يا دمعةً في عينِ أحمدَ أشرقت أوَ يُشتكى بالدمعةِ الخرساءِ ؟


جارَ اللئامُ وعذّبوا أصحابهُ واللـهُ ممتحنٌ بكل بــلاءِ


تبت يداكَ أبا الجهالةِ لن ترى عزماً يخورُ لصفعةِ الجبناءِ


أبطاحَ مكة هل ذكرتِ بلالنا أوّاهُ ما أوفاكِ من بطحاءِ


ضجت رمالُ البيدِ واستاء الأذى ما ذلّ إيمانٌ على الرمضاءِ


ولقد يلينُ الصخر بعد صلابةٍ ويجودُ تحناناً بوفرِ عطاءِ


كلما أبصرتُ خوضاتِ البشر
في متاهاتٍ تنوءُ بالفِكَر
كلما طالعتُ مُبتَدع الصور
قلتُ في عزةِ من أوعى العِبَر

لســـت أرضــى الجاهليـــــة

كلما أدركتُ خبطَ التائهين
في اعتزالٍ عن هدى ربي المُبين
كلما عاينتُ تيه الملحدين
في فسادِ الخُلق والفنّ المهين
قلت في عزةِ أرباب اليقين

لســـت أرضــى الجاهليـــــة

هدّمت كل المكارم والقِيم
أفسدت طُهر الضمائر والذمم
واستباحت هتكَ أستارِ الحُرَم
نافست إبليسَ في بثّ النّقم
ومضت تُعلي بدنيانا الصّنم

لســـت أرضــى الجاهليـــــة

كل هذا من أساليب الغزاة
حطّموا طاقاتِ هاتيكَ الحياة
خدروا الإنسان عن نيلِ مُناه
حسِبوهُ ليسَ يدري ما الأُباة
من دُعاةِ الذّل أذناب الطغاة

لســـت أرضــى الجاهليـــــة

كل من قد شذّ عن دين الإله
في شقاءٍ دائمٍ طولَ الحياة
ينشُرُ الأمنَ على درب المتاه
كلما سارَ بعيداً في سُراه
عادَ مفتوناً بتأليهِ سواه


لســـت أرضــى الجاهليـــــة


وأنا في رفعةٍ جدّ رضية
مفلتٌ من نزغاتِ الجاهلية
مُحصنٌ بالله من كل بليّة
مُذ هجرتُ الجاهلية
لست أرضى الجاهلية
لســـت أرضــى الجاهليـــــة