السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والدي فضيلة الشيخ العلامة أحمد ديدات ، لن أنساه أبدا مابقيت بالحياة ، وشهادتي فيه مجروحة فالعالم أجمع يشهد له بالخير وحبه للدين ، واجه العالم باسره وفند وجادل بالحق والدليل والبرهان ، أذكر مرة حضرت في محاضرة بالجبيل ، يمكن يُقال لي أنني مبالغ إن قلت كان الحضور يتجاوز الخمسون ألفا من عرب وعجم وغربيين وأفارقة ، مشهد لم أرى له مثيل ، شرفني الله بأن أقابله وأعرض عليه واجب كضيف ، فأجاب دعوتي وكان من ضمن الضيوف علماء قدموا إلى رحمة الله ، وجدنا هذا العالم في غاية الروعة من تواضع وعلم منحه الله وقوة حجة ، نسأل الله العلي القدير أن يحشرني ويحشر أسرتي في زمرته يوم لاضل إلا ضله ولاباقيا إلا وجهه ، لإن الإخلاص لله سببا في محبة الناس له حتى خصومه ، بعد وفاته فقدوه يحكي لي أحد النصارى بعد مناقشة دارت بيني وبينه ، قال هل يوجد بعد الشيخ العلامة أحمد ديدات عالم ؟ قلت لله الحمد والمنة نعم ، قال لا ! قلت لماذا قال لإن الشيخ أحمد ديدات يتكلم من القلب للقلب فيؤثر على المستمع ، لايتوسع في المفردات والألفاظ والمصطلحات اللغوية ، بل يأتي بالأدلة من كتب الصحاح ومن ثمَّ يعقب عليها بأدلة من القرآن ومما ثبت صحته عنده على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان له قبول لدا النصارى بل زعم أن يهود اسلموا على يديه .. كم نحن بحاجة إلى مثله اليوم ، رحمه الله واسكنه فسيح جنانه . والسلام عليكم .