

-
تابع ....وصية العابد .
وتنهد , وعندئذ سَمِعَ صوت الشيخ فجأة يقول له بقوة جديدة :
_ يا فارسي, خذ المصباح وقم معي فإنني أشعر الآن بأنني أحسن حالا",تعال إلى حجرة المنسج.
وجلسا هناك وأخذا يغزلان معا", وعادت إلى الشيخ حيوية طارئة ...كذلك الصحو الذي
تَفْجَؤُنا به السماء بعد الغيوم ...وأخذ يتحدث.
فأطرق الشاب ...واستطرد العابد :
_ لا تخف يا فارسي, ستلقى هذا النّبيّ...ستلقاه بإذن الله
قال الفارسي في تبتل وخضوع :
_دعني يا أبي , كفاني ما أحس الآن ...فلا تُشعل نار شوقي .
رد الأب وكأنه لم يسمع شيئا":
له آيات لا تُخفى ...فهل تُحب أن تعرفها ؟ ...ثم همس إليه بها ثم سكت
همهم الفارسي :
ماذا قلت يا أبي ؟ ...إن رأيته عَرَفتُهُ! إن رأيته عَرَفتُهُ! كيف أعرف ما هو فوق طاقة البشر؟
_ آه ..( هكذا تأوه العابد في شبه إحتجاج ) لا ...لن يُفتن الناس في أمره
كما فُتن النصارى...بشر يوحى إليه , بشر مُكمّل ...سيعرفه قلبك يوم تلقاه يا فارسي...
وعندئذ تلعثم الفارسي بسؤال هَمّ أن يُلقيه , لكنه ما لبث أن عدل عنه , أحس الشيخ
به فهتف يسأله :
_قُل ولا تخف .
_لستُ أُريدُ شيئا".
_ اسألني قبل أن تسأل عني فلا تلقاني.
_أوجعت قلبي ... كنت أريد أن أقول لسيدي هل تتمنى أن تلقى هذا النّبيّ ؟
وعندئذ استنار وجه الشيخ ...وترك المنسج واعتمد على ذراعه وهو متكئ على خشبة
وقال له :
_ اتمنى والإيمان به يملأ قلبي ...ولقد عبدت الله الذي سيدعو إليه ...
لكن ...بقية أيامي وقواي ...لن تمهلني حتى ألقاه ...
أما أنت يا فارسي _ إن كنت موقنا" أني أسديت إليك شيئا" _ فاذكرني
اذكرني عندما تتملى عينك طلعة أكمل إنسان يحلم برؤيتها طائفة من البشر قبل ظهوره
وسيحلم برؤيتها طائفة أعظم تراه في كل حق ونور.
وعندئذ أكب الفارسي على يدي الشيخ ...مقبلا" دامعا" . غير أنه ما لبث أن أخذ يده
ليعتمد عليها وعاد به إلى غرفته ...حيث سينام على حشية القش , وأمره بأن ينصرف
ويعود إليه في الصباح .
وقبل مشرق الشمس ...كان الفارسي في الطريق إلى العابد , وفي يده وعاء من الحليب
...حتى إذا ما قارب باب العابد رآه مفتوحا" ملتصقا" تماما" بالجدار ...
كأنه يدعو الناس ... : أن أدخلوا .
دخل إلى حجرة نومه فلم يجده ... فنادى فلم يجبه صوت
فدلف إلى الدهليز المؤدي إلى حجرة المنسج ...
وعند الباب رأى ما يجعله يقف متجمدا" ..رأى الأب الذي أحبه جالسا" إلى المنسج
منكبا" على جبهته على النسيج و في يده صوف ... وعوده منطو في طمأنينة
وقد فارق الحياة ...
صرخ الفارسي :
أبي ..مت وأنت تعبد ...مت وأنت تعمل ...مت وأنت مؤمن بالنبي الجديد .
ومال يقبله ويبلل وجهه بالدموع ...ثم حمله إلى فراشه .
...
يتبع بأذن الله تعالى
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة المهندس زهدي جمال الدين محمد في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 16
آخر مشاركة: 22-12-2011, 07:49 AM
-
بواسطة ابن النعمان في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 08-02-2011, 09:42 PM
-
بواسطة جورج أبو كارو في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 29
آخر مشاركة: 19-01-2011, 08:05 AM
-
بواسطة Habeebabdelmalek في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 24-08-2007, 08:50 PM
-
بواسطة ismael-y في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 02-12-2005, 03:18 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات