:..** الحياء **.::

كلمة قليلا ما نسمعها في ايامنا تلك ، وكيف لا وقد استبيحت الاعراض ونحن امام هذا الفاحش مستسلمون

ماذا يعني الحياء ، وماهي انواعه ، وماهو الحياء في الاسلام؟

بكل بساطه وسهوله ويسر ، الحياء هو ان تخجل النفس البشريه من العيب والخطا




:..* والحياء في الاسلام شعبه من شعب الايمان*..:

يذكر انه قد مر رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _على رجل من الأنصار يعاتب أخًا له، ويلومه على شدة حيائه، ويطلب منه أن يقلل من هذا الحياء ، فقال له الحبيب المصطفى ( دعه فإن الحياء من الإيمان) [متفق عليه].

وقال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ايضا في هذا الشأن : ( الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان) [متفق عليه]


وهذه ثمة أحاديث تؤزنا على ذلك الخلق النبيل.

يقول -عليه الصلاة والسلام- : (لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء).
(ما كان الفحش في شيء إلا شانه ولا كان الحياء في شيء إلا زانه الحياء).
(الحياء والإيمان قرناً جميعاً فإذا رفع أحدهما رفع الآخر,الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة).
وقال: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
وقال الحياء لا يأتي إلا بخير).
وقالالحياء كله خير).
ولما قال له رجل: (أوصني) قال له: (أوصيك أن تستحي من الله كما تستحي من الجل الصالح من قومك).


وانظروا اخوتي في الله وفي الاسلام الى هذا النداء الرباني الذي يدعو كل نفس ذاقت حلاوة الايمان بواحد احد الى ان تكون قلوبها ممتلئه بالحياء

قال الله تعالى في كتابه الكريم :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ.....) (الأحزاب:53)

ومما يتضح هنا في هذه الآيه ان الله عز وجل يأمر المسلم بان يكون قلبه ممتلئ بالحياء

وايضا في قوله - تعالى -دعوة إلي التحلي بهذا الخلق الرفيع قائلاً:(يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (لأعراف:26),





** الحياء المحمود والحياء المذموم **


:: . المحمود منه . ::


ومن الحياء الحياء من سؤال غير الله:

كان لبعضهم فرس خرج به في سفرة له فمات الفرس فقال الرجل: (اللهم لا تجعل لأحد علي منة, فإني استحي من سؤال غيرك), وعلم الله صدقه فأحيا له فرسه حتى إذا ركبه ورجع به إلى أهله وأراد غلامه أن يأخذ بلجامه قال صاحبنا: (دعه يا بني فإنه عارية) فخر الفرس ميتاً بعد أن أدى مهمته.

ومن الحياء حياء الجناية:
وهو أن تستشعر حالك وأنت ماثل أمام الله -تعالى- ملطخاً بالأوزار, ويا له من موقف تزلزلت له قلوب العارفين.

فهذا الفضيل بن عياض يرى جموع الحجيج في عرفات فيتذكر بجمعهم يوم الجمع فيقبض على لحيته قائلاً: (واسوأتاه منك وإن عفوت), وصدق ونصح -رحمه الله- وإلا فأخبرني بربك بأي قدم سنقف بين يدي الله؟! وبأي وجه سنلقاه إذا وافيناه مذنبين عراة من التوبة.





وإذا كان المذكور سلفاً هو الحياء المحمود فهناك حياء مذموم، بل ليس بحياء ولكنه عجز وخور.

فمن ذلك أن يستحي الرجل لوجاهة أو لكبر سن أو لغير ذلك أن يسأل من دونه ويؤثر أن يبقى في ظلمات الجهل, وصدق مجاهد -رحمه الله- حيث يقول: (لا يتعلم العلم مستح أو متكبر).

ومن الحياء المكذوب:

أن يقرض رجل غيره مالاً ثم يستحي بزعمه أن يُوثق هذا الدين أو يشهد عليه, وقد قال- الله تعالى-: (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ)(البقرة: من الآية282), وهذا مهما دعا على ظالم أكل حقه فقد لا يستجاب له لأنه الذي فرط في حقه.

ومن الحياء المكذوب:

أن ترى حرمات الله تنتهك فتؤثر السكوت حياءً من الناس وهيبة لهم, وهذا وباء وسم قاتل حذرنا منه -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (لا يمنعن رجلاً هيبة الناس أن يقول بحق علمه أو شهده أو سمعه).

وقال عبيد بن عمير: (آثروا الحياء من الله علي الحياء من الناس ).





واختتم موضوعي بكلمات لعل يكون لها أثر في انفسنا

إذا ما قال لي ربي أما استحييت أن تعصيني


وتخفي الذنب من خلقي وبالعصيان تأتيني


فما قولي له لما يعاتبني ويقصيني