامل من هذه المادة و شربته
. ........................

النتيجة ..... شفاء تام و فورى للحموضة نتيجة المعادلة الكيميائية العبقرية بين حامض الهيدروكلوريك المعوى و الصوديوم باى كاربونات (البيكنج باودر)...

فى هذه اللحظات قد يصعب على أى شخص إخفاء أو إنكار إعجابه بنفسه (و هو من المهلكات بالطبع) و لكن هذا ما حدث ... فخر شديد..إبتكار علاج جديد.. حسن تصرف إلخ... كان هذا ما أحس به فى هذه اللحظات!!!

لسوء الحظ و لدقة تعبيرى .... لم يستمر الأمر فعلا سوى للحظات..أدركت بعدها أننى نسيت جزء بسيط و ثانوى فى المعادلة أثبت أهميتة العظمى فيما يلى!!!!

الجزء المنسى فى المعادلة هو تكون ثانى أكسيد الكربون!!!!!!!

و ليس فقط تكونة و لكن بكميات لا تصدق أدركت بعدها قسوة أحد وسائل التعذيب المعروفة!!!
أحسست بأننى تحولت الى كرة هواء ممتلئة و لن أكمل رحلة عذابى هذه الليلة الرهيبة !

و لكن قد أبالغ لو قلت كاد الهواء أن يخرج من مسام جلدى و أذنى!!

و الحكمة النهائية و بعدما أكرمنى الله بما وصلت اليه من منزلة علمية أشكره عليها هى:

"إسأل طبيب و لا تسأل مجرب"

قد تبدو القصة ساخرة و مضحكة و هى كذلك بالفعل و لكنه تعكس ما يحدث للكثير منا فى الواقع ...بدلا من الذهاب للطبيب أخذ العلاج السليم كثير منا يسأل صديقة عن علاج هذا أو ذاك العرض (مثل الصداع مثلا)
و يكتفى بهذه النصيحة و النتيجة النهائية هى تفاقم الكثير من المشكلات و إكتشاف المرض فى مرحلة أكثر تأخرا....مما قد يصعب علاجها.


أنهى حديثى بقول الرسول عليه الصلاة و السلام:

"تداووا عباد الله فما من داء الا جعل الله له دواء إلا الهرم"

و الدواء عند الطبيب و ليس الصديق حتى و إن لم يكتشف بعد علاج كل شى تحقيقا لكلمات الله

" و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا"


صدق الله العظيم

تحياتى
د.سمير عبد الغفار