
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انـــــ مسلمة ـــــا
جاء الإسلام والزواج بأكثر من واحدة ليس له ضابط ولا قيد ولا شرط، فللرجل أن يتزوج من النساء ما شاء
وكان ذلك في الأمم قديما
حتى يروى في أسفار العهد القديم
أن داود كان له مائة امرأة
وسليمان كان عنده سبعمائة امرأة وثلاثمائة سرية
فلما جاء الإسلام أبطل الزواج بأكثر من أربعة
وكان الرجل إذا أسلم وعنده أكثر من أربع نسوة قال له النبي صلى الله عليه وسلم
"اختر منهن أربعا وطلق سائرهن"
فلا يبقى على ذمته أكثر من أربع نسوة
فالعدد محدود بأربع نسوة لا يزيد...
والشرط الذي لا بد من توفره في التعدد هو العدل بين نسائه
وإلا اقتصر على الواحدة كما قال تعالى
.. فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ..
هذا ما جاء به الإسلام
ولكن الله عز وجل خص النبي صلى الله عليه وسلم بشيء دون المؤمنين
وهو أن أباح له ما عنده من الزوجات اللاتي تزوجهن
ولم يوجب عليه أن يطلقهن ولا أن يستبدل بهن من أزواج يبقين في ذمته
ولا يزيد عليهن
ولا يبدل واحدة بأخرى
(لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن، إلا ما ملكت يمينك)
والسر في ذلك أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لهن مكانة خاصة
وحرمة متميزة
فقد اعتبرهن القرآن "أمهات" للمؤمنين جميعا
وقال تعالى
(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم)
ومن فروع هذه الأمومة الروحية للمؤمنين أن الله حرم عليهن الزواج بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
(وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا)
ومعنى هذا أن التي طلقها النبي صلى الله عليه وسلم ستظل محرومة طول حياتها من الزواج بغيره
مع حرمانها من الانتساب إلى بيت النبوة
وهذا يعتبر عقوبة لها على ذنب لم تجنه يداها
ثم لو تصورنا أنه أمر باختيار أربع من نسائه التسع وتطليق الباقي
لكان اختيار الأربع منهن لأمومة المؤمنين
وحرمان الخمس الأخريات من هذا الشرف أمرا في غاية الصعوبة والحرج
فمن من هؤلاء الفضليات يحكم عليهم بالإبعاد من الأسرة النبوية ويسحب منها هذا الشرف الذي اكتسبته؟
لهذا اقتضت الحكمة الإلهية أن يبقين جميعا زوجات له
خصوصية للرسول الكريم واستثناء من القاعدة
(إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم)
المفضلات