اقتباس
تعبير أول :

( فلا ! اقسم بمواقع النجوم – وانه لقسم لو تعلمون عظيم – انه لقران كريم، في كتاب مكنون ، لا يمسه الا المطهرون ، تنزيل من رب العالمين) الواقعة 75-80 .

ان القران الكريم هو ( في كتاب مكنون) . ولكن أين هو هذا (الكتاب المكنون) ؟ .

يقول: ( لا يمسه الا المطهرون) ؛ والطهارة في لغة القران تتعلق بجسد الإنسان اكثر من قلبه ؛ (والله يحب المطهرين) التوبة 109 ، ( ويحب المتطهرين ) البقرة 222 ؛ فالتعبير ليس كناية عن الملائكة ، بل عن البشر المتطهرين ، المطهرين . وقوله : ( تنزيل من رب العالمين ) يدل على ان ( الكتاب المكنون) قد نزل ، وليس بعد في السماء ؛ إنما هو على الأرض ، لكن لا يمسه إلا المطهرون .
إن وجه الخلاف بين الإسلام والمسيحية أن الله عز وجل أوضح في القرآن ان الملائكة خلق مسير وليس مُخير وكلهم طاهرون ولكن في المسيحية فالملائكة صنفان (ملائكة لله وملائكة للشيطان) .. وقد إدعى الكفار وأهل الكتاب أن القرآن جاء عن طريق الشياطين ... فخيب الله ظنونهم وأقوالهم وقال أن الذي نزل بالقرآن هم الملائكة باللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ونزل منجماً بالروح القدس سيدنا جبريل عليه السلام فلا يمسه إلا المطهرون

ومن عجائب ألفاظ القرآن أن الكلمات تؤثر في استنباط الحكم، ومثال ذلك قوله تعالى:

{إنه لقرآن كريم "77" في كتاب مكنون "78" لا يمسه إلا المطهرون "79"}
(سورة الواقعة)

فما المقصود إذن؟ هل المقصود أن القرآن لا يمسكه إلا الملائكة الذين طهرهم الله من الخبث، أو أن للبشر أيضا حق الإمساك بالمصحف لأنهم يتطهرون؟

قال العلماء : إن المسألة لابد أن ندخلها في عموم الطهارة ، فيكون معنى "إلا المطهرون" أي الذين طهرهم من شرع لهم التطهر ؛ ولذلك فالمسلم حين يغتسل أو يتوضأ يكون قد حدث له أمران: التطهر والطهر .

فالتطهر بالفعل هو الوضوء أو الاغتسال، والطهر بتشريع الله ، فكما أن الله طهر الملائكة أصلا فقد طهرنا معشر الإنس تشريعا، وبذلك نفهم الآية على إطلاقها لنرفع جهل الجهلاء.

"إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين" فأراد الحق تبارك وتعالى أن يدخل عليك أنسا، فكما أنه طلب منك أن تتطهر ماديا فهو سبحانه قبل أيضاً منك أن تتطهر معنويا بالتوبة، لذلك جاء بالأمر حسيا ومعنويا.

.